«الإماراتية».. دور وطني بارز في نهضة التعليم

ما يقرب من ٣ سنوات فى الإتحاد

إبراهيم سليم (أبوظبي) 
حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تأسيس الدولة، على دعم المرأة وتمكينها في شتى المجالات، وعلى تأسيس جيل نسائي قادر على مشاركة الرجل في القيادة والتميز والنهضة والتطوير، وأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المرأة كل الاهتمام والرعاية، ومنذ السنوات الأولى لقيام دولة الاتحاد، حيث عمل على توفير الإمكانات اللازمة لتوفير أفضل الفرص لتعليم المرأة وتأهيلها وتعزيز قدراتها، وإدخالها إلى سوق العمل، واعتمد المغفور له الشيخ زايد مخرجات أساسية عدة لدعم المرأة الإماراتية، أهمها إلزامية التعليم، وفتح أبواب العمل، والتمكين، ودعم المؤسسات والجمعيات النسائية، مشكلاً بذلك بيئات نوعية تتيح للمرأة الخوض في تجربة المشاركة الفعلية، في المجالات التنموية كافة، دون تمييز بينها وبين الرجل، مبنية على الإحساس الكليّ بالمسؤولية.وجاءت مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، باعتبار يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام يوماً للمرأة الإماراتية، والذي يعد فرصة للإماراتيات لمذاكرة ما كان وما هو قائم ودعم القيادة الرشيدة للمرأة وتسليحها بسلاح العلم، فانطلقت مسيرة التعليم من مدينة العين إلى بقية الإمارات، متمثلة في جهود بناء جامعات التعليم العالي.إن رعاية القيادة الرشيدة لمسيرة المرأة، دفعت بالمرأة الإماراتية إلى مكانة مرموقة على مختلف الأصعدة، المحلية والإقليمية والدولية، حيث حققت المرأة الإماراتية مكانة متميزة، وباتت نموذجاً يحتذى به، محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك برعاية القيادة الرشيدة التي آمنت بدور المرأة في المجتمع، وهيأت لها بيئة محفزة على الإبداع والابتكار في جميع مجالات التنمية الوطنية، ما جعلها تتصدر مؤشرات التنافسية الدولية إبداعاً وريادة وتميزاً، وقد اهتمت دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد، بتعليم المرأة، وسعى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الاهتمام بالتعليم بشكل عام، وبتعليم المرأة بشكل خاص، ولذا فإن ما حققه المغفور له الشيخ زايد للنهوض بتعليم المرأة الإماراتية والجهود التي بذلها انعكست على المجتمع، حيث استطاع ترسيخ ثقافة المساواة والتمكين في مرحلة ريادية مبكرة، واليوم ونحن نحتفي بيوم المرأة الإماراتية، تدرك كل إماراتية الدور التاريخي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، في تمكين المرأة ودعم مسيرتها نحو التميز والريادة في مختلف ميادين العمل والإنتاج في وطننا الإمارات.
ميادين العمل شجع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على دخول المرأة ميادين العمل كافة، بما يتناسب مع طبيعتها، إذ أولى المرأة كل الاهتمام والرعاية، ومنذ السنوات الأولى لقيام «دولة الاتحاد»، حيث عمل على توفير الإمكانات اللازمة لتوفير أفضل الفرص لتعليم المرأة وتأهيلها وتعزيز قدراتها، وإدخالها إلى سوق العمل، وتوفير المناخ الملائم لتطورها، وتلك كانت من أولى المهام التي وجّه بتنفيذها، وسار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، على خطاه في هذا النهج. 

وتقف اليوم المرأة الإماراتية، وبفضل التعليم، شريكاً أساسياً في استراتيجية الاستعداد للخمسين عاماً القادمة، استمراراً لدورها في الماضي والحاضر، فهي الشريك الاستراتيجي في عملية استشراف المستقبل، وتحافظ على قيمها، وتعتز بأصالتها، وتتمسك بهوية وطنها، إذ استطاعت المرأة الإماراتية في عهد زايد أن ترتقي فكراً وعلماً وعملاً ومكانة.
مكاسب وحقوقوقد حصلت المرأة الإماراتية على مكاسب وحقوق تعليمية غير مسبوقة، فنسبة تعليم النساء الإماراتيات هي الأعلى في العالم العربي، بفضل تلقيهن التعلم الجيد، إذ أكدت المرأة الإماراتية حضورها المميز في ميدان العلوم المتقدمة مسجلة أرقاما عالمية قياسية في بعض المجالات ومنها على سبيل المثال قطاع الطاقة النووية الذي تصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية فيه إلى 20 في المائة من إجمالي القوى العاملة والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالميا، فيما تفرض الإماراتية نفسها بقوة في قطاع الفضاء حيث تسجل حضورا لافتا في أبرز مشاريع هذا القطاع وفي مقدمتها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، الذي يتميز بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34 في المائة من فريق العمل.
جدارة وإنجازوقد أثبتت المرأة جدارتها وقدرتها على الإنجاز، فظهرت الكثير من الشخصيات النسائية ممن تركن بصمة في تاريخ الإمارات، الأمر الذي يعكس رؤية حضارية واستشرافية واعية، ووفقاً للإحصائيات المنشورة، فإن 95% من الإناث الحاصلات على شهادة الثانوية يلتحقن بالتعليم العالي، بالمقارنة مع 80 في المئة من الذكور، تشكل النساء ما يقارب ثلثي عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم في جامعات حكومية ونصف عدد من يتابعون دراستهم في مؤسسات ما بعد التعليم الثانوي الخاصة، كما تسجل 77 في المئة من النساء الإماراتيات في التعليم العالي بعد التعليم الثانوي، ويشكلن ما يصل إلى 70 في المئة من خريجي الجامعات، وتشكل المرأة نحو 70% من خريجي الجامعات في الدولة.كما حظيت المرأة بدعم لا محدود من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حيث ظلت توجيهاتها نبراساً يضيء للمرأة طريقها، ويرسخ في الشغف والتميز، والاتحاد النسائي العام الممثل الرسمي للمرأة في دولة الإمارات تأسس في 27 أغسطس عام 1975 بموجب القانون الاتحادي رقم /6/ لسنة 1974، إذ تشير مؤشرات التنافسية إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت المراتب الأولى والصدارة إقليمياً في العديد من التقارير الدولية ذات العلاقة، وذلك بفضل حرص القيادة الرشيدة، ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات».
قفزات وتحولاتاستطاعت الإماراتية أن تحقق قفزات وتحولات مهمة تمثلت بمشاركتها في جميع المجالات بفضل ما حظيت به من الثقة والتمكين، حتى تجاوزت معوقات تقدمها، وعززت إسهامها في شؤون الوطن، وفتحت الدولة الأبواب على صعيد النهوض بالمرأة وتطورها في جميع مجالات الحياة أمام الكفاءات النسائية، وأظهرت المرأة الإماراتية اليوم في المجال التعليمي، تفوقاً واضحاً باهتمامها بالتعليم والالتحاق به، مع تزايد مستمر في أعداد الخريجات، ومع قيام دولة الاتحاد انطلقت مسيرة التعليم في الدولة، وشهدت تلك الفترة جهوداً كبيرة من أجل تطوير التعليم كماً ونوعاً على الصعد كافة، حيث شرعت الدولة في بناء المدارس الحكومية لتكون قريبة من المواطنين والمواطنات، وتم استقطاب المعلمين من خارج الدولة، إلى جانب إرسال البعثات التعليمية للخارج.
الإماراتية معلمةوشهدت مناطق الدولة نهضة تعليمية وتركيزاً على المرأة لتحقق مراتب متقدمة عالمياً وضعتها ضمن الدول العشرين الكبار عالمياً في تنافسية التعليم، بفضل جودة التعليم وجودة وكفاءة المدرسين، وتوفير الأعداد الكافية من المدرسين بحيث تلبي النمو المتزايد لأعداد الطلاب فتم رفد المؤسسات التعليمية بخيرة الكفاءات التعليمية والتربوية، وهو ما دفع بالمرأة الإماراتية إلى صدارة مؤشرات التنافسية الدولية لما تحظى به من مكانة بارزة في المجتمع وما وفرته لها القيادة الرشيدة من تكافؤ للفرص وتوازن شامل بين الجنسين وفق تشريعات وقوانين سنتها الدولة وجعلتها منهجاً يتيح للمرأة الإماراتية بيئة معززة على الإبداع والابتكار والريادة في حياتها اليومية والعملية، فالمرأة الإماراتية تعيش عصراً ذهبياً من خلال تلك الرعاية الشاملة التي تحظى بها من قبل القيادة الرشيدة والتي جعلت منها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية في جميع مجالات التعليم والعمل والإنتاج وبناء الأسرة وتحقيق الاستقرار المجتمعي.
 

شارك الخبر على