كيف يقضي العُمانيون أوقاتهم في رمضان

over 9 years in الشبيبة

مسقط - عبدالله بن خلفان الرحبيشهر رمضان من أجمل شهور السنة، ففيه بركات ونفحات روحانية، وتعددت الآراء حول فضائل هذا الشهر وكيفية اغتنام أوقاته، وأجمع كثيرون على استغلاله بالطاعات والتقرب إلى الله، فهو فرصة لإضفاء أجواء من الروحانية والإكثار من الأعمال الحسنة، كما يتميز الشهر الفضيل بتنوع آخر في مظاهر الحياة العامة، وحول ذلك استطلعنا جملة من مختلف الآراء.تقول فاطمة عبدالرسول اللواتيا: تبقى لشهر رمضان المبارك في مسقط عاداته وتقاليده وطقوسه وذكرياته في كثير من جوانب الحياة التي يعيشها الجميع في رمضان اليوم، وتلك العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية تختلف عن سائر أشهر السنة؛ إذ إنه شهر صلة الرحم واللقاءات الأسرية حتى السحور، كما يزخر الإفطار بأصناف عدة.وحول طقوس رمضان زمان تقول فاطمة: كان الماضي جميلاً وكان الترابط أكثر، فالأهل متقاربون والبيوت متلاصقة والجيران يتبادلون أطباق الطعام ولا زالت هذه الصفات الجميلة متوارثة وإن قلت نوعا ما. نتجمع في شهر رمضان المبارك في أجواء رمضانية مليئة بروح المحبة ونورانية أيام وليالي الشهر الفضيل، نجلس معا نتناول الوجبات الرمضانية ونتداول الأحاديث مع القهوة العربية، ومنا من يقوم بتلاوة الذكر الحكيم والقصص وغيرها من المجالات الثقافية، وتستمر «الرمسة» الرمضانية إلى ما بعد منتصف الليل والاستعداد ليوم رمضاني جديد مليء بالفرحة والسعادة بين قلوب الناس.أعظم الهبات الرحمانيةأما هلال بن حمد الخصيبي فقال: شهر رمضان المبارك من أعظم الهبات الرحمانية على المسلمين خاصة وعلى البشرية عامة، ففي هذا الشهر المبارك تتنزل الرحمات وتتضاعف الأجور وتتقارب القلوب وتصفو النفوس وتتطهر من أدران الحياة، فتجد الجميع في خير وسرور وبهجة وحبور وتجد حياة المسلم تختلف في رمضان تلقائيا ولا يتحصل المؤمن على هذه الفوائد الجمة إلا بالتخطيط المسبق والعمل بكل جد لاستغلال الوقت فيما هو نافع وخير حتى يعود أثر ذلك على المؤمن نفسه وعلى المجتمع، فيرقى وترقى أمته، كما يكون التركيز في شهر رمضان على الأمور الأخروية ولا ينسى نصيبه من الدنيا ومنها الاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار سيما بعد صلاة الفجر وتلاوة جزء يسير عقب كل صلاة، والمحافظة على الصلاة جماعة في المسجد والجلوس في حِلق الذكر بعد صلاة العصر وقراءة الأذكار اليومية وتخصيص وقت بعد صلاة التراويح لزيارة الأهل والأقارب والجيران وممارسة الرياضة الخفيفة بالليل والتقليل من الأكلات السكرية والدهنية والتي تكثر في هذا الشهر والمشاركة في البرامج الإعلامية والمسابقات الثقافية، ومن العادات التي تنتشر في رمضان في ليلة الخامس عشر عادة «القرنقشوه» حيث يتم الاستعداد لها من قِبل الأطفال بالغناء والحلويات، كما يقوم ذووهم بإعداد تلك الحلويات والمكسرات ليتم توزيعها لاحقا أثناء الاحتفال.شهر رمضان خير الشهوروقال حديد الماس القاسمي من سكان محافظة مسقط: شهر رمضان هو خير الشهور الذي ينتظره المسلمون في مختلف بقاع العالم بشوق ولهفة، والذي تتجلى فيه الشعائر الإيمانية التي تقوي صلة العبد بربه، ولكل مجتمع إسلامي عاداته وتقاليده خلال هذا الشهر الفضيل، إضافة إلى القيام ببعض الأنشطة التي تميز هذا الشهر عن غيره من الشهور، وبالنسبة لي استغل وقتي بقراءة القرآن الكريم وزيارة الأهل والأقارب والتجمعات التي تكون غالبا بنادي أهلي سداب بعد صلاة التراويح لممارسة بعض الأنشطة، وكوني عضوا بنادي أهلي سداب وعضوا باللجنة الثقافية فإن لدينا أنشطة يقيمها النادي حيث نقوم بإقامة العديد من المسابقات. وأضاف: لرمضان نكهة خاصة ناهيك عن المائدة الرمضانية المتنوعة.يزخر بباقات من الشعائر الدينيةوقال عبدالله بن مبارك الحسني: رمضان شهر يتجدد فيه الوجدان وترتقي الشمائل وتكتسي النفس إحساسا من النفحات والخصال وهو مساحة لمضاعفة الأجر والثواب والتقرب إلى الله بشتى العبادات، ومجتمعنا العُماني بجانب العبادة وصنوف الطاعات المُثلى يزخر بباقات من الشعائر الدينية المتنوعة والأنشطة والبرامج الرمضانية المفيدة والممتعة فتستغل الأوقات حسب المحيط المُعاش، فهناك برنامج يعده الفرد لنفسه لاستغلال الوقت بقدر أوسع في تلاوة القرآن الكريم وحفظه والإكثار من الأذكار وإثراء النفس بقراءة الكتب ومتابعة البرامج الدينية الهادفة، وهناك برنامج ضمن حلقة أوسع تخطه الأسرة لأفرادها نحو تخصيص أوقات للمدارسة والدعاء والصدقات والتجمع في مائدتي الإفطار والسحور ووضع جدول لصلة الأقارب والأرحام وتبادل زيارات الجيران، وبرنامج آخر على مستوى المنطقة يعده الشباب لعمل خيمة رمضانية تتلون فيها أنشطة المعارف والعلوم والمسابقات والتنفيس عن النفس واكتساب مهارات جديدة عملية وعلمية.مناشط متنوعةوقال حمد بن مهنا الجرداني من العامرات: شهر رمضان فرصة ذهبية لتكريس الجهود لخدمة كتاب الله في قراءته وتفسيره وحفظه تعلما وتعليما، فيجب إقامة حلقات التجويد في المساجد ومراكز القرآن والتي من شأنها تعيد الناس للقرآن العظيم، وهناك مناشط متنوعة في الكثير من المجالات كالأمسيات التي تعزز القيم الفضلى، كما أن الشهر الفضيل يعد فرصة ذهبية للمِّ شمل الأبناء والمجتمع بشكل عام والسعي للصلح والوئام.خصوصية مختلفةوقال محمد البلوشي من ولاية قريات: لرمضان خصوصية مختلفة فمنذ أول يوم من أيامه المباركة تختلف أوجه الحياة اليومية، حياة مليئة بالسكينة والأجواء الروحانية إضافة إلى تعزيز ود العلاقات الاجتماعية، وفي البيت نفسه تجد معالم الحياة تتغير، الكل في همة ونشاط من حيث إعداد أطباق مختلفة من أصناف المائدة الرمضانية، أيضا تجمع الناس سواء على الإفطار الجماعي أو الالتقاء في صلاة التراويح، فالمساجد أيضا تأخذ طابعا مختلفا ومتجددا.وأوضح خليفة العامري من سكان ولاية السيب: شهر رمضان هو خير الشهور بناءً على قول الرسول الكريم «سيد الشهور رمضان» ورمضان فرصة عظيمة لنيل الأجر الجزيل والثواب العميم فهو شهر التوبة والرحمة والذكر وشهر العبادة والصبر، واغتنام أوقات رمضان تتجلى في عدة أمور منها تعزيز زيارة الأرحام والإفطار الجماعي في المسجد الذي يعد سمة لدينا في التآلف والترابط، صور لا تجدها إلا في هذا الشهر الفضيل، أما على المستوى الفردي فرياضة المشي من الأمور التي أحرص عليها.وتطرق العامري إلى المائدة الرمضانية التي تتعدد أصنافها وأنواعها فقال: لا تخلو المائدة من الوجبات الأساسية كالثريد والهريس والخبز العماني إضافة إلى بعض المشروبات الساخنة كالشوربة ووجود أصناف عدة من الحلويات والتي كلها تُعد في المنزل.

Share it on