السودان.. مبادرات للحل والأزمة مستمرة

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

أحمد عاطف (الخرطوم، القاهرة)
مبادرات عديدة لحل الأزمة السياسية في السودان طرحت منذ 25 أكتوبر الماضي؛ بهدف تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين دون أن تسفر حتى الآن عن أي حلول، فيما تستمر الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بالتدهور المستمر، كما يواصل المحتجون حراكهم المطالب بحكم مدني.ومنذ 25 أكتوبر 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بالحكم المدني وترفض الإجراءات الاستثنائية التي أطلقها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.ومن بين مبادرات الحل التي طرحت، مبادرة «الآلية الثلاثية» للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية «الإيجاد» والتي تعتبر المبادرة الأكبر ذات الدعم الدولي، والتي تم تأجيلها حتى وقت آخر لاحقاً.كما طرحت مبادرات أخرى إلا أنها لم ترى النور، منها مبادرة «الجبهة الثورية»، ومبادرة «مدراء الجامعات السودانية»، ومبادرة «دولة جنوب السودان» ومبادرة «خارطة الطريق» التي أطلقها حزب الأمة القومي، أبرز مكونات قوى «الحرية والتغيير».ومؤخراً، خرجت مبادرتان للعلن أولاها مبادرة عضو مجلس السيادة مالك عقار، ومبادرة «نداء أهل السودان» وهما الأحدث لأنهما جاءتا بعد قرارات الفريق عبد الفتاح البرهان في 4 يوليو الماضي بانسحاب الجيش من الحوار السياسي لـ«الآلية الثلاثية».ولم تحدث هذه المبادرات حتى الآن أي تغيير على الأرض، ولم تستطع بعد فتح الطريق لأي حوار بين القوى السياسية والمدنية أو بين المدنيين والعسكريين.واعتبرت الباحثة السياسية السودانية بجامعة الخرطوم، أسمهان إسماعيل، أن مبادرة «نداء أهل السودان»، طُرحت في وقت طالت فيه الاحتجاجات أنحاء كبيرة من البلاد، بالإضافة إلى زيادة الخلافات بين معظم المكونات السياسية، مشيرةً إلى أن تنفيذ المبادرة يمكن أن يملأ الفراغ السياسي، باعتبارها مبادرة للم الشمل، وتحقق إجماع كافة الأطراف لمعالجة أزمة الحكم، لا سيما بعد فشل العديد من المبادرات قبلها.وأوضحت أسمهان في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المبادرة حظيت بتأييد كبير من ما يزيد على 120 حزباً سياسياً ومشاركة أكثر من 300 شخصية مهنية واجتماعية من كل أطياف الولايات، باعتبارها ستقود البلاد إلى بر الأمان.والأربعاء الماضي، قال فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، إن البلاد على حافة الانهيار اقتصاديا وأمنياً، محذراً من تطورات غير إيجابية في حال عدم تعاون الجميع لإنقاذ البلاد. وقال بيرتس: «حان الوقت لوضع مصلحة السودان فوق المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والجهوية»، وأكد ضرورة تعاون كافة الأطراف بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر والمصالح، داعياً جميع القوى لعدم رفض الجلوس مع بعضهم.بدوره، اعتبر المحلل السياسي السوداني عماد الدين حسين بحر الدين، أن مبادرة «نداء أهل السودان» تحولت إلى حاضنة جديدة تُكمل المرحلة الانتقالية بتشكيل حكومة مدنية، وخلق أكبر وفاق وطني بين الأحزاب السياسية ليكون رأيها هو الغالب وتتحدث باسم السودانيين.وأشار عماد الدين، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن المبادرة لاقت قبولاً ودعماً إقليمياً وهو ما ظهر في اجتماعات الآلية الثلاثية المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية الأفريقية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على