ولي العهد السعودي يتهم إيران بمحاولة «تسييس الحج»

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

اتهم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي وزير الداخلية، اليوم الاثنين، طهران بالمسئولية عن منع حجاجها من أداء الفريضة هذا العام، مشيرا إلى أنها تسعى إلى «تسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج».

وشدد ولي العهد السعودي، في ختام حفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للموسم الحالي، أن «المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران».

وأكد أن «التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازماً وحاسماً»، وأن المملكة «تقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج».

وأشار إلى أن ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات.

وأوضح أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان.

مراسم البراءة من المشركين

وفي وقت سابق من اليوم، حمّل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، الرياض، مسؤولية «منع حجاج بلاده من أداء الفريضة هذا العام».

وأشار المرشد الإيراني، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، إلى أن مكان الحجاج الإیرانیین خالٍ هذه السنة في مراسم الحج.

وانتقد المرشد الأعلى الإيراني، السعودية، على خلفية «عدم السماح للحجاج الإيرانيين بممارسة ما يسمى مراسم البراءة من المشركين»، قائلاً «یخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني وراء عنوان تسییس الحج"، حسب قوله، مشيرا إلى أن «الحج هو موطن البراءة من المشرکین».

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم «البراءة من المشركين»، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.

وإعلان «البراءة من المشركين» هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام من الإيرانيين، برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية، أن «الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقيل بما یحملها المسؤولیة في هذا الجانب»، حسب بيان أصدرته آنذاك.

بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة «رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لتنظيمات إرهابية.

جماعة الحوثي

وبشأن تعامل السعودية مع الحجاج اليمنيين في ظل الأوضاع في بلادهم وحالة الحرب الدائرة هناك، قال ولي العهد السعودي: «الحجاج اليمنيين محل ترحيب دائم من المملكة التي تقدم لهم كافة التسهيلات وتتفهم أوضاعهم».

غير أنه استدرك قائلا: «لكن الذي يعيق أداءهم لهذه الفريضة هم الحوثيون وأنصارهم في محاولة لتوظيف أوضاع الحجاج اليمنيين لغايات دعائية باتت مكشوفة ويدركها الشعب اليمني جيداً ولا تخفى على الجميع»، على حد قوله.

ولفت ولي العهد السعودي إلى أن بلاده «تضع في خططها وبرامجها لهذا الموسم العظيم كافة الاحتمالات وتقف أجهزتها المعنية بكامل جاهزيتها للتعامل مع ما قد يطرأ من متغيرات وأحداث وفق ما يتطلبه الموقف».

وأكد أن المملكة تضع في الحسبان كافة الأوضاع الأمنية وتتعامل معها وفق خطط أمنية، ووقائية، وتنظيمية مسبقة الإعداد ومحكمة التنفيذ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على