الصين تدعو للتفاوض ووقف إطلاق النار في أوكرانيا

أكثر من سنة فى الإتحاد

الاتحاد، وكالات (عواصم)
دعت الصين، أمس، إلى «وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتفاوض»، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش الروسي.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانع وينبين في مؤتمره الصحافي الدوري: «ندعو كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن». وقال المتحدث، إن الصين تشدد على «وجوب احترام سيادة ووحدة أراضي كل البلدان، والتقيّد بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومراعاة المخاوف المشروعة لكل البلدان بجدية، ودعم كل الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمات». وتابع: «تدعو الصين الدول المعنية إلى حل خلافاتها بالحوار والتشاور، وتبدي استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة أداء دور بناء على صعيد احتواء التصعيد».وأعلن الرئيس الروسي، أمس، استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا، محذراً الغرب من أن موسكو «ستستخدم كل الوسائل» المتاحة لها للدفاع عن نفسها، بما في ذلك السلاح النووي.وفي خطاب نادر وجّهه إلى الأمة، أكد بوتين أن «الأمر ليس خدعة»، متهماً الدول الغربية بمحاولة «تدمير» روسيا.ورأت الدول الغربية في إعلان التعبئة «إقراراً بالضعف» في مواجهة الهجمات المضادة الأوكرانية. وتشكّل التعبئة الجزئية، التي بدأت أمس، وستكون تدريجية، تصعيداً كبيراً في النزاع المنخرطة فيه القوات الروسية منذ أشهر.وبدأ التصعيد بعد الإعلان، أمس الأول، عن إجراء استفتاءات في أربع مناطق يسيطر عليها الروس في شرق أوكرانيا وجنوبها، اعتباراً من الجمعة بشأن ضمها لروسيا، في تطوّر دانته الدول الغربية.وأكد بوتين، في كلمة متلفزة مسجلة مسبقاً، صباح أمس: «أعتبر أنه من الضروري دعم اقتراح وزارة الدفاع بالتعبئة الجزئية للمواطنين في الاحتياط، والذين سبق أن خدموا، ولديهم الخبرة المناسبة».وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن روسيا ستستدعي 300 ألف جندي احتياط «أي 1.1 في المئة من القدرات التي يمكن استدعاؤها».ومن لندن إلى برلين مروراً بواشنطن، نددت عواصم غربية بقرار التعبئة. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن التعبئة الجزئية تشكل «مؤشر يأس جديداً».كذلك اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن هذه التعبئة والإعلان عن «استفتاءات» لضم أراضٍ في شرق أوكرانيا «عمل يائس».ميدانياً، من شأن التعبئة أن تؤدي إلى تزايد حدة المعارك، مع دخول النزاع شهره الثامن.ويبدو أن مسار الأمور في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا الواقعة قرب الحدود الروسية، هو ما دفع بوتين إلى إعلان التعبئة الجزئية، في خطوة كان قد استبعدها الكرملين من قبل.وتكبد الجيش الروسي خسائر، في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية في منطقتي خيرسون في جنوب البلاد وخاركيف في شمالها الشرقي، حيث اضطرت موسكو إلى تنفيذ عمليات انسحاب.وشكّل خطاب بوتين تصعيداً أيضاً مع الغرب، إذ اتّهم الدول الغربية بالسعي إلى تدمير بلاده «وإخضاع موسكو لابتزاز نووي».وقال الرئيس الروسي: «أود تذكير الذين يقومون بتصريحات كهذه، بأن بلادنا تملك أيضاً وسائل دمار مختلفة، بينها وسائل أكثر تطوراً من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي».وتابع: «سنستخدم بالتأكيد كل ما لدينا من وسائل لحماية روسيا وشعبنا»، وأضاف: «الأمر ليس خدعة». وقال وزير الدفاع الروسي، إن روسيا «تواجه الغرب أكثر منه أوكرانيا».ورداً على خطاب بوتين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع محطة بيلد التلفزيونية الألمانية، أمس، إنه لا يعتقد أن بوتين سيستخدم السلاح النووي. وأكد بعد تصريحات بوتين: «على الغرب أن يضاعف جهوده لمساندة أوكرانيا». وقال الرئيس الأوكراني، بحسب مقتطفات من هذه المقابلة: «لا أعتقد أن هذه الأسلحة ستستخدم».وقال متحدث باسم البيت الأبيض، أمس، إن الولايات المتحدة «تأخذ على محمل الجد» تهديد فلاديمير بوتين. وشجب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تصريحات بوتين، وقال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «سنحافظ على هدوئنا وسنواصل دعم أوكرانيا».

شارك الخبر على