أسئلة الملك عبدالله الثاني أمام الأمم المتحدة؟

أكثر من سنة فى الرأى

.. «كم جيل من الشباب، كان من الممكن أن يكبر في بيئة يسودها التفاؤل بالسلام والازدهار»؟

.. تلك رؤية الملك الهاشمي، الوصي الهاشمي على أوقاف وحاضرة القدس، يدرك تماما ان العالم، لطالما شغلته القضية الفلسطينية، منذ ما يزيد عن 70عاما من المعاناة والأزمات والحروب، ومحاولات الصهيونية الإسرائيلية تهويد وتشريد أهالي القدس والضفة الغربية وكل فلسطين المحتلة.

أسئلة الملك في خطابه أمام الأمم المتحدة، تاريخية، مثيرة لصورة العالم الغربي، والإدارة الأميركية والدول الكبرى، التي صاغت حراكها، بطرق كثيرة ملتوية داعمة لدولة الاحتلال مناسبة ان الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف واتفاقيات السلام، كلها تصب في الحق الفلسطيني العربي، الذي ينشد السلام والأمان وحق تقرير المصير وعودة اللاجئين.

.. لهذا، ومن منصة الأمم المتحدة، تأتي صرخة الملك الوصي، سليل العترة النبوية الشريفة انه:لا يمكن إنكار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

.. والملك، لا يذكر، ولا يطرق على الطاولة، بل يؤكد حقائق الساعة، بل المصير العالمي، الذي يعيش لحظات معاناة العالم من الصراع العسكري الدامي بين روسيا وأوكرانيا من جهة وبين الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو من جهة أخرى، في حرب، غيبت ملفات العالم وكسرت الاقتصاديات الجديدة وكل محاولات التعافي، ما بعد جائحة فيروس كورونا، كوفيد-19، ومع ذلك خاطب الملك، الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بقوة العارف، المفكر، صاحب الرؤية النبيلة، متحديا الصمت، مترقبا الآتي:

إن السلام لا يزال بعيد المنال في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم تقدم الحرب ولا الجهود الدبلوماسية إلى الآن حلا لإنهاء هذه المأساة التاريخية.

.. تابع الملك، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التجلي الجاد، المحرك للأسئلة، مبديا في حوار تاريخي:

أحد أبرز المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة هو حق جميع الشعوب في تحديد مصيرها، ولا يمكن إنكار هذا الحق للفلسطينيين وهويتهم الوطنية المنيعة، فالطريق إلى الأمام هو حل الدولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن وازدهار.

.. كان أبرز أسئلة الملك عن القدس، مستقبلها في ظل ما يحدث في دولة الاحتلال الصهيوني، وكلنا في الدولة الأردنية، عربيا واسلاميا مع قول الملك انه: اليوم يشكل مستقبل مدينة القدس مصدر قلق ملح، فهي مدينة مقدسة للمليارات من أتباع الديانات السماوية حول العالم، وإن تقويض الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها يسبب توترات على المستوى الدولي ويعمق الانقسامات الدينية، لا مكان للكراهية والانقسام في المدينة المقدسة.

.. هي تلك المنافذ، المنطق الجيوسياسي الذكي، فالعالم مشتت النظر، لهذا طرح الملك فكر الهاشميين، ورؤية ملك وانسان، نبيل، يحمل ثقة العالم بأنه من الشخصيات القيادية العالمية، العربية والفكرية الأممية، عدا عن رؤية أمنية وعسكرية متوارثه، وهنا تكمن أهمية الإجابات التي على دول العالم النظر إليها بكل جدية، وتأتي الأسئلة، في موازاة حقائق ووقائق نعلمها في الإعلام الأردني الوطني، نحملها وندافع عنها، مثلما يقترن مضمونها مع احترام قيادة الملك عبدالله الثاني ومساندة سمو ولي العهد الحسين، لمسيرة الأردن، المملكة النموذج، فم?ذ خطاب الملك، قبل ساعات، وسنوات، ستكون أسئلة الملك، أيقونة لدراسة ما نحن عليه في عالم اليوم:

* السؤال الاول:

كيف كان سيبدو عالمنا الآن لو تم الوصول إلى حل للصراع منذ زمن طويل، ولم يتم تشييد الجدران وسمح للشعوب أن تبني جسورا للتعاون بدلا منها؟

*السؤال الثاني:

ماذا لو لم يتمكن المتطرفون من استغلال ظلم الاحتلال؟ كم جيل من الشباب كان من الممكن أن يكبر في بيئة يسودها التفاؤل بالسلام والازدهار؟

* السؤال الثالث:

هل هذا هو المستقبل الذي سنتركه للأجيال القادمة؟

* السؤال الرابع:

على بلداننا أن تتحد في العمل المشترك الفاعل، والسؤال الآن هو، هل نمتلك الرؤية والعزيمة اللازمتين لإنجاز ذلك؟

* السؤال الخامس:

كيف للآباء والأمهات أن يتمكنوا من تنشئة أطفال أصحاء؟ كيف للطلبة أن يتمكنوا من تلقي تعليمهم، وكيف للعمال إنجاز عملهم وهم يواجهون اليأس وانعدام الأمن الغذائي؟.

*السؤال السادس:

-كيف-، لا يمكننا أن نتجاهل ناقوس الخطر الذي يدق من حولنا، و-كيف-بل علينا أن نتصدى له؟.

.. بكل وعي، وإدراك، وخوف على مصائر الشعوب، وترقبا لأي تهديد للشعوب او تسوية لقضايا المنطقة والإقليم، يضع الملك، درة وايقونة النظرة لإحداث التحول في النظرة لأسئلة المرحلة، ويقترن خطاب الملك بتصور عملي، يقول جلالته:

.. «يمكننا تخطي أخطر الأزمات إذا اتحدنا للعمل معا. فلنسعى، ونحن في هذه الاجتماعات، لتحقيق مستقبل أفضل يخدم مصلحتنا المشتركة، مستقبل من الكرامة والأمل يوفر فرصا جديدة لجميع شعوبنا».

.. قد يكون لنتائج اجتماعات الأمم المتحدة في الدورة 77 أكثر من جدل يستشرف المستقبل، لكن الملك، عزز تشاركية وتواصل ورؤى دول المنطقة والإقليم، الحال والمأمول من الأمم المتحدة ومنظماتها العالمية، عدا عن مواقف الإدارة الأميركية وأوروبا وهذا الواقع، والعيش المشترك،، ليكن الأمل، الحق والعدل، وصيغ الفكر وأدوات التغيير الثقافي والحضارية، تسود قبل أزير الطائرات و لقاء المدافع، وحروب القوى الرقمية.

.. خطاب الملك في الأمم المتحدة، نقطة تحول، تحتاج منا إلى إعادة قراءة.. فالمستقبل مع إرادتنا وقيادتنا المثقفة التي تصنع وتبدع بالحوار مع العالم.huss2d@yahoo.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على