البحرين تفوقت على دول متقدمة بالتعامل مع “كورونا”

أكثر من سنة فى البلاد

أكدت استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا جميلة السلمان أن البحرين نجحت وبامتياز في التعامل مع فيروس كورونا _كوفيد 19) بخلاف دول متقدمة لم تنجح في ذلك.
جاء ذلك في محاضرة نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بمقره بالبحير أمس، بعنوان “الدروس المتعلمة من كورونا” أدارها مجيد عبدالحميد.
واستهلت السلمان المحاضرة قائلة “كل شخص منا لو أجرى مقارنة بنفسه عن نفسه اليوم وقبل الجائحة لوجد أن أمورا كثيرة تغيرت، ومنها تطلعاته وما إلى ذلك وهذا يرجع إلى ما مررنا به”.
وتابعت” الفيروس لا يشبه أي شيء لدرجة أن الأخبار الأولى التي وردت إلينا من الصين بينت أنه نفس الانفلونزا وبالتالي تهيأنا بالبحرين على هذا الأساس، إلا أننا مع الأيام وضعنا الخطط بناء على معلوماتنا وتجاربنا وهذا أمر مهم جدا”.
وأوضحت أن ضمن الجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، تم إطلاق تطبيق “مجتمع واعي” انطلاقا من الحرص على سلامة جميع المواطنين والمقيمين باعتبارها مسؤولية مجتمعية.
وشددت على أن المجتمع البحريني واع وبطريقة لا مثيل لها وساهم وبدرجة كبيرة في نجاح فريق البحرين.
وأضافت “من خلال شعار (نواصل بعزم) تم دعوة المجتمع البحريني بكل أطيافه إلى مواصلة التزامه وبإصرار بجميع الاشتراطات والاحترازات التي من شأنها أن تحمي الجميع من خلال تحمل المسؤولية في المحافظة على الصحة والمحافظة على صحة المجتمع البحريني ككل عبر تجنب التجمعات واتباع معايير التباعد الاجتماعي كون الجائحة استمرت وعلى مر الأشهر زادت حالات الإصابة”.
وأكدت أن “نواصل بعزم” جاء بغرض التشجيع في سبيل الحفاظ على سلامة الذات والأهل والأصدقاء والأحبة والأهم مملكة البحرين.
ولفتت السلمان إلى أن شعار “نلتزم للبحرين” منح المواطنين والمقيمين دافعا لمواصلة الالتزام والكوادر لمواصلة العمل على مدار ساعات بغية خدمة البحرين وبالفعل تم استشعار ذلك.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بجهود البحرين في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) وجهوزية الخطة قبل وصول الفيروس المملكة.
وأرجعت السلمان ذلك إلى عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لمتابعتهم وتسخيرهم جميع الإمكانات لتحقيق النجاح في التعامل مع فيروس كورونا (كوفيد 19).
وأكدت أن البحرين منذ بداية الجائحة لم تعان من أي نقص في الدواء ولا المعدات والحزمة المالية التي لا تقارن بأي دولة كونها دقيقة ومدروسة وأثبتت نجاحها.
وقالت “البحرين أول دولة تصل إلى منازل الناس لفحصهم وطرحت أنواعا عديدة من التطعيمات وخيرت المواطنين والمقيمين باختيار النوع الأنسب ولم تكن هناك أي حالة وفاة بسبب أخذ جميع جرعات التطعيم وهذا بحد ذاته نجاح”.
وأشارت إلى أن أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا (كوفيد 19) تتلخص في الدور الرئيس للقيادة، التخطيط والتأهب، زيادة الطاقة الاستيعابية، العمل بروح الفريق الواحد، الفريق متعدد التخصصات، أهمية البحوث العلمية، أهمية التعليم والتدريب، أهمية الحياة الصحية، أهمية التطعيمات، الدور الإعلامي، الشفافية والشراكة المجتمعية، إضافة إلى تقديم الخدمات الصحية من دون انقطاع، أهمية الفحوصات، العدالة في توفير الخدمات الصحية، دور التكنولوجيا، دور منصات التواصل الاجتماعي، التعاون بين القطاعات المختلفة، الدور الإنساني، أهمية الجانب الاقتصادي، أهمية الجانب النفسي والاجتماعي بجانب التخطيط للمستقبل.
وتناولت السلمان الاستجابة الزمنية لجائحة كورون، مبينة أنه في 26 يناير تم تشكيل الفريق الوطني الطبي، 7 فبراير تم تطبيق الإجراءات الاحترازية والفحوصات بالمنافذ، 24 فبراير تم اكتشاف أول حالة إصابة بالمملكة، 25 فبراير أغلقت المدارس والجامعات، 28 فبراير تم تدشين الخط الساخن والوحدات المتنقلة للفحص، 10 مارس بدأت خطة الإجلاء، 17 مارس أطلقت الحزمة المالية، أما في 18 مارس فجرى الإغلاق الجزئي وجرى تخفيف القيود في 27 مايو.
إلى ذلك، أوضحت أن الاستجابة لجائحة كورونا طالت جميع القطاعات، فالقطاع الاقتصادي حظي بحزمة مالية اقتصادية وخدمات مجانية وتأجيل في سداد القروض، بينما قطاع الأمن، أمن المرافق، نقل المرضى وأرسى إجراءات قانونية بينها منع السفر، أما خطط الإجلاء والتعاون الدولي فكانت من قبل الشؤون الخارجية.
وتابعت “أما الاستجابة المتعلقة بالشأن الطبي فهي تتلخص في تطبيق الحجر والعزل، بروتوكول العلاج والترخيص علاوة عن الاستخدام الأمثل للأسرة، بينما الصحة العامة كانت تتولى استراتيجية الفحوصات، تتبع أثر المخالطين وفريق عمل التقصي والوبائيات”.
وزادت “قطاع البيئة اختص بالتخلص من النفايات، خطة المخلفات واشتراطات الدفن، في حين تولى قطاع التعليم إغلاق المدارس، التعليم عن بعد والرسائل الصحية”.
وقالت إن “الحياة الاجتماعية شهدت حملة إعلامية وطنية، وشفافية مع متحدثين رسميين”.
وفيما يتعلق بنسبة الإشغال، أشارت السلمان إلى أن جميع الحالات القائمة الموجبة يتم إدخالها للعلاج بالمراكز العلاجية ويتم ترخيصها بعد 10 أيام من تطبيق البروتوكول العلاجي والفحوصات الصارمة، وأن العزل المنزلي الاختياري يتم تطبيقه للحالات التي لا تعاني من أعراض بشروط وإجراءات مشددة للعزل.
وبينت أن المخالطين للحالات القائمة بإمكانهم الحصول على خدمات الحجر الصحي بالمرافق الحكومية للملاحظة والإشراف الطبي أو الخضوع لآلية المراقبة والإشراف الطبي المنزلي.
وأكدت أن المراكز العلاجية لجائحة كورونا (كوفيد 19) تستوعب 780 سريرا، بينما العناية القصوى تستوعب 373 سريرا، علاوة على طاقة استيعابية لمراكز الحجر الحكومية مقدارها 2930 فردا. 
وذكرت أن هناك أدوات تقييم لإجراءات (كوفيد 19) تتخلص في المخالطين لكل حالة، معدل النمو التكاثري، حالات التعافي، نسبة الإشغال، نسبة الأشغال في العناية القصوى، معدل معيار التكاثر الأساسي، فرص وجود اللقاحات وصولاً إلى التبعات الاقتصادية.
وفيما يخص استدامة الخدمات الصحية الأساسية قالت “الاستدامة تعني المحافظة على نسب مرتفعة للتغطية بالتطعيمات الروتينية التي تجاوزت الــ 95 % بالإضافة للمحافظة على الموارد المتعلقة باللقاحات”.
وأوضحت أنه تم الاستمرار في تقديم برامج الرعاية الصحية أثناء الحمل وأثناء وبعد الولادة بجانب رعاية الأطفال حديثي الولادة، خدمات تنظيم الأسرة ومكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية بواسطة ترتيبات خاصة ودلائل صحية تضمن سلامة كل من متلقي الخدمة ومقدميها من العاملين الصحيين. 

شارك الخبر على