في تحصين النشء

أكثر من سنة فى الإتحاد

تردد مؤخراً أن واحدة من أكبر الشركات في العالم إنتاجاً للمواد الترفيهية للأطفال بشكل خاص تعهدت بأن يكون محتواها لمنطقتنا سيحترم العقيدة والقيم المحلية والعادات والتقاليد، وكذلك فعلت منصات عالمية تتبعها أغلب وسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة، وهو توجه والتزام جاء بفعل التحرك المكثف للجهات المختصة في العديد من دول العالم، بما فيها الغربية التي دعت لاحترام قيم المجتمع والتصدي لكل التوجهات الهادفة للنيل من الأسرة. ونتذكر في هذا الصدد تصريحات فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر والمتعلقة بحماية حقوق الأسرة والأطفال، والتي كانت محل إشادة وتقدير سفارة الدولة في بودابست، والتي أكدت بأن تلك التصريحات شددت على «دور القيم والأخلاق في حماية مؤسسة الزواج، وتعزيز الروابط الأسرية، وحقوق الطفل في التمتع برعاية والديه في جو أسري يسود فيه الأمان والاهتمام، في إطار الفطرة البشرية السليمة التي تحفظ وتصون الأسر والمجتمعات». إشادة وتقدير تنطلق من موقف قيادتنا الرشيدة الثابت والراسخ نحو كل ما يتعلق بصون المجتمع وأهم مكوناته، وفي مقدمتها الأسرة والطفولة.جهود تُبذل في صمت بعيداً عن عنتريات بعضهم في «تويتر»، وغيرها من المنصات ممن يرمون الاتهامات يمنة ويسرة جزافاً على الآخرين، متناسين الأدوار التكاملية والتشاركية في هذا الجانب، ودور كل ولي أمر وأب وزوج ومسؤوليته في تحصين بيته وعائلته ومجتمعه ووطنه، فاليد الواحدة لا تصفق خاصة وأن الأمر يهم المجتمع كله.لذلك فإن المسألة تتطلب تضافر الجهود ودعم مبادرات الجهات المختصة في الدولة لأجل كل ما يعزز متانة النسيج الاجتماعي ومكونات المجتمع، فالإمارات التي عبرت خمسين التأسيس والتمكين وصانت الهوية والشخصية الإماراتية، وحافظت على خصوصيتها رغم الانفتاح الكبير الذي شهدته على الثقافات الأخرى تنطلق نحو آفاق جديدة بكل ثقة واقتدار وفي رحاب القيم التي حددتها التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة، وأكدت عليها في مختلف المناسبات. وستظل الأسرة صمام الأمان للمجتمع وخط الدفاع الأول، وذلك لا يتحقق بتغافل الأب أو الأم عن مسؤولياتهما المباشرة، وإلقاء اللوم على الآخرين وترك النشء للمربيات الأجنبيات وأجهزة الآيباد والهواتف الذكية، ليطل الصغار من خلالها على مواقع وأفكار بعيدة عن دينهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، والتي تربى عليها آباؤهم وأجدادهم. خاصة وأن التيار جارف والتصدي له يتطلب الكثير والكثير من الجهد، ولكنه جهد يستحق كل عناء، لأنه يتعلق بمستقبل أجيال المستقبل.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على