عندما يفتقد بعضنا نعمة الأطفال

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيكلما دخل زكريا عليه السلام على مريم عليها السلام وهي في المحراب وجد عندها رزقا، ويقال إن فاكهة الشتاء كانت تأتيها في الصيف وفاكهة الصيف تأتيها في الشتاء، تلك قدرة الله عز وجل إكراما لها، زكريا كان عقيما، وكان يتمنى أن يرزقه الله بغلام تقر به عينيه، فتلك غاية المنى، ليس لزكريا فحسب بل لكل زوج على وجه البسيطة لم ينعم بذلك العطاء الرباني الجزيل، عندها وفي ذلك المكان وفي تلك النقطة الوهاجة رفع زكريا يديه للسماء مخاطبا ربه: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء}..آل عمران آية 38.ولأن هذا الأمر الذي دعا به زكريا ربه يحس به المحروم وحده ويعايش آلامه وحده، إذ يصعب البوح به عادة، هذا ما نحن على يقين منه، لذلك نجد هؤلاء الأزواج يصادقون المستشفيات محلية كانت أم خارجية ويدفعون في مقابل الحصول على الطفل الأمنية كل غال، وليس لديهم مانع بالطبع من اللجوء لعمليات أطفال الأنابيب باهظة التكاليف، إذ قد تكلف حوالي الـ3.000 ريال تدفع مقدما، ولكنه ركوب الصعب من أجل عيون الحلم العزيز.وإذا أردنا أن نشاطر هؤلاء الأزواج الأعزة عذاباتهم الشخصية فليس أقل من إعادة وزارة الصحة لهذا النوع من العلاج لمستشفياتنا فهو ليس علاج ترف، كما إنه ليس عمليات تجميل، وهو ليس بأقل أهمية من كل العلاجات المتوفرة بمستشفياتنا.إن ارتفاع أسعار عمليات التخصيب في بعض المراكز الصحية الخاصة وعدم ضمان نجاح العملية، يثقل كاهل الكثير من الشرائح البسيطة التي تتطلع لتزدان شفاهم بابتسامات الفرح والسرور إذ الأطفال يلعبون ويتضاحكون ويملأون البيت بهجة وحبورا، تلك سعادة لا يستطيع أي كاتب ضليع أن يرسمها بالكلمات صدقا.إن تخفيف المعاناة الصحية النفسية والاجتماعية عن هؤلاء الكرام هو واجب يتحتم علينا جميعا أن نتكاتف لرفعه عنهم وبكل ما نملك من طاقات.بالطبع نتفهم بعض المبررات التي تدفع بها وزارة الصحة والضغوط التي تواجهها في هذا الشأن وفي غيره، ولكن هذا لا يعفي الوزارة من أن تبحث عن مخرج لهذه المشكلة الصحية التي يعاني منها بعضنا كغيرها من الأمراض التي تعالج في الخارج، بل إن مثل الحالات تسهم في نهاية المطاف في بناء أسر تخدم الوطن العزيز وتسهم في بنائه.نأمل من وزارة الصحة توفير هذه الخدمة في مستشفياتنا أو تتحمل تكلفتها على الأقل في المراكز الصحية الخاصة أو بالخارج فهذا أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الذين لا يعرفون معنى الابتسام.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على