الشباب.. بين حقوقهم من المجتمع وواجباتهم تجاهه

أكثر من سنة فى الرأى

يمثل الشباب الشريحة الأكبر في المجتمع، ولهم الكثير من الحقوق وخصوصاً الداعمة لأفكارهم وتوجهاتهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

ويدرك القطاع الشبابي حجم الواجبات تجاه المجتمع، ولكن هذا يترافق ايضا مع جاجتهم الى التنمية المستدامة وأهمية دعم مشاريعهم وترجمتها على ارض الواقع واستثمار طاقتهم وتوفير فرص عمل تلبي امالهم وطموحاتهم.

وحاورت الرأي خبراء ومعنيين وشبابـ، وأجمع اغلبهم على ان المجتمع لا يلبي ما يطمح به الشباب.

ويقول الخبير الشبابي د.محمود السرحان: يريد الشباب من المجتمع بكافة مؤسساته توفير المزيد من الفرص امامهم في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، فضلًا عن توفير بيئات آمنة وداعمة وصديقة وجاذبة ومحفزة وملهمة لهم لمزيد من المشاركة الشبابية الشاملة والجادة والمسؤولة بكل ما يتعلق بحياتهم حاضرا ومستقبلا.

ويضيف: كما يريد الشباب من مجتمعهم تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص امام الجميع. ولفت الى أهمية التعامل مع الشباب كاصدقاء لا اوصياء وشركاء افراد لا اتباع وقبولهم كما هم في الواقع والانصات اليهم وممارسة التوجيه الذاتي بتوفير الخيارات والبدائل امامهم لاتخاذ القرار السليم بأنفسهم في ما يخص حياتهم حاضرا ومستقبلا بعيدا عن كل محاولات فرض الهيمنة والسيطرة والاحتواء والاقصاء والاستبعاد.

ايقاع سريع للتماشي مع المتغيرات يقول الخبير الاقتصادي حسام عايش: هناك ايقاع سريع لوجود اجيال جديدة في المجتمعات، فعلماء الاجتماع كانوا يقدرون ان الفترة الزمنية بين الجيل والجيل الاخر هي ٣٠-٣٣ عاما، ليرون انه في اخر جيلين ما يسمى بجيل Z وهو جيل بعد الالفية جيل الانترنت وجيل الفا اي مواليد عام ٢٠١٢ وصاعدا ان الفجوة بين الاجيال انخفضت الى ١٥ سنة وهذا يعني ان الايقاع السريع لتوالد اجيال جديدة تتعايش في بيئة رقمية هذا كله يفترض في المجتمع ان يغير ويطور ويحسن ويزيد من وتيرة التعرف على هذه الاجيال والتعامل معها لان هذه الاجيال خلال ١٠ سنوات خصوصًا جيل Z كثيرين منهم سيصبحون في مواقع مسؤولية هذا يعني ان التعامل مع الاجيال بالادوات السابقة وردود الفعل التقليدية سيخلق المزيد من الفجوات.

ويضيف: كما انهم يريدون مؤسسات ومهن جديدة وتواصل بينهم وبين مؤسسات المجتمع بكافة اشكالها ويريدون مواقف سياسية اكثر وضوحا لانهم اكثر شفافية في التعامل في ما بينهم واكثر اخلاقية في الطريقة التي ينظرون بها الى العالم.

ويرى ان لدى الشباب اولويات منها التغير المناخي والتمييز العنصري والوظائف والمهن والتقدم الاكاديمي، «فالاجيال الجديدة هم القوة الاستهلاكية والقوة الانتاجية العظمى فربما التعامل معهم سيحدد تطور المجتمعات او تخلفها».

ويتابع: نتحدث عن اجيال ترى نفسها منغمسة في العالم الافتراضي وتفكر بطريقة عالمية وبالتالي يجب على المجتمع ان يتفهم ردود فعل هؤلاء الشباب والطريقة التي يتعاملون بها مع الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك سنرى انفصاماً في المجتمع بين شباب يفكر بطريقة مختلفة ومجتمع يفكر ويعمل بطرق تقليدية مما سيخلق مشاكل وتحديات ربما لا نستطيع كمجتمع حلها او تفهمها، ولهذا فأننا نحتاج الى ايقاع اكثر سرعة في التماشي مع المتغيرات الجوهرية التي تحدث بالعالم ومنها ما يتعلق بالاجيال الجديدة، وهذا يستدعي ايقاعا مختلفا في طريقة تناول القضايا وفي الانظمة والقوانين المستقبلية.

مشاركة سياسية واحزاب ببرامج حقيقية يقول استاذ العلوم السياسية د.عادل فالح الحناحنة: نحن نتحدث عن اهم مكون من مكونات المجتمع الاردني والذي بسببه اطلق على مجتمعنا بأنه مجتمع فتي، والشباب يشكلون نسبة 70% تقريباً من المجتمع.

ويسأل، ما الذي يريده الشباب من مجتمعه سياسياً؟؟: لا نستطيع ان نركز على هذا الجانب ونهمل الجانب الاقتصادي، فأغلب مشاكل الشباب تكمن في البطالة وعدم وجود فرص تناسب قدراتهم وامكانياتهم ومؤهلاتهم التي بذلوا الغالي والنفيس للحصول عليها.

ويؤكد أن الحلول للبطالة تكمن بضرورة العمل على منح قطع اراضي زراعية للشباب والسماح لهم باستغلالها بمحاصيل زراعية معينة لا تكون تحتاج لكميات كبيرة من المياه، بالاضافة الى ان يكون ذلك المنتج مطلوب محليًا وإقليميًا لضمان وجود سوق استهلاكي، «ومن الحلول ايضا تشديد الرقابة على العمالة الاجنبية في القطاع الخاص وكذلك تطبيق الانظمة والتعليمات فيما يخص العمل والعمال مع منح هذا القطاع حوافز تشجيعية له في حال توظيفه للشباب الاردني وضمان منحه جميع الحقوق».

ومن وجهة نظره يجب عقد اتفاقيات تعاون بين المؤسسات المختلفة في الدولة مع المؤسسات في الدول الاخرى في كافة الجوانب التعليمية والصحية والادارية والعسكرية وغيرها من الجوانب لتأمين قطاع الشباب بفرص عمل تناسب كل حسب مجاله.

ومن الناحية السياسية، يقول الحناحنه: نشاهد حالياً الاهتمام بالاحزاب والترويج لها لكن قبل ذلك هل تم منح الشباب فرصهم ليحققوا ويقدموا انجازاتهم على ارض الواقع؟ و هل تم منحهم الفرص للمشاركة السياسية؟ وهل تم منحهم الفرصة في المشاركة بصنع القرار؟ نجد ان الجواب لا. والمطلوب سياسياً ان تكون تلك الاحزاب لديها برامج حقيقة وواقعية قابلة للتطبيق وخدمة الجميع وليست أحزاب منفعة وشخصية لاشخاص محددين، بالاضافة الى اهمية البحث عن الكفاءات الشبابية ومنحها الفرصة في البداية بالمشاركة بشكل واقعي بصنع القرار، فكفاءة الشباب وقدراتهم وامكانياتهم تؤهلهم لشّغل اكبر المناصب في الدولة وبكل جدارة وبالرغم من خبراتهم المتواضعة.

وبرأيه، فأن قوانين الانتخاب والاحزاب بحاجة ان تكون اكثر قدرة على منح الشباب الفرص المشاركة وذلك سواء بأبعاد اي احتمالية لاستخدام المال السياسي او الاعتماد على اي مقومات اخرى غير الكفاءة والجدارة، سواء في الانتخابات النيابية او البلدية او مجالس المحافظات.

من جهته يرى الاكاديمي والخبير الاجتماعي د.حسين الخزاعي ان الشباب يريدون من المجتمع بكل جهاته الداعمة ومؤسساته تقبلهم وتقبل افكارهم ودمجهم في المجتمع والاستفادة من قدراتهم واشعارهم بالوجود وعدم التهميش. «لا يستطيعون المشاركة ولا التفاعل مع المجتمع بسبب الفقر والبطالة بالاضافة الى شعورهم بالدونية لانهم يشعرون انهم مهمشين لذلك 48% من الشباب الاردني يفكرون بالهجرة».

شباب: المجتمع لا يلبي ما نطمح يقول الناشط الشبابي رفيد القطامين: المجتمع لا يلبي ٢٠٪ من متطلبات الشباب وإنما يكتفي بمنحنا أبسط متطلباتنا التي هي عبارة عن جرعات تخدير ووعود بالوظائف والعيش الكريم, ويضيف: الشباب اليوم بحاجة لحلول إقتصادية حقيقية تضمن لهم الاستقلال المادي والعيش الكريم، والحل ليس فقط بالوظائف الحكومية على وجه الخصوص وإنما بحلول لتحريك عجلة الإقتصاد والاستثمار المحلي وتشجيع الشباب على ابتكار مشاريع خاصة ودعمها وضمان ديمومة العمل فيها، وسياسيا نحن بحاجة لخطة احياء كاملة من الألف إلى الياء من حيث دمجه في التعليم المدرسي والجامعي واعطائه حقه الكامل في المؤتمرات والفعاليات والأنشطة وتشجيع المجتمع بالولوج اليه دونما تعقيدات أو شروط..

وتؤيده $ الناشطة الشبابية غرام الرفوع «الشباب يريدون ان يكونوا شركاء فاعلين في مجتمعهم بعيدا عن التهميش في كافه مجالات الحياة، ويعول الشباب على صناع القرار باختلاف مواقعهم وعلى الحكومات لتمكينهم ودعمهم اقتصاديا بتوفير فرص العمل والتشغيل بناء على الكفاءة والمؤهلات بعيدا عن الوساطة والمحسوبية والفساد».

من جهته أشار الناشط الشبابي مجد المحاسنة الى اهمية زيادة ورفع الوعي بالجوانب السياسية والمشاركة والانخراط بالحياة السياسية بشكل اكبر ووضع خطة استراتيجية طويلة الامد لتفعيل دور شباب في كل المجالات السياسية والانتخابية ناخبين ومرشحين وموظفين ومراقبين ومراكز صنع القرار بالاضافة الى الوقوف امام التحديات التي تمنع من مشاركتهم والعمل على حلها. «نسير في الاتجاه صحيح لتبيلة متطلبات الشباب ونأمل على إيجاد الحلول الواعية والفاعلة للمشاكل التي تحيط بالشباب بخطوات ثابتة ومتفهمة لطموح وشغف شباب لينعكس اثره على المجتمع ككل».

وترى الشابة شروق الحمايدة ان مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة العامة من أهم المتطلبات في الوقت الراهن، وذلك بأن تكون هذه المشاركة في القرارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع بعضها البعض.

وبرأيها، فأن الدول لن تتطور اذا لم تول اهتماماً لفئة الشباب، فالشباب جزء لا يتجزأ من المجتمع وهم قاعدة الهرم السكني في الدول العربية فمشاركتهم في الحياة العامة امر ضروري لتطور الدول، ومشاركتهم في الحياة العامة دليل على التحضر والتقدم. «ما نلاحظه بالوقت الحاضر ان هناك سياسات وتشريعات مكتوبة وقوانين داعمه لكل ما سبق لكن التطبيق يضيق على الشباب ولا يوجد احتضان حقيقي للفكر الشبابي».

وترى الناشطة الشبابية دعاء العوران ان ما يريده الشباب هو ايجاد الفرص الحقيقية في العمل وان تتوافق مع المؤهلات الوظيفية الملائمة للشباب بالاضافة الى تمكينهم من المهارات المطلوبة في سوق العمل والخروج عن المنهج التقليدي لاكسابهم هذه المهارات و الاتجاه نحو التطبيق العملي الفعلي.

وحول الابعاد السياسية فهي تعتقد ان الشباب الاردني مازال يُفتقد وجوده في مواقع صنع القرار «التحديث السياسي يجب ان يأتي بالتزامن مع التحديث الاقتصادي حيث انهم بنفس الاهمية، اليوم نرى ان الشباب همه الاول هو البحث عن وظيفة وايجاد فرصة عمل و هذا ما قد يؤثر على توجهاتهم واهتماماتهم والنظر الى ان الاهتمام بالسياسة ليس أولوية».

ويؤكد حاكم عبدالله الشعراء ان المجتمع لا يلبي جميع متطلبات الشباب بشكل كامل، وهم يريدون توفير فرص عمل لمستوى دخل متوسط لعيش حياة كريمة وتخفيض نسب الضرائب.

ويقول منذر بسام أبو نصير: تشكل فئة الشباب في المجتمع الأردني ما نسبته 63٪ وهم الفئة الاكبر في المجتمع، ونتفاجأ بحجم التهميش على الصعيد السياسي فالاهتمام بوصول الشباب للمجالس المنتخبة ومواقع صنع القرار يكاد ان يكون معدوماً، وعلينا ان نكثف جهودنا وننسج الحلول لتقليل نسب البطالة بين فئة الشباب وتوفير فرص العمل الكفيلة بتغطية احتياجاتهم.

ويقول الشاب خالد خلف الشوابكة: قد تبدو هموم ومتطلبات واحتياجات الشباب بسيطة ولا قيمة ولكنها متطلبات مهمه يجب ان تأخذ بعين الاعتبار، ونحن نريد من مجتمعنا الكثير ويجب أن يلبي احتياجاتنا لكي ننعم في بيئة صحية ونفسية سليمة.

وبرأيه فان المبادرات مهمه فهي تفرغ طاقات الشباب في نشاطات وفعاليات طلابية وتربوية تعمل على تربية النفس وتهذيبها بالشكل المطلوب، متمنيًا ان يتم دعمها من قبل الهيئات والمؤسسات حتى تتمكن من توسيع نطاق عملها لكي تحتضن عدد كبير من شباب هذا المجتمع.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على