٧ كتب !

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفبدت وكالة الأنباء العمانية لي «محبطة» وهي تنشر تصنيف موقع BOOKSTR للدول حسب عدد الكتب المنشورة. وهو التصنيف الذي تصدرته الصين بـ440 ألف كتاب، فيما تذيلت السلطنة -للأسف- القائمة بسبعة كتب فقط! أخمِّن أن الدولة طبعتها والله أعلم! أما كيف قرأت الصدمة في سطور وكالة الأنباء فربما بسبب اختيارها لعلامات الترقيم، إذ وضعت علامة تعجب بعد الخبر جاورتها علامة استفهام في غير موقعها، في ما بدا علامة للضيق والاستياء. والحق أن الكتب في عالمنا اليوم «موضة قديمة»، ومن لا زالوا متعلقين برائحة الورق وصوت تصفح الورق هم غالبًا أبناء أجيال «البوكيمون» وما قبله. وإن لم تعرف «البوكيمون» أيها القارئ فأنت حتمًا من تلك الفئة التي شبَّت على الطوق في هذا العالم الافتراضي المشوَّش.ما علينا..هل علينا أن نقلق لأن إنتاج الكتب اضمحل بهذا الشكل؟لا أدري.. ولكني أعرف أن علينا أن نقلق بأن الوتساب والإنستجرام والسناب شات وغيرها من الوسائل التي يختلط بها الغث بالسمين أصبحت وسائل المعرفة الفُضلى. وأصبح الكثيرون يطلبون استشارات طبية من «أيٍّ كان» عبر تلك الوسائل، ويصنفون الناس والجماعات والأعراق وفق الترهات التي تنشر فيها.ولكن..هل يقع على الجمهور وحده ذنب القطيعة بينهم وبين الكتب؟حتمًا لا.. فالكتابات المتفذلكة والإنتاج الفارغ والمضمون الممل عوامل قادت لعزوف الناس عن الكتب. فالمؤلفون في الأغلب الأعم ينحدرون من جيل الديناصـــورات ويكتبون مثلهم، في مواضيع لا تهم الشارع ولا تلمس الشباب، حتى الإنتاج الأدبي يبدو أحيانًا ممعنًا في التصنع والسفسطة -حتـــى بالنسبة لي وأنا المتيمة بالكلمات بغض النظر عن وجهة سهامها. وكثيرًا ما يغلبني النعاس وأنا أقرأ الروايات العربية التي تذوب الفكرة فيها في بحر السرد، خلافًا للروايات الغربية التي تنسج الأحداث فيها بلا تمطيط ولا تهويل.ولأن أي عمل في دولنا يحتاج «لدفعة» رسمية لينطلق؛ ربما حان الوقت لإطلاق جائزة إضافية تتبناها جهة رفيعة المستوى، فضلًا عن جائزة السلطان قابوس الرفيعة للثقافة والفنون والآداب، بحيث تفتح المجال لاستقبال محاولات المغمورين في الكتابة، الذين يجدون حرجًا في منافسة المخضرمين في هذا المجال، مع وعد بطباعة وتبني -وتسويق- الكتب الفائزة. وبهذا تعتلي السلطنة في سلم صناعة المعرفة ودعم القراءة والكتابة تباعًا. وليس ذلك عليها بعسير.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على