مع الأشقاء دائماً وأبداً

أكثر من سنة فى الإتحاد

تعطي دولة الإمارات أهمية خاصة لعلاقاتها مع شقيقاتها من الدول العربية الأخرى، وهي تدرك أن هذه العلاقات يجب أن تكون على الدوام قوية ومتينة، فالدول العربية تجمعها العديد من الروابط العميقة التاريخية والدينية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وهناك الكثير من المصالح السياسية والاقتصادية التي تجمعها، والتي تحتّم عليها ضرورة أن تسعى إلى إقامة أفضل العلاقات الثنائية، وإلى تطوير العمل الجماعي من أجل مأسسته بشكل أفضل والوصول به إلى المستوى المأمول.
وفي الواقع، فإن النهج الإماراتي الراسخ في تأسيس علاقات خاصة مع الدول العربية الأخرى ليس وليد اليوم، بل إنه تزامن مع نشأة الدولة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديد أولويات سياستها الخارجية، حيث أعطيت الدائرة العربية، وفي القلب منها بطبيعة الحال العلاقة مع دول مجلس التعاون، الأهمية الكبرى، وكانت هذه هي السياسة الدائمة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة للغاية مع القادة العرب الآخرين، وقد سار الرئيس الراحل المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على هذا النهج، فقام بتوطيد العلاقات الإماراتية العربية والانتقال بها إلى آفاق أرحب.
وفي ظل هذا الاهتمام الإماراتي الدائم بترسيخ علاقات الأخوّة والصداقة مع الدول العربية، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان الشقيق، وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
وتأتي توجيهات سموّه في إطار تضامن دولة الإمارات وشعبها ووقوفهما إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة. كما تهدف المساعدات الإغاثية إلى دعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرّضت لها مناطق واسعة في السودان الشقيق.
ومما لا شك فيه أن هذه المساعدات تؤكد عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين وتندرج، كذلك، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مدِّ يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزّز تنميتها، وهذه الرسالة هي جزء أصيل من سياسة الإمارات ورؤيتها لتأسيس عالم يقوم على التعاون والتعاضد ونبذ كل أسباب الصراع والخلافات التي تحول دون تكتيل الجهود الدولية وحشدها لمواجهة تحديات كبيرة تواجه البشرية كلها في عالم اليوم، ولا بديل عن هذا التعاون والتعاضد لمواجهتها بشكل حاسم.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

شارك الخبر على