خطاب الملك.. رؤية شامله للمنطقة  بلا احتلال

أكثر من سنة فى الرأى

تميز خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني امام الجمعية العامة للامم المتحدة برؤية سياسية شاملة لعالم بلا احتلال.

الملك كعادته دافع من على منبر الامم المتحدة عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره برحيل الاحتلال عن وطنه واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الملك في خطابه الذي القاه امام زعماء العالم تحدث عن الوجود المسيحي في القدس العربية والذي وصفه بانه جزء اصيل من منطقتنا العربية المقدسة، اذ قال بالنص الحرفي (كقائد مسلم، دعوني أؤكد لكم بوضوح أننا ملتزمون بالدفاع عن الحقوق والتراث الأصيل والهوية التاريخية للمسيحيين في منطقتنا، وخاصة في القدس. اليوم، المسيحية في المدينة المقدسة معرضة للخطر، وحقوق الكنائس في القدس مهددة، وهذا لا يمكن أن يستمر، فالمسيحية جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا والأراضي المقدسة وحاضرها، ويجب أن تبقى جزءا أساسيا من مستقبلنا).

الملك اراد هذه المرة ان يخاطب الغرب المسيحي ويذكرهم بأن دعم الدول الغربية للاحتلال الاسرائيلي شكل خطرا على الوجود المسيحي في القدس وفلسطين، لا بل ان الاحتلال يعمل بكل قوته لانهاء الوجود المسيحي في المدينة المقدسة.

كما اراد ايصال رسائل سياسية للغرب المسيحي بان الاحتلال الاسرائيلي نقيض للمسيحية وان من يدعم الاحتلال كأنه يدعم انهاء المسيحية في فلسطين بل ان جلالته حذر العالم الغربي من المسيحية في المدينة المقدسة معرضة للخطر، وحقوق الكنائس في القدس مهددة لذلك يجب ان يتوقف دعم الاحتلال للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس. كما بعث برسالة للعالم ان المسيحية جزء من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ونحن المسلمين من ندافع عن الوجود المسيحي في فلسطين والشرق كله لانهم جزء أصيل من منطقتنا العربية وهويتهم عربية والدفاع عنهم واجب العرب والمسلمين.

تحذير الملك من خطورة الاحتلال على الوجود المسيحي في القدس هي فكرة مهمة والتقاطة سياسية سيكون لها تأثير في الرأي العام العالمي الذي بدأ يتحول تدريجياً باتجاه تفهم مطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال وهو ما دفع جلالة الملك الى ان يخاطب العالم بلغة سياسية يفهمها العالم سواء الشعوب او الحكومات التي يجب ان تضغط من اجل انهاء الصراع العربي الاسرائيلي.

الملك خاطب العالم بان عليه مسؤولية في انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن فلسطين وان انهاء هذا الصراع سيؤدي الى التقدم في العالم بل ان شكل العالم ومستقبله سيتغير الى الافضل في حال حصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعه في وطنه واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الملك اكد على اهمية دور العالم في منع الاحتلال من احداث تغيير في الوضع القائم في مدينة القدس المحتلة والتي لا يجوز للاحتلال احداث اي تغيير في هويتها او وضعها القانوني او تركيبتها السكانية، كما شدد الملك على تمسك الاردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بقوله :» نحن ملتزمون بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وحماية أمن ومستقبل هذه الأماكن المقدسة».

الملك في خطابه التاريخي ذكر العالم باللاجئين الفلسطينيين ومسؤوليته التاريخية في تطبيق قرارات الامم المتحدة ودعم وكالة الغوث الدولية التي تقدم الدعم للاجئيين الفلسطينيين في مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، فالوكالة تعاني من أزمة خانقة في تمويل برامجها بسبب نقص التمويل والدعم المالي من الدول المانحة لذلك وجب على العالم ان يقدم الدعم المالي لوكالة الغوث الدولية والتي هي الشاهد الدولي على قضية اللجوء الفلسطيني.

خطاب الملك تعامل مع قضايا ومحاور رئيسية للعالم خاصة قضية اللاجئين السوريين ومسؤولية المجتمع الدولي تجاههم من خلال دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، كما اشار جلالته الى محور الامن الغذائي الذي بات ضرورة عالمية في ظل الحرب الدائرة في اوكرانيا واهمية توفير الغذاء لكل الاسر في العالم وتاثير الامن الغذائي على الازدهار لعالمي.

الخطاب تناول محور النمو الاقتصادي والشراكة بين الدول العربية واهمية بناء الشراكات العربية لتحقيق المصلحة المشتركة للشعوب العربية، وان الأردن نقطة ربط حيوية للشراكات الإقليمية والتعاون.

خطاب الملك سيكون له تأثير على الساحة الدولية والاقليمية كونه قدم رؤية سياسية شاملة لمنطقتنا والعالم وهو خطاب مدافع عن الحق الفلسطيني وخطاب ضد الاحتلال.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على