سهيل القصيبي لـ “البلاد” يقود الأمير محمد بن سلمان تحولاً جباراً لم ترَه المملكة منذ عصر المؤسس
أكثر من سنة فى البلاد
قال رجل الأعمال والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فلك للاستشارات سهيل غازي القصيبي إن القيم والإنجازات العظيمة السعودية، لم تكتسب إعجاب الدول العربية فحسب، بل دول العالم أجمع، مضيفًا أن ”للسعودية تاريخ عريق، عاشت فيها حضارات متنوعة وعريقة تضاهي المصرية القديمة وغيرها من الحضارات”. وأشار القصيبي في حديثه لـ ”البلاد” بمناسبة اليوم الوطني السعودي إلى أن السعودية وقفت مع البحرين في السراء والضراء، وهي السبَّاقة في مناصرة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وهي الحصن المنيع ضد كل من يريد زعزعة أمن المنطقة أو نشر الفتنة فيها.
كيف تنظر لليوم الوطني السعودي في حلة المملكة العربية السعودية وما يشوبها من إصلاحات ونهضة غير مسبوقة؟
- أنظر إلى اليوم الوطني السعودي بكل فخر واعتزاز، فالمملكة العربية السعودية هي دولة الدين والقيم والإنجازات العظيمة والتي لم تكتسب إعجاب الدول العربية فحسب، بل دول العالم أجمع.
أنت سعودي الأب، ولكنك تعيش في البحرين التي تحبها وتحبك منذ فترة طويلة، ما سر هذا التمازج الجميل بداخلك والذي يجمع بلدين شقيقين؟
- العلاقة السعودية البحرينية تاريخية مبنية على أسس المحبة والاحترام ووحدة المصير المشترك، أما سر حبي للبحرين قد يكمن في جيناتي حيث كان لعائلة القصيبي النجدية وجود في البحرين منذ أكثر من قرن، ولهم حب شديد للبحرين وأهلها الطيبين. وقد كان جدي عبدالرحمن رحمه الله هو الممثل التجاري للملك عبدالعزيز رحمه في البحرين في منتصف القرن الماضي. وفي ثمانينات القرن الماضي عمل سيدي الوالد رحمه الله سفيرًا للسعودية في البحرين، وكرّس فينا حب هذه الجزيرة المعطاء وأهلها الطيبين وقيادتها الرشيدة.
تهتم البحرين لأن تكون مشاركة في الاحتفالية باليوم الوطني السعودي، وتستعد هيئة السياحة والمعارض الآن لعدد واسع من الفعاليات بهذا الشأن، ما هو الشعور الداخلي الذي يحمِّلنا المسؤولية نحو الدفع بهذه العلاقة للازدهار والنمو؟
- إن دلت هذه الاستعدادات على شيء دلَّت على صدق المحبة المتبادلة بين البلدين على الصعيدين السياسي والشعبي.
السعودية وقفت مع البحرين في السراء والضراء، وهي السبَّاقة في مناصرة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وهي الحصن المنيع ضد كل من يريد زعزعة أمن المنطقة أو نشر الفتنة فيها.
أضف إلى ذلك أن السعودية هي الشريك التجاري الأكبر للبحرين، وأن أكبر عدد السياح إلى البحرين هم من السعودية، ناهيك عن الروابط الأسرية القوية والزيجات الكثيرة بين البلدين.
فمن الطبيعي أن يتحمس أهل البحرين باليوم الوطني السعودي والحرص على مشاركة الشقيقة الكبرى في احتفالاتها بيومها الوطني السعيد.
اليوم الوطني السعودي يحكي قصة نجاح المملكة العربية السعودية في العصر الحديث، ما أهم مرتكزات هذا النجاح من وجهة نظرك؟
- مرتكزات النجاح كثيرة، وربما أهم ركيزة هي تمكين الشباب في المملكة، حيث كان الشباب في الماضي يشعرون بالتهميش، وببعض الاستياء لشح فرص العمل وقلة خيارات الترفيه وتفشي الفساد.
ولكن الآن أصبحت المملكة تدار من قبل الشباب وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي قاد تحولًا جبارًا لم ترَه المملكة منذ عصر المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
لذلك أكاد أقول إن الأمير محمد - بسند وعون من خادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه - أطلق بداية الدولة السعودية الرابعة التي أبهرت العالم بسرعة وحجم التحول الذي حصل في السنوات الماضية القليلة.
بماذا يذكر اليوم الوطني السعودي المواطنين هنالك، وكيف ينظر الشباب لهذا الحدث المهم محليًا وعربيًا؟
- طبعًا فئة الشباب هم الأكثر استفادة من التحولات الجبارة في المملكة، وهم يمثلون الجزء الأكبر من السكان، فمن الطبيعي أن لليوم الوطني أثرًا كبيرًا على نفوسهم.
ما قصة النجاح التي حققتها السعودية في الحفاظ على التراث وفي إحياء التاريخ السعودي الأصيل؟
- كان تاريخ المملكة العربية السعودية تقليديًا يُحصر في حقبتين تاريخيتين مهمتين. أما الأولى هي حقبة فجر الإسلام والسيرة النبوية، والثانية هي حقبة الحركة الوهابية والتحالف الذي صار بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود، أمير الدرعية، في القرن الثامن عشر الميلادي.
ومن الإصلاحات الجريئة التي قامت به القيادة السعودية هي طرح السؤال المهم “لماذا نحصر أنفسنا في هاتين الفترتين؟” وعليه تم فصل بداية الدولة السعودية الأولى عن تحالف الشيخ والإمام، وتم تحديد يوم لتأسيس دولة آل سعود وهو يسبق التحالف بـ 17 عامًا.
كذلك تم التركيز على تاريخ الجزيرة العربية القديم الذي سبق فجر الإسلام بآلاف السنين والاعتراف به، وإظهاره للعالم.
والآن يتم إجراء التنقيب في المواقع الأثرية المختلفة في جميع أنحاء المملكة وتشجيع الدراسات والأبحاث عنها، واكتشفنا أن للسعودية تاريخًا عريقًا، عاشت فيها حضارات متنوعة وعريقة تضاهي المصرية القديمة وغيرها من الحضارات.
طبعًا حصل هذا دون التخلي عن تاريخ المملكة الإسلامي الأصيل. بل تم تسليط الضوء عليه بشكل أكبر، ومثال على ذلك هو إنشاء المتحف الدولي للسيرة النبوية في المدينة المنورة الذي يُعنى بالتعريف الحضاري الشامل بالنبي “ص”، وآدابه وأخلاقه. وأضف إلى ذلك عزم السعودية على إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم في الرياض حسب رؤية السعودية 2030.
كلمة أخيرة.
- شكرًا لك وألف مبروك لقيادتي وشعبي السعودية والبحرين على اليوم الوطني السعودي المجيد وكل عام وأنتم بخير.