الرهانات الاستراتيجية الامريكية الجديدة في افريقيا جنوب الصحراء شراكة حقيقية في مواجهة تحديات عديدة

ما يقرب من سنتين فى كونا

الرباط - 25 - 8 (كونا) -- كشفت زيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الاخيرة الى عدد من الدول الافريقية والتي تعد ثاني زيارة له منذ تعيينه في منصبه عن ملامح "الاستراتيجية" الامريكية الهادفة لاقامة "شراكة حقيقية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة".وفقا لتصريح بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك اخيرا مع وزيرة خارجية جنوب افريقيا ناليدي باندور أوضح ان زيارته الى جنوب افريقيا وهي المحطة الاولى في جولته الافريقية التي تضم جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا ان الولايات المتحدة "لا ترغب في علاقة غير متوازنة مع افريقيا وان واشنطن لن تملي على بلدان القارة خياراتها اذ وحدهم الافارقة من يملكون حق اتخاذ هذه الخيارات".وحاول بلينكن ان يبرز التزام الولايات المتحدة بإقامة شراكة اقوى مع بلدان القارة عموما لا يرمي الى محاولة تجاوز نفوذ القوى العالمية في المنطقة موضحا "ان المنطقة اخر مكان للمنافسة بين القوى العظمى" وذلك بحسب تصريحه في المؤتمر الصحفي المشار اليه.وجاءت زيارة بلينكن الاخيرة للمنطقة والتي امتدت خلال الفترة من 8 الى 13 من شهر اغسطس الجاري بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى المنطقة في اواخر شهر يوليو الماضي وحاول خلالها استقطاب بلدانها الى صفها في حربها على اوكرانيا وعدم الانجرار وراء العقوبات الغربية والامريكية على موسكو او على الاقل تحييدها وابعادها عن المحور الامريكي الغربي وذلك من خلال توظيف عدد من "الاوراق" من قبيل واردات القمح فضلا عن التعاون الامني والعسكري والتجاري الذي يربط عددا من بلدان المنطقة بموسكو.الا ان التوجه الامريكي الجديد في القارة الافريقية عموما يستهدف ايضا التصدي للنفوذ الروسي والصيني وقد حاول بلينكن خلال زيارته الاخيرة استمالة بلدان المنطقة وإقناعها بالاصطفاف الى جانب المعسكر الغربي والتصدي للنفوذ الصيني والروسي.وتحاول واشنطن من جانبها ان تغري البلدان الافريقية بأهمية الموقع الذي تخصصه لها ضمن استراتيجيتها الجديدة التي تأخذ في "الاعتبار الأهمية السكانية المتزايدة لإفريقيا وثقلها في الأمم المتحدة بالإضافة إلى مواردها الطبيعية الهائلة وفرصها" وذلك بحسب وثيقة توجيهية كشفت عنها الادارة الامريكية عشية زيارة بلينكن الى المنطقة.وحملت الوثيقة الامريكية عنوان (استراتيجية الولايات المتحدة ازاء افريقيا جنوب الصحراء) وجاء فيها التأكيد أن "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع وأن الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية".كما جاء في الوثيقة ان مجتمعات مفتوحة تميل عموما إلى العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وجذب المزيد من التبادلات التجارية والاستثمارات الأمريكية ومواجهة الانشطة الصينية والروسية.وتلقي الوثيقة باللائمة على كل من الصين وروسيا بشأن اضعاف علاقات الولايات المتحدة مع الشعوب والحكومات الافريقية.كما حددت الوثيقة اربعة اهداف للاستراتيجية الامريكية في المنطقة وذلك على مدى خمس سنوات تشمل "دعم المجتمعات المفتوحة وتقديم مكاسب ديمقراطية وامنية لها والعمل على تحقيق الانتعاش بعد الجائحة وإتاحة الفرص الاقتصادية بالاضافة الى دعم قضايا المناخ والطاقات المتجددة".ويرى مراقبون ان الكشف عن الاستراتيجية الامريكية في المنطقة يأتي في ظل احتدام الصراع بين الولايات المتحدة والقوى الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى على مناطق النفوذ في العالم ولاسيما في القارة الافريقية التي لم تكن تحظى في الماضي باهتمام كبير في السياسة الامريكية. (النهاية)

م ر ي / ن ع ع

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على