وزير الخارجية الأمريكي يشيد بدور الأردن في التوصل لسلام شامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين

أكثر من سنة فى كونا

واشنطن - 16 - 9 (كونا) -- أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة بالدور "الأساسي" الذي تلعبه الأردن في مساعي التوصل لسلام "شامل وعادل ودائم" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.كلام بلينكن جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي عقب توقيعهما على مذكرة التفاهم الرابعة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وعمان في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن.ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الطرفين هي "استثمار في قيادة الأردن الاستثنائية بمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية".وأبرز مواصلة الأردن "لعب دور رئيسي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وهذا يشمل التزام الأردن المستمر بمواصلة العمل من أجل سلام شامل وعادل ودائم بين الفلسطينيين وإسرائيل على أساس حل الدولتين على طول حدود عام 1967 بما يتضمن مقايضة الأراضي التي يتم الاتفاق عليها بشكل متبادل".من جهته أكد الصفدي مواصلة "العمل معا كأصدقاء وشركاء لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في حل النزاعات الإقليمية وضمان الأمن والاستقرار والسلام والتعاون والازدهار في منطقتنا".وشدد على أن "السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي نعتقد أن الشعب سيتبناه".وقال "لن نستمر في الأمل فحسب بل سنواصل العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط 4 يونيو 1967 للعيش بسلام وأمن مع إسرائيل لأنه إذا لم نفعل ذلك فلن نحصل على السلام الذي عملنا بجد من أجله" مضيفا "يبقى حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع".وأعرب عن التصميم على "مواصلة العمل مجددا مع الولايات المتحدة ومع شركاء آخرين لخلق أفق سياسي وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات حتى نتمكن من استئناف مفاوضات هادفة وتحقيق السلام الذي عملنا جميعا بجد لتحقيقه".وأشار الصفدي إلى أن "هناك إجراءات أحادية الجانب تقوض قابلية حل الدولتين للحياة وموقفنا واضح للغاية" داعيا إسرائيل إلى "وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين من حيث الاستيطان أو مصادرة الأراضي أو التعدي على الأقصى".وأضاف "من مصلحتنا جميعا أن نكون قادرين على القيام بذلك لأننا نريد الحفاظ على فرص السلام" مشددا على أن "لا أحد يسدي معروفا لأحد باختياره السلام الذي هو حق لجميع شعوب المنطقة سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين أو الأردنيين وغيرهم من شعوب المنطقة".وفي المقابل قال الصفدي "نحن ندرك مدى صعوبة الموقف في الوقت الحالي لكن لا يمكننا الاستسلام بل علينا مواصلة العمل من أجل أفق ما لحل النزاع".وجدد الإعراب عن أمله "في زمن أفضل حيث يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من الالتقاء بسلام وبدء حقبة جديدة من التعاون في المنطقة".وفي موضوع آخر شدد بلينكن على أهمية الشراكة مع الأردن في الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين مؤكدا التزام واشنطن بالدفع باتجاه "تسوية سياسية" للنزاع السوري المتسبب بهذه الأزمة.ولفت إلى أن الأردن "أظهر كرما ملحوظا وقيادة رائعة من خلال استقبال مئات الآلاف من اللاجئين منذ بداية الحرب في سوريا" منوها بأن الأمر لم يقتصر على استقبالهم فحسب بل إن الأردن وفر للاجئين السوريين الذهاب إلى المدرسة (التحصيل العلمي) والعمل وكسب الرزق".ووصف استجابة الأردن لأزمة اللاجئين السوريين بأنها "أمر غير عادي ورائع إذ أنه تدخل بطريقة مهمة للغاية لتحمل هذه المسؤولية".وأعرب عن فخره "بأن نكون شريكا في هذا الجهد حيث إنه ومنذ بدء الحرب في سوريا قدمنا (الولايات المتحدة) نحو 5ر15 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوري بما في ذلك اللاجئين".كما أوضح أن واشنطن خصصت "أكثر من ملياري دولار لمساعدة الأردن في العمل الذي يقوم به لدعم اللاجئين (السوريين)" مبرزا أنه "خلال العام الحالي وحده تم الإعلان عن أكثر من 5ر1 مليار دولار بما في ذلك أكثر من 750 مليون دولار هذا الأسبوع لمساعدة السوريين بمن فيهم اللاجئين الموجودين في الأردن".وعلى الصعيد الأوسع للأزمة السورية أكد بلينكن التزام واشنطن "بإيجاد نهاية للصراع" مضيفا "نريد التأكد من أن العمل جار لمحاولة دفع تسوية سياسية في سوريا".وبالعودة إلى موضوع اللجوء بشكل عام دعا بلينكن جميع دول العالم إلى "الاستلهام من الأردن كمثال حيث لدينا الآن أكثر من 100 مليون شخص يتنقلون في جميع أنحاء العالم وقد نزحوا من منازلهم وهم أكثر من أي وقت مضى في التاريخ المسجل" مشددا على أن "هذه مسؤولية وتحديا عالميين".وتجنب وزير الخارجية الأمريكي مجددا خيار تصنيف روسيا دولة راعية للارهاب بعد تقارير عن اكتشاف أوكرانيا مقبرة جماعية في إحدى المناطق الواقعة شمال شرقي البلاد استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها من القوات الروسية.وقال بلينكن إن "هناك مشاكل في استخدام تصنيف دولة راعية للارهاب والتي قد تكون لها عواقب غير مقصودة وليست مفيدة".وأوضح أن "جميع العقوبات والضغوط التي يمكن أن تمارس من خلال تصنيف دولة راعية للارهاب نمارسها فعلا كمسألة عملية من حيث ما يمكن أن تحققه كما أن لدينا عقوبات من خلال قيود التصدير" المفروضة على روسيا.ورأى أن العقوبات والإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد روسيا "لها تأثير عميق على روسيا ينمو كل يوم وسيكون عبئا أثقل وأثقل".وحذر وزير الخارجية الأمريكي من أن "تصنيف روسيا دولة راعية للارهاب قد يكون ضارا ولكن ما نقوم به هو العمل مع الكونغرس الآن لمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة أخرى للمضي قدما تحقق ما يمكن تحقيقه من خلال تصنيف روسيا دولة راعية للارهاب دون أن تكون هناك أي عواقب غير مقصودة من شأنها أن تجعل القرار يأتي بنتائج عكسية أكثر من النتائج المثمرة".وأشار الى أنه اطلع على التقارير المتداولة حول المقبرة الجماعية في الشمال الشرقي لأوكرانيا واصفا الأمر بأنه "جزء مرعب من قصة مستمرة ونحن نعمل على جمع الأدلة وتوثيق الفظائع التي تم ارتكابها والتي ستكون في حالات كثيرة جرائم حرب".وفي الموضوع الروسي أيضا شدد بلينكن على أن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين في روسيا بول ويلان وبريتني غرينر "على رأس الأولوية" مؤكدا أنه والرئيس جو بايدن ووزارة الخارجية "وأجزاء أخرى من حكومتنا نعمل كل يوم لمحاولة جلب الأمريكيين المحتجزين بشكل تعسفي أو المحتجزين ظلما في أي مكان بالعالم لإعادتهم إلى الوطن ومنحهم الحرية".ورأى أن "أي دولة تمارس الاحتجاز غير المشروع تشكل تهديدا لسلامة كل من يسافر ويعمل ويعيش في الخارج" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تبحث خطوات إضافية يجب اتخاذها لتوضيح أن الدول التي تشارك في هذه الممارسات ستدفع ثمنا حقيقيا". (النهاية)

ر س ر / ع س ج / ر ج

شارك الخبر على