أعدم أحدهم وآخر أمره نجله بالتوقيع على حذائه.. حكايات ٥ فنانين مع صدام حسين

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

في الثلاثين من ديسمبر لعام 2006، صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك، نُفذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومعه أُسدل ستار الأساطير المنسوجة حول هذا الرجل الذي لطالما تحدث الناس عن ديكتاتوريته وشخصيته الحازمة التي تغلفها الكاريزما، لذا يهتم الكثيرون بمعرفة الحكايات حول هذا الرجل الغامض.
وفي التقرير التالي يرصد لكم التحرير لايف 5 حكايات للرئيس الراحل صدام حسين مع الفنانين.

عادل إمام

يعشق الزعيم عادل إمام الخروج بمسرحياته لعرضها في الدول العربية وكانت تلك المحطة في العراق، حينما دُعي لعرض مسرحية له هناك، في عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، فأصابه ما أصاب شعب العراق من إجراءات بوليسية، ويروي تفاصيل الزيارة في لقاء سابق له مع الإعلامية هالة سرحان، على قناة روتانا سينما قائلًا: "ذهبت إلى العراق مرة في إطار مبادرة النفط مقابل الغذاء، لعرض مسرحية هناك".

وأضاف الزعيم أنه أصدر أوامره لباقي فريق العرض المسرحي بعدم المزاج أو التحدث في السياسة، لأنهم في "دولة بوليسية" على حد تعبيره، ففوجئ بوصلات مديح مبالغ فيها للرئيس العراقي صدام حسين يرددها الفنانون مثل خالد سرحان وتامر عبد المنعم، فقال لهم: "مش للدرجة دي هتودونا في داهية".

وتابع إمام حديثه واصفًا شكل أفراد الحرس الذي وضعه الأمن العراقي أمام المسرح فقال: "لقيت ناس شبه صدام حسين شايلين رشاشات وواقفين قصاد خشبة المسرح، وأصريت إني مش هبدأ العرض إلا لما ينزلوا، وطبعا عشان دول ينزلوا لازم الأوامر تجيلهم من قيادات كبيرة"، مضيفًا: "كان في مشهد في المسرحية بيكون عبارة عن شخص بيفتح التابوت ويضرب بالرصاص.. خفت لما يشوفوا كده يروحوا يضربونا كلنا بالرصاص".

ورغم "بوليسية" حكم صدام حسين للعراق، على حد قول "الزعيم"، فإن الأخير بكى فور رؤيته مشهد وقوف صدام خلف القضبان أثناء محاكمته، وقال: "بكيت لحال العرب وليس على صدام"، مؤكدا أن "حسين" أدخل الشعب العراقي في الكثير من الحروب طوال فترة حكمه.

محمد صبحي

في 2001 زار الفنان محمد صبحي مع فرقته المسرحية دولة العراق، وقدم هناك عددا من العروض المسرحية مثل: "سكة السلامة، كارمن، لعبة السكة، ماما أمريكا"، وخلال فترة الزيارة التقى الفنان محمد صبحي وفرقته الرئيس الراحل صدام حسين في قصر الرئاسة ببغداد، بعد تعرضهم لإجراءات أمنية صارمة، بدأت من تجريدهم من كاميرات التصوير وهواتف المحمول، ونقلهم داخل سيارة سوداء لا يرى من داخلها الشارع.

جاءت الزيارة لدحض شائعة وفاة "صدام" التي كانت منتشرة عالميا في ذلك الوقت، ولتقريب العلاقة بين العراق والكويت بعد حرب الخليج، برفع العلم الكويتي على أرض العراق، واستمرت المقابلة مع الرئيس لمدة 40 دقيقة، تجاذب فيها "حسين" أطراف الحديث مع "صبحي" وأعضاء فرقته، كما مازح الفنان عبد الله مشرف قائلًا: "الشعب العراقي يحبك كثيراً".

وعقب إعدام "صدام" خرج "صبحي" مدافعا عنه بقوله: "هذا الرجل كان يقف ضد محاولة دخول العراق، ومن هاجموه بعد إعدامه ومدحوه في فترة حكمه جبناء.. هذا حاكم لو مساوئه يحاسبها عليه شعبه لكن أنا أحترمه".

كاظم الساهر

أكد الفنان العراقي صدام حسين أنه لم يكن مجبرا على الغناء للرئيس "صدام"، وإنما فعل ذلك عن طيب خاطر، مشيرا إلى أن لم يلتقِ الرئيس الراحل في أي مناسبة، على حد تصريحاته في حاور صحفي مع جريدة "الرياض السعودية".

ما لم يفضل "الساهر" الحديث عنه في الإعلام هي علاقته بـ "عدي صدام حسين" والتي كانت سببا في رحيله عن العراق بعام 1997، والحقيقة أنها لم تكن علاقة صداقة كما كان يحاول "كاظم" الترويج لها أحيانا في الإعلام، بل كانت علاقة مهينة للمطرب العراقي.

كشف كتاب "كنت طبيبا لصدام"، للدكتور علاء بشير الذي كان يعمل بأحد المستشفيات المخصصة لمعالجة النخبة العراقية الحاكمة، تفاصيل الإهانة التي تعرض لها كاظم الساهر على يد "عدي"، فقال: "عدي كان يغار بشدة من التفاف الجميلات حول كاظم الساهر في كل مكان يذهب إليه"، وتابع: "ذات مرة اتصل عدي بالساهر وقال له: يجب أن تأتي لتسليني وحضر كاظم الحفل وأجبره مثل غيره على الغناء حتى مطلع الشمس لليوم التالي وقبل أن يغادر كاظم الساهر الحفل قال له عدي: أرى أنك تقوم دائماً قبل وبعد حفلاتك بالتوقيع على صورك وتوزعها على المعجبات ويجب أن تفعل الشيء نفسه لي ولأصدقائي فوجئ الساهر بعدي يشهر حذاءه في وجهه ليوقع باسمه عليه ثم يجبره على تكرار توقيعه على أحذية جميع أصدقائه الحاضرين ولم يكن أمام الساهر إلا الامتثال له فهو يعلم جيداً عواقب عصيان أوامر عدي وبعدها خرج كاظم من العراق ولم يعد إليه أبداً، حسب رواية واحد من الذين حضروا هذه الواقعة وهو محمد المفرجي أحد حراس عدي".

رغدة

بدأت علاقة الفنانة السورية "رغدة" بالعراق في أوائل التسعينيات، حينما ذهبت إلى هناك للقيام بدور مجتمعي إنساني مع أطفال العراق، واشترطت عدم التعامل مع أي مسؤول عراقي، وكان ذلك تجنبا لغضب شعب الكويت الذي كان تحت الغزو العراقي في ذلك الوقت.

طوال فترة عملها المجتمعي والإنساني بالعراق رفضت مقابلة الرئيس الراحل صدام حسين، وهو الأمر الذي عرضها لمحاولة اغتيال على يد نجله "عدي"، ولكن مع مجيء فرقة محمد صبحي إلى العراق في مطلع الألفينيات تمت دعوتها بشكل رسمي لحضور اللقاء مع الرئيس صدام، وكان ذلك اللقاء الوحيد الذي جمعها به.

وكانت قد أثيرت الأقاويل حول وجود علاقة عاطفية تجمعا بـ"صدام" ولكنها عقبت على ذلك بقولها في برنامج "الجريئة": "مجرد التفكير في وجود علاقة بيني والرئيس صدام تخريف، فعلاقتي به كانت رسمية أثناء تواجدي ضمن لجنة لدعم الأطفال العراقيين المنكوبين خلال الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على العراق"، مشيرة إلى أنه لم ينفرد بها على الإطلاق.

صباح السهل

في الرابع من إبريل لعام 1993، وبعد انتهاء إحدى الحفلات الغنائية التي ضمت عددا من الفنانين العراقيين، ألقى جهاز الأمن الخاص القبض على الفنان العراقي الشهير، صباح السهل بتهمة التهجم على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، فأودع السجن.

وأثناء التحقيق معه أكد "السهل" أنه كان في حالة سكر، وأنه تفوه بذلك الكلام في بيته وأمام زوجته فقط،، وتوسل إلى الرئيس العراقي كي يرحمه، لكن دون جدوى، ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم 2 مايو من العام ذاته، ومُنعت أغانيه من البث في العراق بعدها، كما منع حتى التداول باسمه أو بأي من إنتاجاته، تحت طائلة المعاقبة والملاحقة القانونية.

شارك الخبر على