ذكرى «ثورة الملك والشعب»

أكثر من سنة فى الإتحاد

وجه جلالة الملك محمد السادس منذ أيام خطاباً بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، والاحتفال بالأحداث التاريخية، ليس فقط من أجل الذكرى، وإنما أيضاً لاستحضار كل القيم والمبادئ، التي ألهمت الأجيال السابقة، من أجل بناء الحاضر، والتوجه بكل ثقة نحو المستقبل للتأثير فيه وتسطير السياسات العمومية ذات النفع العام.. وتخليد ثورة الملك والشعب، لا يخرج عن هذه القاعدة، فهي ثورة متجددة، يحمل مشعلها جيل عن جيل. وإذا كانت لها دلالات وطنية راسخة، فإن لها أيضاً معاني تخص ارتباط المغرب بمحيطه الدولي. 
وفي هذا الصدد أكد جلالته على الدينامية الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء، وقال إن المغرب تمكن خلال السنوات الأخيرة من تحقيق إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص مغربية الصحراء.
وهكذا، عبرت العديد من الدول الوازنة عن دعمها وتقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع. فقد شكل الموقف الثابت لأميركا حافزاً حقيقياً، لا يتغير بتغير الإدارات، كما ثمن جلالته الموقف المسؤول لإسبانيا، التي تعرف جيداً أصل هذا النزاع وحقيقته..كما أن الموقف البناء من مبادرة الحكم الذاتي، لمجموعة من الدول الأوروبية، منها ألمانيا وهولندا والبرتغال، وصربيا وهنغاريا وقبرص ورومانيا، سيساهم في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية، مع هذه البلدان الصديقة.وبموازاة مع هذا الدعم، قامت حوالي ثلاثين دولة، بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، وبذلك شكر جلالته إخوانه ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، وخاصة الأردن والبحرين والإمارات، وجيبوتي وجزر القمر، التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة.كما شكر في خطابه السامي باقي الدول العربية، التي أكدت باستمرار، دعمها لمغربية الصحراء، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن... دون نسيان الأشقاء الأفارقة، حيث قامت حوالي 40 في المائة من الدول الأفريقية، تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة.وتشمل هذه الدينامية أيضاً، دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث قامت العديد منها، بفتح قنصليات في الصحراء المغربية، وقررت دول أخرى توسيع نطاق اختصاصها القنصلي، ليشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة.ومن هذا المنطلق، نفهم الرسالة المنطقية والواضحة التي وجهها جلالته للجميع: «إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات». لذا، فما ينتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، هو أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل في ظل حكم ذاتي يُعطى للأقاليم الجنوبية تحت السيادة الكاملة للمغرب، وهذا لعمري هو الحل الوحيد للنزاع المفتعل والقائم منذ عقود.* أكاديمي مغربي

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على