خبراء وعلماء دين لـ«الاتحاد» المساعدات تضامن إنساني وخيري
ما يقرب من ٣ سنوات فى الإتحاد
أحمد شعبان (القاهرة)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم المساعدات الإغاثية لجمهورية السودان وجمهورية باكستان الإسلامية للتغلب على الآثار المدمرة الناتجة عن السيول والفيضانات، وذلك بإرسال الطائرات المحملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب السوداني والباكستاني الشقيق. وأشاد خبراء في العمل الإنساني وعلماء دين باستمرار تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة إلى السودان وجمهورية باكستان الإسلامية والتي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لمواجهة السيول والفيضانات، مشيرين إلى أن الإمارات تسعى دائماً إلى مساعدة الدول الشقيقة للتخفيف من الآثار السيئة التي خلفتها الكارثة الطبيعية وعودة الأمن والاستقرار فيها. وأكدوا لـ«الاتحاد» أن هذا التوجه الإنساني يأتي نتيجة للعلاقات الأخوية والتاريخية بين الإمارات وكل من السودان وباكستان، كما أنها تأتي انطلاقاً من نهج الإمارات الذي أرساه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في مد يد العون للأخوة الأشقاء ولجميع الدول العربية والإسلامية وغير الإسلامية، انطلاقاً من الأخوة الإنسانية. وشملت المساعدات الإغاثية الإماراتية آلاف الأطنان من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيمٍ لإيواء المتضررين، بالإضافة إلى قيام الفرق الإغاثية الإماراتية أيضاً بتقديم جميع أنواع الدعم الإنساني إلى الكوادر والمؤسسات السودانية والباكستانية المعنية بجهود تأمين سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية.وثمن الدكتور صلاح الدين الجعفراوي مستشار هيئة آل مكتوم الخيرية، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار التنموية، موقف الإمارات الإنساني بالإسراع في تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للشعب السوداني والباكستاني لمواجهة الآثار الناجمة عن السيول والفيضانات، والتي أدت إلى مقتل نحو ألف شخص في باكستان، وإصابة وتشريد الآلاف وتهدم المنازل في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها باكستان والسودان.وأرسلت دولة الإمارات 4 طائرات إلى جمهورية السودان الشقيق ضمن الجسر الجوي الإغاثي حاملة على متنها 120 طناً من المساعدات الغذائية والدوائية والإيوائية للتخفيف من آثار السيول والفيضانات على الشعب السوداني الشقيق.وأكد الجعفراوي لـ«الاتحاد» أن الإمارات دائماً دأبها مد يد العون وتقديم المساعدة لشعوب العالم أجمع، وأن هذا الموقف الإنساني ليس غريباً على أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي أسس في أبنائه حب وعمل الخير، ومساعدة شعوب العالم في وقت الأزمات والمحن.وأشار الجعفراوي إلى أن الإمارات لها جهود كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية والخيرية على مستوى العالم، مؤكداً أن وقوف دولة الإمارات إلى جانب السودان وباكستان نابع عن العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين الإمارات وكل من البلدين الشقيقين، لافتاً إلى أن الإمارات تهتم بالعمل الإغاثي على مستوى العالم من خلال عدة مؤسسات وهيئات، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.وتواصل دولة الإمارات جهودها الإغاثية والإنسانية في جمهورية السودان، من خلال توزيع المساعدات على الأسر المتضررة جراء الأمطار والسيول، حيث وزعت الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي 500 سلة غذائية وأكثر من 500 خيمة في قرية دار السلام ومنطقة مربع 70 التابع لمحلية المناقل بولاية الجزيرة استفاد منها 3500 شخص.ولفت الجعفراوي إلى أن الإمارات قدمت مئات المساعدات والأعمال الخيرية لدول العالم الإسلامية وغير الإسلامية، مؤكداً أن الإمارات رائدة في الجانب الإنساني والعمل الخيري، ونبراس ونموذج لكثير من المؤسسات الخيرية والإنسانية في كثير من الدول على مستوى العالم، وتسعى إلى الوقوف بجانب أي أزمة إنسانية، انطلاقاً من الأخوة الإنسانية.
عمل إنساني جليلإلى ذلك، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن هذه المساعدات التي قدمتها الإمارات للسودان وباكستان للتغلب على الآثار الناتجة من السيول والفيضانات؛ عمل إنساني جليل وموقف نبيل تقره جميع الشرائع السماوية، موجهاً الشكر لقادة الإمارات على هذا التوجه الكريم، مؤكداً أن ما قامت به الإمارات يأتي تأكيداً للأخوة الإنسانية التي حثت عليها الأديان، بوجوب تقديم يد العون والمساعدة للجميع بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين. وأوضح أستاذ الشريعة الإسلامية لـ«الاتحاد» أن ما قامت به الإمارات بادرة إنسانية في إغاثة المحتاجين، وصورة تطبيقية عملية للأخوة الإنسانية، وإحياء لما كان عليه صدر الأمة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من إغاثة ذوي الحاجات، مشيراً لمقولة السيدة خديجة، رضي الله عنها، للنبي الكريم: «إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم المساعدات الإغاثية لدولة باكستان الشقيقة، حيث انطلقت منذ يومين من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، أولى طائرات المساعدات الإنسانية العاجلة لإغاثة ملايين المتضررين من الفيضانات المدمرة التي غمرت ثلث الأراضي الباكستانية، ودمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وأكد كريمة أن هذه المكرمة من الإمارات فيها عدة أمور أخلاقية حثنا عليها النبي الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، ومنها: المعاونة على نوائب الدهر، مؤكداً أن إغاثة المنكوبين ومساعدة الناس وفعل الخيرات، ضرورة من ضروريات الحياة، وفطرة فطر الله عز وجل خلقه عليها، وأن مصلحة النفس والناس والمجتمع والأمة لا تتم إلا بالتعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).وشدد كريمة على أهمية التعاون والتعاضد بين الناس والتي أكدت عليها جميع الشرائع السماوية، مؤكداً أن التكافل الاجتماعي لا يفرق بين الناس لا على أساس الدين أو المذهب أو المعتقد أو اللغة أو الجنسية، وأن عمل الخير ينبئ عن نفس سوية وفطرة معتدلة.وقال: إن حكام الإمارات وفقهم الله تعالى في تأصيل هذه المعاني على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الملقب بـ«زايد الخير»، وسار على نهجه الأبناء من حكام الإمارات، مؤكداً أن مآثر حكام الإمارات في عمل الخير بيضاء، وهم كرام يبذلون أموالهم لإكساء العاري وإغاثة الملهوف وإطعام الجائع وستر المحتاج، وهذا ينبئ عن حقيقة تطبيق صحيح الدين وتجدد مكارم الأخلاق.وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة دبي العطاء وجمعية الشارقة الخيرية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع بالإمارات، مبادرة «نحن معكم» لحث جميع أطياف المجتمع في الإمارات للتضامن مع الأسر الباكستانية المتضررة، بالإضافة إلى إطلاق حملة شعبية من الدولة وجسور إنسانية تنقل معونات على مدار الساعة.وأوضح مدير جمعية الأورمان لـ«الاتحاد» أن الإمارات من الدول الأولى التي أرسلت طائرات مُحملة بآلاف الأطنان بالمواد الإغاثية العاجلة وفرق طبية وإنقاذ، منوهاً بأن كل المؤسسات الخيرية في الإمارات لها جهود كبيرة في عمل الخير وإغاثة الدول، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد الخيرية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وتقوم بأعمال تتعلق بالبنية التحتية.
استجابة سريعةأشاد اللواء ممدوح شعبان مدير جمعية الأورمان الخيرية في مصر، بسرعة استجابة دولة الإمارات الإمارات لإغاثة الشعب السوداني والباكستاني واستمرار إرسال طائرات الإغاثة المحملة بأطنان من المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن هذا السلوك الإنساني والخيري ليس غريباً على الإمارات، ويعبر عن خصال الشخصية الإماراتية التي تميل دائماً لنجدة المحتاجين، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لها باع طويل في مجال العمل الخيري والإنساني الراقي، الذي أصبح نموذجاً يحتذى به عالمياً.