مأساة ١٠ آلاف في نجوع الزينية بالأقصر.. «موطن الذئاب» الذي لا تعرفه الحكومة (فيديو وصور)

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

يعيش أكثر من 10 آلاف مواطن بنجوع الزينية قبلي شمالي محافظة الأقصر معاناة يومية بسبب نقص الخدمات وسقوطها من حسابات المسؤولين، الأمر الذي جعلهم في عزلة عن العالم لما يشهدونه من تهميش.

ويمثل تصريف مياه الصرف الصحي مشكلة في نجوع «العوايدة والفيايضة والحمادين» تكلف الأهالي الكثير للتخلص منها، وقال نور الدين حمدان، أحد أهالي «الفيايضة» لـ"التحرير" إن شبكة الصرف الصحي لم تصل إلى قريته حتى الآن للقرية، مشيرا إلى أن مياه الصرف تتجمع في بيارات. 

وتابع: تبلغ تكلفة النقلة الواحدة 100 جنيه، في ظل عدم توفير مجلس المدينة لسيارات تفي متطلبات المواطنين، واستطرد: «ذهبت إلى مجلس المدينة لحجز سيارة الكسح، فأخبروني بأن هناك 200 طلب لحجز السيارة، رغم أن منزلي غارق بالمياه، مما يعني أنه علي الانتظار لفترة طويلة حتى تصل إلى بيتي، مما اضطرني إلى اللجوء لسيارات الكسح الخاصة التي تكلفنا الكثير».

وأبدى المواطن يسري صادق تخوفه من تآكل أساسات المنازل بسبب طفح مياه الصرف في الشوارع، ولفت إلى أنه حجز سيارة الكسح التابعة لمجلس المدينة: «أعطوني بون بنقلتين فقط، مقابل 25 جنيه، والسائق أخبرني بأنه في حال الاحتياج لنقلة زيادة ستكلف 100 جنيه».

بدوره، ناشد عبدالنبي يوسف مدير العلاقات العامة بمجلس مدينة الزينية، المواطنين بالإبلاغ عن أي سائق لسيارات الصرف يطالب بدفع تكلفة 100 جنيه لنقلة الصرف.

ونوه إلى أن الحمولة الواحدة تكلفتها 10 جنيهات و20 قرشًا فقط لا غير.

مياه الفجر 
واستكملت "التحرير" جولتها بالنجوع، استمعت خلالها لشكاوى عدد من أهالي ونقلتها للمسؤولين، حيث تعاني قرية «الحمادين»  من مشكلة انقطاع المياه بصورة متكررة، وعنها قال المواطن حمادة شافعي: «مافيش نقطة ميه بتوصلنا، طول النهار بنعبي بالجرادل والحلل من طلمبة الجيران، مش لاقيين ميه للمواشي، ولا للطيور الصغيرة، والبلد كلها المياه مقطوعة منها، ومش عارفين نروح فين».

واستطرد قائلًا: «ركبنا مواتير وللأسف المياه مش واصلة علشان تسحبها للأدوار العليا، وبتيجي ساعتين في اليوم بعد منتصف الليل، وبداية من الفجر تقطع تاني».

ووصف المواطن عبدالفضيل عبدالحكيم حال قريته بوضع سكان الجبل، لعدم وجود المياه، والاعتماد على تخزينها من أجل قضاء حاجتهم بها، مؤكدًا وصولها في ساعات متأخرة من منتصف الليل.

وفي نفس السياق، وعد وليد الإدفاوي مسئول العلاقات العامة بشركة المياه بالأقصر، بحل مشكلة انقطاع المياه في القرية خلال الأيام المقبلة، لافتًا إلى أنه من المقرر الانتهاء من توصيل خط جديد لتغذية النجوع والقضاء على المشكلة تمامًا.

وأكد عبدالنبي يوسف مدير العلاقات العامة بمجلس مدينة الزينية، في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أنه تم تخصيص قطعة أملاك دولة خارج الحيز بنجع الحمادين لصالح الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي لإقامة محطة رفع صرف عليها، لخدمة 9 نجوع منها العوايد والفيايضة.

الذئاب المستأنسة
التيار الكهربائي كذلك لم يكن ببعيد عن معاناة الأهالي، إذ أوضح محمد عبدالرحيم، أنه ينقطع دائما مما أثر على الأجهزة الكهربائية وتسبب في إتلافها.

وأضاف أن محول الكهرباء الذي يغذي القرية يوزع التيار إلى عدد كبير من الأهالي يصل إلى 400 منزل، مما جعل الجهد 150 فولت، في حين احتياج الأجهزة إلى أكثر من 180، على الرغم من ارتفاع أسعار الفواتير التي تزايدت ما يقارب 60%.

ولفت محمد حسين إلى خطورة إطفاء أعمدة الإنارة بالشوارع ليلا، بقوله: «الأعمدة لا يوجد بها كشافات، مما يجعل الذئاب تخرج من الزراعات وتتجول بين المساكن، مما يهدد حياة المواطنين بالقرية».

من ناحيته، أشار المهندس حجاج عبده رئيس قطاع كهرباء الأقصر إلى أنه أرسل لجنة للكشف عن مشكلات التيار، وتغيير المحول بأعلى في القدرة في حالة الاحتياج لذلك.

شكوى أخرى فاجأ بها المواطن شحات محمد الـ"التحرير" خلال جولتها بالقرية، إذ كشف أن أهلها يسيرون مسافة 2 كيلومتر للوصول إليها.

وبيّن قوله: «نعاني من مخالفة خطوط السير لسائقين الميكروباص، الأمر الذي يجعلها لا تصل إليها، ويلجأ الأهالي للسير على الأقدام مسافة تصل إلى أكثر من 2 كيلو، أو اللجوء إلى سيارات خاصة بتكلفة لا تقل عن 20 جنيهًا، واستغلال السائقين بطلب مبالغ مالية كبيرة للحالات الطارئة كوجود مريض يحتاج النقل إلى المستشفى أو الذهاب إلى طبيب، مؤكدًا قيامه بعمل شكاوى للمسئولين، ولم ينصت لهم أحد».

والتقط المواطن معتصم حرز الله، طرف الحديث، قائلا إن نجوع الزينية قبلي التي يبلغ تعداد سكانها ما يزيد عن 10 آلاف مواطن، تُعاني من تلك المشكلات المتعددة، رغم وجود قرى بالقرب منهم تصلها جميع الخدمات، متسائلًا: أين العدل بين أبناء الشعب المصري؟

وأهاب عبدالنبي يوسف مدير العلاقات العامة بمجلس مدينة الزينية، بالمواطنين بالإبلاغ عن أي سائقين يخالفون خطوط السير  لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم وسحب الرخص.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على