السعودية في مسيرتها الظافرة

ما يقرب من ٣ سنوات فى الإتحاد

تحتفل المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر من كل عام بعيدها الوطني، حيث مرت الآن تسعون عاماً على توحيد شبه الجزيرة العربية تحت قيادة واحدة وراية واحدة وفي بلد موحد يعيش على أرضه نحو 35 مليون نسمة. وخلال هذه السنوات تحقق توحيد البلاد وتأسيس دولتها وإنجاز التطور والنهضة فيها وإقامة عاصمتها الرياض في قلب جغرافيتها الممتدة على مساحة تتجاوز مليوني كيلومتر مربع.وبالإضافة إلى ما حققته من نمو في قدراتها الاقتصادية، وما أنشأته من بنى تحتية في كافة المجالات، فقد حبا الله المملكةَ بخيرات وفيرة وإمكانيات ضخمة ونعم عظيمة لعل أعظمها هو تشريفها بخدمة بيت الله الحرام، ما جعلها قبلةَ العالم الإسلامي وجميع المسلمين في سائر أنحاء العالم.توحدت المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، عام 1932، وتأسست الدولة الثالثة بعد عدة تحولات ومنعطفات وتسميات ومحطات من تاريخ السعودية التي بدأت بخطوات متأنية وواثقة وراسخة، وما زالت تواصل مسيرة التطور والنهوض والتفوق، لما تمتلكه من قدرات وطاقات وطموحات. وأهم طاقة تملكها السعودية هي الثروة البشرية، متمثلةً في كوارد بشرية شابة متعلمة ومتفوقة، تخرّجت من أرقى الجامعات في الداخل والخارج، علاوةً عل امتلاكها مواردَ اقتصادية طبيعية متنوعة ومتعددة، ومخزوناً اقتصادياً استراتيجياً بعيد الأمد. 
وتُعتبر السعوديةُ الآن صمامَ أمان للأمة العربية والإسلامية، لما تمتلكه من إمكانات متطورة، خاصة بعد تراجع العديد من الدول العربية وتعرقل نموها بسبب الإرهاب والاضطراب والصراعات الطائفية والمحاصصات المذهبية التي أعادتها إلى الخلف.
وتمر ذكرى اليوم الوطني للمملكة وهي تسجل عائدات هائلة من إيرادات النفط وغيره. ورغم التحديات والصعاب التي عصفت بالعالم جراء أحداث وتحولات جسام، فإن المملكة قوية بلحمتها الوطنية الداخلية الصلبة وبموقف شعبها الوفي لقيادته والمحب لوطنه وأرضه، والذي أصبح يتنامى لديه الحس الوطني العالي، متمسكاً بدينه وعروبته وانتمائه الوطني وهويته السعودية. ولذا ينظر إلى السعودية الآن كواحدة من أهم الدول المؤثرة والفاعلة في صنع القرار الإقليمي والعالمي، وهذا ما تجلى في القمة الأخيرة التي عقدت في مدينة جدة بحضور الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وبحضور بعض الزعماء العرب والخليجيين. وقد تابعنا ما جرى خلال هذه القمة وما شهدته من لقاءات ومباحث وما نتج عنها من قرارات.. كانت كلها محط أنظار العالم أجمع.وما شهده أيضاً موسم الحج لهذا العام من نجاح منقطع النظير، إنْ لجهة الخدمات والاستعدادات الكبيرة الضخمة والمتفوقة، أو لجهة البنى التحتية الجديدة التي تم إنشاؤها في المشاعر المقدسة.. كل ذلك وغيره جعل المتابع يطمئن إلى أن هذه البلاد قادرة على تنظيم وتسيير آلاف الأفواج من الحجاج في آن واحد، بدون أي عوائق أو مشكلات، رغم الظروف الصعبة لمرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا ومتحوراته اللاحقة، لاسيما أن موسم الحج هذا العام حلَّ في فصل الصيف الحار، لكنه مرَّ بسلام على جميع أفواج ووفود الدول العربية والإسلامية بيسر وراحة تامَّين.لذلك نقول إن المملكة الآن، وبعد هذه التجربة الناجحة والمسيرة الظافرة، أصبحت من الدول القوية والفعالة، التي يُنظر إليها بإعجاب وتقدير كبيرين.
*كاتب سعودي

شارك الخبر على