ضد الزمن.. نقاد يحللون ظاهرة لجوء النجوم إلى تصوير أجزاء ثانية من أفلامهم
حوالي ٨ سنوات فى التحرير
يبدو أن فكرة تقديم جزء ثانٍ من الأفلام السينمائية جاءت على هوى عدد من الفنانين والمؤلفين، وهو ما جد على الساحة الفنية في الفترة الأخيرة، إذ تم الإعلان عن الرغبة في استكمال أعمال لاقت نجاحًا جماهيريًا في السابق سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية، وذلك بالرغم من مرور سنوات كثيرة تغيرت فيها شكل وسن أبطال تلك الأعمال، بخلاف تطور طبيعة الحياة والجمهور وثقافته، إلا أنهم هؤلاء النجوم يبحثون عن سيناريو يجد لهم مخرجًا من هذه الورطة، وكذلك منتج يتحمس لخوض المغامرة.
ومن خلال هذا التقرير نرصد تلك الظاهرة مع تحليل الأسباب التي دفعت بعض النجوم إلى البحث والتفتيش في دفاترهم القديمة، أملًا في إيجاد شيئًا جذابًا يمكن تقديمه للجمهور..
الرفض يسبق الترحيب.. «السلم والثعبان»
كان آخر من أعلن عن تقديم جزء ثانٍ من فيلمه «السلم والثعبان»، السيناريست محمد حفظي، وذلك في مطلع أغسطس الجاري، إذ نشر عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، بوستر الفيلم وعلق عليه قائلًا: «بافكر أكتب جزء تاني من فيلم السلم والثعبان، لأن الفيلم فعلًا قريب جدًا من قلبي، فهو أول سيناريو أكتبه، وبداية علاقتي بالمخرج طارق العريان».
الفكرة أثارت جدلًا كبيرًا ما بين الرفض والترحيب، إذ وجد البعض أنه لا يمكن تقديم مثل هذه «التيمة» الخاصة، لذلك قاموا بنصيحته بصرف النظر عن تقديم جزء ثانٍ من «السلم والثعبان»، والبعض الآخر رحب وأخذ يقترح عليه ملامح السيناريو القادم، ومنها أن يقوم «حازم» هانى سلامة بخيانة «ياسمين» حلا شيحة.
بينما وجد الناقد الفني نادر عدلي، أن من الوارد تقديم جزء ثانٍ من «السلم والثعبان» ولكن في حال قبول حلا شيحة المشاركة، لأنه لو تم تغيير البطلة فلن يكون للفيلم نفس المذاق، موضحًا أن العمل سوف يكون تمحكا فى نجاح الفيلم الأصلى وليس رغبة فى وجود جزء ثانٍ يصلح للتقديم.
وكانت حلا شيحة، قد أعلنت اعتزالها الفن بعد ارتدائها الحجاب عام 2007، وأكدت مرارًا خلال تصريحات صحفية عدم نيتها العودة للتمثيل وأن "القرر نهائي"، كما أثارت جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد نشر صورة لها بالنقاب.
يذكر أن فيلم «السلم والثعبان» بطولة هاني سلامة وحلا شيحة وأحمد حلمي وطارق التلمساني ومن إخراج طارق العريان، وإنتاج عام 2001، وحقق نجاحًا كبيرًا في التليفزيون على غرار بورصة الإيرادات بدور العرض السينمائية.
نقاد: «خلف راجع» بأمر «تويتر».. دعاية بلا تنفيذ
سبق السيناريست محمد حفظى، الفنان محمد هنيدي، عندنما أعلن تقديم جزء ثانٍ من فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» بعد مرور 19 عامًا من طرحه، نظرًا للنجاح الكبير الذي حققه فى ذلك الوقت بإيرادات بلغت 27 مليون جنيه.
الفكرة اقترحها جمهور السوشيال ميديا على «هنيدي»، وبدأت على سبيل «الهزار» من إحدى المتابعات له حينما سألته «كم ريتويت وتعمل صعيدي في الجامعة الأمريكية 2»، ليجيب هنيدي برقم «100.000»، وأعلن جمهور «هنيدي» المتحمس للفيلم التحدي، وقام بإعادة مشاركة المنشور، إلى أن وصل للرقم الذي حدده.
وخرج محمد هنيدي، بعدها معبرًا عن سعادته بهذا التفاعل، موكدًا أنه تحدث مع مؤلف الفيلم الدكتور مدحت العدل، لتقديم جزء ثانٍ، ولم تشهد الأمور أي تطورات بعد ذلك، إذ أكد «العدل» في آخر تصريحاته لـ«التحرير» أوائل الشهر الجاري، أنه لم يتخذ حتى الآن أي خطوة عملية بشأن تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، مؤكدًا أنه لم يجر اتفاقا مع أي من أبطال الفيلم، وأن الموضوع كله مجرد فكرة عرضت عليه ولم يتخذ قرارًا بشأنها.
وأضاف العدل: «لم أقرر بعد ما إذا كنت سأقدم الجزء الثاني من "صعيدي في الجامعة الأمريكية" كفيلم أو مسلسل»، موضحًا أنه من الوارد جدًا عدم تقديم العمل في حالة عدم وجود فكرة جديدة تتناول الوقت الحاضر وكيفية الاستفادة من الماضي وتطرق إلى التطورات التي تحدث في العالم من حولنا.
وقال الناقد الفني نادر عدلي فى تصريحات خاصة لـ«التحرير»، الأحد، إن كل ما يثار هو نوع من الدعاية، لأنهم حتى الآن لم يشرعوا في تنفيذ الجزء الثاني، مؤكدًا أن المشكلة الأولى التي تواجه فيلم «صعيدي فى الجامعة الأمريكية» هى كيفية تطوير الأحداث بعد مرور 19 عاما.
وأضاف عدلي: «غالبية الممثلين في الفيلم أصبحوا نجوم شباك، أحمد السقا وهانى رمزي، وبالتالي هل سيقبلون المشاركة بأدوار صغيرة بجوار البطل الرئيسي محمد هنيدي؟! أم سيتم إعادة توزيع الأدوار أو سيكون وجودهم مجرد ضيوف شرف لو تم تنفيذ المشروع؟».
يرى الناقد الفني، طارق الشناوي، إن طرح هنيدي كان مجرد محاولة لتدوير مؤشر التركيز بعيدًا عن هزيمته الأخيرة بفيلم «عنتر ابن ابن ابن ابن شداد» الذي لم يحقق النجاح المطلوب، إذ سعى للفت الأضواء «ليقول أنا موجود» من خلال تقديم جزء ثانٍ من «صعيدي فى الجامعة الأمريكية» الذي حقق رقمًا من أعلى الإيرادات في تاريخ السينما، ولكن من يملك القرار في هذا الشأن هو المؤلف والمنتج، مضيفًا: «أنا لا أجد أن هناك من يتحمس وينتج لأن اسم هنيدي لم يعد جاذبا».
عودة «غبى منه فيه»
في أبريل الماضي، كشفت المنتجة مي مسحال، عن رغبتها في تقديم جزء ثانٍ من فيلم «غبي منه فيه» بطولة هاني رمزي، الذي قابل الفكرة بالترحيب الشديد، على الرغم من مرور 13 عاما على إنتاج الجزء الأول، وأعلن مؤخرًا، إجراء التحضيرات الخاصة بتصوير الفيلم مع ضم نجوم جديدة.
وعلق الناقد نادر عدلي، مشددًا على أن فكرة إعادة تقديم الفيلم من الممكن أن تقدم 20 ألف مرة، ولكن «هل ستكون بنفس المتعة التي قدمت بها من قبل؟ لذلك أؤكد أن نجاح تلك التجارب يتوقف على المعالجة الدرامية واستعداد النجوم للمشاركة».
«غبي منه فيه» من ﺇﺧﺮاﺝ رامي إمام، وتأليف أحمد عبد الله، ويشارك في البطولة كل من: حسن حسني، نيللي كريم، طلعت زكريا، سعيد طرابيك، سامي مغاوري.
هل يستطيع «فؤاد» تقديم «إسماعيلية رايح جاي 2»؟
عُرض «إسماعيلية رايح جاي 2» فى التسعينيات وتحديدًا فى 25 من أغسطس 1997، وحقق نجاحًا كبيرًا وقتها، ولفت النظر إلى سينما الشباب، ومع ظاهرة إحياء الأفلام مجددًا، كشف مؤخرًا الفنان محمد فؤاد، عن رغبته في تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، إلا أن الموضوع لم يكتمل بعد، نظرًا لاعتزال الفنانة حنان ترك، واعتذار محمد هنيدي وخالد النبوي عن المشاركة، مما جعله يتأنى في الأمر ويبحث عن مؤلف لكتابة جزء ثانٍ دون الإخلال بالعمل.
وأشار الناقد الفني، نادر عدلي، إلى أن أكبر مشكلة تواجه تقديم جزء ثانٍ من فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، هي مدى قبول النجوم المشاركة في العمل، من عدمه.
وأضاف الناقد طارق الشناوي، أن «إسماعيلية رايح جاي» الذي حقق نجاحًا ضخمًا وقت عرضه عام 1997، نُسب النجاح فيه إلى «هنيدي» على الرغم من أن الفيلم كان بطولة «محمد فؤاد»، وبعد ذلك أخذت أسهم محمد هنيدي ترتفع على عكس فؤاد الذي بات يعاني من أن أفلامه لا تحقق نفس أرقام «إسماعيلية رايح جاي».
يذكر أن الفيلم من إخراج كريم ضياء الدين، وبطولة كل من محمد فؤاد، محمد هنيدي، حنان ترك، خالد النبوي، عزت أبو عوف، حمدي غيث.
الأجزاء الثانية.. رغبة في الوجود تحت الأضواء
لم تكن فكرة تقديم أجزاء ثانية من الأفلام بالجديدة، فهي موجودة بكثرة عالميًا، وهناك سلاسل كاملة روج لها من خلال النجاح الأول، وفى هذا الصدد، قال الناقد نادر عدلي، في تصريحاته لـ«التحرير»، إن الأجزاء الثانية عالميًا لم تحقق نفس نجاح الجزء الأول، مقارنة بمصر، مشددًا: «إني أرى أن صناع السينما أجبن من أن يخوضوا تجربة لن تحقق النجاح المطلوب منها».
وأشار عدلي، إلى أن من أعلن عن تقديم جزء ثانٍ هو من نجح عند تقديم الفيلم في السابق، ولكنهم لا يملكون نفس درجة النجاح حاليًا، فهي محاولة منهم للتأكيد على أنهم ما زالوا نجوم شباك ومستمرين، بالإضافة إلى البقاء تحت الأضواء، ولكن لن يحدث ذلك، لأنه ضد الزمن، فالجيل الحالي ليس جيلهم الذي كان ينتظر رؤية السقا وهنيدي وفؤاد.
وأضاف الناقد الفني، طارق الشناوي، خلال تصريحاته لـ«التحرير»، أنه ليست هناك مشكلة من تقديم جزء ثانٍ إذا كان هناك ضرورة من ذلك، ولكن حينما يصبح الأمر استثمارًا لنجاح سابق أو لحظة ضعف وهزيمة مثل تلك التي عاشها «هنيدي» بسبب فيلمه الأخير، فهذا «غير مقبول».
ولفت عدلي، إلى أن «السوشيال ميديا» ليست محركًا في صناعة السينما، إذ أنه ليس من المعقول أن يطالب 100 ألف شخص بتقديم جزء ثانٍ من فيلم ما، مثل ما حدث مع «صعيدي فى الجامعة الأمريكية»، فيتم عمله خصيصًا لهم، مختتمًا: «دي حاجة لو حصلت هاتُسجّل تاريخيًا».