ليلى فريدون تتفوَّق في «التحوّل الرقمي»

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

هناء الحمادي (أبوظبي)
ليلى فريدون قائدة مؤثرة ومتحدثة وكاتبة إماراتية متخصصة في الاستشارات المؤسسية والرقمية، لديها 20 عاماً من الخبرة في الابتكار وإدارة المشاريع والمؤسسات، تمزج بين المهارات القيادية والتقنية، وتسعى إلى إحداث تغيير إيجابي والاستفادة من العلم والتكنولوجيا لصالح البشرية. وهي متخصصة في «التحول الرقمي» والاستشارات المؤسسية، وحاصلة على ماجستير في علوم الحاسب الآلي من جامعة الشارقة. تعمل ليلى فريدون حالياً على رسالة الدكتوراه في «التحول الرقمي»، وموضوع البيانات الضخمة وتأثيرها على الأداء المؤسسي في جامعة كنز كولج لندن، وتم نشر أبحاثها وتقديمها في مؤتمرات ومجلات علمية، بالإضافة إلى مساهمتها في العديد من الكتب العالمية.

عن مجال تخصصها تقول: يشهد العالم ثورة رقمية في مختلف المجالات، تسمى «الثورة الصناعية الرابعة» وغيرت بشكل أساسي الطريقة التي نعيش ونعمل ونرتبط بها. وما يميز هذه الثورة أن حجم التحوّل ونطاقه وتعقيداته، يختلف عما شهدته البشرية من قبل، كما أنها تخترق معظم المجالات بتكنولوجيا ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل Blockchain، التي تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لا محدودة تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، مما له آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة.
تحديات المستقبلوتضيف فريدون: تتسابق اليوم الحكومات إلى تعزيز مكانتها على الخريطة العالمية في «التحول الرقمي» لمواجهة تحديات المستقبل وخصوصاً بعد جائحة «كورونا»، وتطويع التقنيات والأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع وتحقيق السعادة والرفاه لأفرادها، وبالتالي تحقيق اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.وتقول: هناك العديد من التحديات وشح في الموارد البشرية المتخصصة في مجال إدارة البيانات الضخمة والتي تعد المحرك الأساسي للثورة الرقمية، وهنا يحتاج «التحول الرقمي» إلى تغيير جذري في البيئة الداخلية والنماذج الإدارية وأسلوب الإدارة. ولم تعد النماذج الإدارية التقليدية مفيدة في عصر الاقتصاد الرقمي، بل تشكل عائقاً أساسياً في «التحول الرقمي».

إنجازات أكاديميةخلال مرحلة الدراسة العلمية استطاعت ليلى فريدون تحقيق العديد من الإنجازات التي تفتخر بها حيث حصلت على شهادة راشد للتفوق العلمي، وكانت الأولى على الدفعة في بكالوريوس علوم الحاسب الآلي. حصلت على درجة الماجستير بامتياز في علوم الحاسب الآلي، ولديها اختراع علمي لـ«خوارزميات رياضية» استخدمتها في تطوير منظومة إدارية لتحسين جودة الخدمات، والعديد من البحوث العلمية في مجال إدارة المشاريع و«التحول الرقمي»، وقدمت العديد من الأوراق العلمية في مؤتمرات عالمية مختلفة بالإضافة لمحاضرات متنوعة في مجال البيانات الضخمة و«التحول الرقمي»، وحالياً مساعد محاضر في جامعة كنجز كولدج لندن.
وسام تكريمتكريماً لجهودها المختلفة وأعمالها التطوعية تم اختيار ليلى فريدون «سفيرة النوايا الحسنة» عام 2019 من منظمة الدول العربية، تقديراً لجهودها وأعمالها التطوعية في المجالات العلمية والثقافية وخصوصاً في مجال التنمية الذاتية وتنمية الشباب، ودعم قضايا المرأة العربية، وذلك عن طريق التوعية والدعم والتوجيه لتعزيز مهارات تطوير الذات والتركيز على مهارات المرأة القيادية وكيفية صقلها.وتقول: أفتخر بهذا الإنجاز الذي أعتبره وساماً على صدري، حيث جاء تكريماً للجهود التطوعية ومفاجأة رائعة، تدفعني لتقديم المزيد والمشاركة الفاعلة في مختلف الميادين لدعم قضايا الشباب والمرأة.

تمكين المرأة وتذكر ليلى أن المرأة الإماراتية موجودة اليوم في مختلف الميادين، وتعتبر التجربة الإماراتية في مجال تمكين وتعزيز حضور المرأة نموذجاً عربياً مشرفاً قابلاً للمحاكاة من الدول العربية والأجنبية. وتقول: من خلال مساهماتي ومشاركاتي في العديد من المؤتمرات العالمية والأجنبية، فنحن لا نتحدث اليوم عن حقوق المرأة، فقد تخطينا ذلك منذ زمن، بل نتحدث عن إنجازاتها، فهي موجودة اليوم في المناصب والأدوار القيادية وتشارك أخاها الرجل في قيادة النهضة في دولة الإمارات. وأعتز بالجهود الحثيثة التي ترفد مسيرة المرأة الإماراتية، والتي بفضلها استطعت الوصول لأهدافي وأحلامي المنشودة، وأعتز بحكومتي وقادتها لاهتمامها بدور المرأة في بناء المجتمعات، وذلك منذ قيام الاتحاد بناءً على فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ويتواصل الدعم مع تعزيز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لمشاركة المرأة القيادية في شتى المجالات داخل وخارج الدولة.
خدمة البشريةحققت ليلى فريدون الكثير من الإنجازات بدعم من القيادة الرشيدة وعائلتها، وتقول: لدي فهم جيد لرسالتي الأساسية في الحياة وكيفية تسخيرها لخدمة البشرية، ولدي إيمان عميق بقدراتي ومهاراتي وكيفية استخدامها لتحقيق أهدافي المختلفة.

دعم المبتعثينرحلة البعثة لطالبة الدكتوراه ليلى فريدون كانت جديدة ومميزة، وهي لا تشعر بالغربة لأن سفارة دولة الإمارات والملحقية الثقافية لوزارة التربية والتعليم توفران الدعم لجميع الطلبة المبتعثين. وتقول: تربط دولة الإمارات علاقات متميزة مع المملكة المتحدة والتي كان لها الأثر الكبير في تخفيف وطأة الغربة وتسهيل الحياة، حيث يفهم الطالب مخاوفه في تجربة تصقله وتنقله إلى مرحلة أخرى.

شارك الخبر على