مركز سينمائي عالمي المستوى يهدف إلى إيرادات قدرها ٥٠٠ مليون دولار

أكثر من سنة فى البلاد

تطورت المملكة العربية السعودية في الشأن السينمائي والترفيه منذ العام 2017 مع توجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء ورؤية 2030، وهي الخطة الاقتصادية التي وضعها لتقليل اعتماد المملكة الاقتصادي على الوقود الأحفوري لتصبح مركزاً للسياحة والترفيه، بما في ذلك صناعة الأفلام والسينما.  
تريد المملكة أن تصبح واحدة من أكبر 20 صناعة سينمائية في العالم في السنوات القليلة المقبلة، وفقاً للإستراتيجية الجديدة التي ستؤسس للمملكة “كمركز سينمائي عالمي المستوى يهدف إلى بناء صناعة بإيرادات قدرها 500 مليون دولار”، والتي أعلنت عنها لجنة الأفلام هناك في نوفمبر 2021 - والتي ستعزز صناعة الترفيه في السعودية، وستعمل الإستراتيجية الجديدة على تسريع عملية الاستثمار والتطوير، وستشهد المملكة إقبالاً هائلاً على بناء مجمعات سينمائية جديدة.
تماشياً مع رؤية 2030، فإن السوق العام في السعودية قد نما بشكل كبير، حيث أظهرت صناعة السينما الاتجاه نفسه، وتشهد نمواً في سوق السينما بينما تواجه العديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم تباطؤاً في أعقاب الوباء، مع أداء الأفلام الأكثر توقعاً للعام 2021 بشكل أفضل في السعودية مقارنة الأخرى، لا يمكن تلبية شهية رواد السينما هناك من خلال دور السينما الحالية، مما يخلق طلباً مستمراً على دور السينما الجديدة التي سيتم بناؤها.
” يتشاجر الزوج والزوجة مع تدهور زواجهما وتجاوز منزلهما من قبل (الأرواح الشريرة)، وتختفي العروس خلال حفل زفافها، تاركة ضيوفها ينتظرون ووالدتها في حالة انهيار، تحاول المرأة الحامل التمييز بين الواقع والأحلام والوهم الناجم عن المخدرات وتصورات الموت“...  هذه ليست سوى بعض من خطوط القصص المشوقة لإصدارات الأفلام السعودية الأخيرة، مثل فيلم “تمزق” للمخرج السعودي حمزة جمجوم، الذي فاز بالجائزة الأولى في فئة الأفلام السعودية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر من العام الماضي، والذي حضرت أيامه وشهدت النجاح الكبير العالمي الذي قدمه في دورته الأولى فقط!
قبل أربع سنوات، كان من غير الممكن تصوُّر مشاهدة مثل هذه الأفلام في السعودية، ولكن اليوم مع رؤية 2030، فإنها تهدف إلى أن تصبح القوة الجديدة لصناعة السينما في الشرق الأوسط وأن تغرس في السعوديين حب مشاهدة الأفلام وصنعها. وحتى الآن، تعمل الخطة بنجاح واضح، يتدفق المنتجون الدوليون وأستوديوهات هوليوود إلى المملكة لإنتاج الأفلام وإبرام صفقات في سوق جديدة خصبة مثل منطقة العلا وغيرها، وتشهد دور السينما نمواً هائلاً مع فتح الشاشات وتدفق الأسر السعودية إلى دور العرض، وارتفعت إيرادات سوق شباك التذاكر في المملكة العربية السعودية إلى 238 مليون دولار في العام 2021 - بزيادة قدرها 95 % عن العام 2020!
والأهم من ذلك، هناك الآن العديد من الحوافز لصانعي الأفلام السعوديين الشباب لتطوير حرفتهم في المنزل. تستثمر السعودية المليارات في بناء صناعة سينمائية ذات طموحات دولية وإقليمية، خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، والذي منه أعلنت وزارة الاستثمار أن المملكة ستدعم إنتاج 100 فيلم بحلول العام 2030!
لطالما كان صانعو الأفلام السعوديون هناك مفتونين برواية القصص، حتى وصلت اليوم إلى أن تكون من أهم الصناعات هناك، والناس متعطشون لسماع القصص ومشاهدة الأفلام، السعودية أولاً“، وتدفع هذه الطفرة العديد من صانعي الأفلام والمهنيين السعوديين الذين يعملون في هذا القطاع المهم لتقديم الأفضل. التغييرات ليست أقل من ثورية ومع ذلك، لم تكن السينما غريبة تماماً على المملكة، فقط ظل عشّاق السينما مصممين على مشاهدة الأفلام بصحبة زملائهم المتحمسين، وتم تأسيس مهرجان الأفلام السعودية، الذي أقيم دورته الثامنة في يونيو 2022، بعد أن تأسس في الدمام عام 2008 على يد الكاتب والمخرج أحمد الملا وزملائه في نادي الأدب المحلي.
أعطت عودة السينما في المملكة العربية السعودية النساء، اللواتي يتمتعن الآن بالعديد من الحريات أكثر مما كنّ يتمتعنّ به في السابق، صوتاً أقوى بكثير، فالناس يريدون أفلاماً لنساء سعوديات تروي قصصاً عن قصصهن ومشاركاتهن. إنها حقبة مهمة جداً في صناعة الأفلام في السعودية، وإنها فترة أكثر أهمية بالنسبة للنساء المبدعات بعد فترة من العمل في الظل. 
تنمو صناعة السينما السعودية ذات الإمكانات الهائلة بسرعة وثبات حيث تقودها قيادة عظيمة في الصناعة، مع وجود قدر كبير من الخطوات التي تم إنجازها في السنوات الـ 3 الماضية ، فإن صناعة السينما في المملكة في طريقها لتصبح رائدة في المنطقة وقد اكتسبت بالفعل اهتماماً من أصحاب الأموال في السينما من جميع أنحاء العالم، وستركز مبادرة بناء السينما في المملكة العربية السعودية على التحديات التي تواجهها صناعة السينما، وتغيير الاتجاهات، فضلاً عن التركيز على مشاريع السينما الجديدة التي ستدفع عجلة نمو هذه الصناعة.
تبرز اليوم السعودية كأكبر سوق سينما وأكثرها ربحية في غرب آسيا، حيث من المتوقع أن يصل حجم إيراداتها في السوق إلى 100 مليون دولار بحلول عام 2024، وبعد حصولها على جائزة “Emerging Market Spotlight” في “CinemaCon 2022” في لاس فيغاس، يتم الاعتراف بالمملكة العربية السعودية بشكل متزايد كوجهة رئيسية للإنتاج السينمائي ومبيعات شباك التذاكر... وأكثر.​

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على