«العزائم والولائم» إسراف وتبذير أم عادة حميدة في رمضان؟

ما يقرب من ٨ سنوات فى الشبيبة

مسقط - زينب الهاشميةتحلو ليالي رمضان المبارك بجمع شمل العائلة وكثرة صلة الأرحام وزيارة الأصدقاء، فيجتمعون على سفرة واحدة يتجسد بينهم التآلف والتواصل وتغمرهم المحبة، في حين يرى البعض أن هذه العزائم هي امتلاء السفرة بأصناف مختلفة من الأطعمة تعني التبذير وتخل بالسلوك الصحي في رمضان ولكن يؤكد على دور الشهر الفضيل في زيادة التواصل بين الأهل والأصدقاء. ومن خلال استطلاعنا نتعرف أكثر على آراء الناس حول أهمية الولائم والعزائم التي تنشط في ليالي رمضان المبارك.المودة والتلاحميقول خليفة بن سعيد العامري: العزائم في شهر رمضان تقرب بين الناس، الأهل الجيران، الأصحاب، وتنشر أجواء من المودة والتلاحم بينهم، كذلك تساهم في تذكر الفقراء والمساكين بحيث يلتفت إليهم بإطعامهم ومساعدتهم.وأشار أحمد السلطي: تكثر العزائم بين الناس وذلك من باب لمّ الشمل والقضاء على الضغائن وكذلك تعميق روابط المحبة بين العائلة الواحدة وغيرها العوائل وزيارة الأرحام.وتقول شيخة المعمرية: العزائم في رمضان لها طعم مختلف وهي في أساسها صلة للرحم وزيادة الروابط الاجتماعية وتحقيق التعاون والتعارف بين أفراد العائلة.مدعاة للشبعويخالفه في الرأي قيس الناعبي حيث قال: باعتقادي هي منافية لأهم مقصد في رمضان، إذ يستعين المسلم بالصيام وخلو المعدة على التقوى في العبادة فتسمو روحه ويصقل قلبه ويصفى ذهنه وبذلك تدوم صلته بربه طوال الشهر الفضيل. أما الولائم والعزائم فهي مدعاة للشبع والاهتمام بالطعام مما يلغي ما ذكرت سابقا فالشبع يذهب بالفطنة ويثقل النفس عن العبادة، كما أن الجسم قد تخلص في النهار من الكثير من الفضلات والدهون والعلل الأخرى ولكن يأتي بالليل يعوض ما خسره بهذه الوجبات.بينما يقول إسماعيل المعمري: برأيي أن العزائم هي دليل على اللحمة بين العائلات والأصدقاء وهذا كان سابقاً، أما الآن نلاحظ أن الهدف من بعض العزائم هو المظاهر لا غير وإسراف بالأكل من غير داعٍ.إفطار صائممن جانب آخر قالت زينة الغفيلية: العزائم والولائم تؤدي إلى تقوية أواصر المحبة وصلة الأرحام والتآلف والتواصل وتكون بمثابة إفطار صائم.تقرب الصلةمن وجهة نظر فاطمة العريمية حول العزائم في رمضان: ما هي إلا روابط محبة وإخاء فتزيد الألفة وتقرب الصلة أكثر بالإضافة إلى المتعة والترفيه عن النفس بوجود الأهل والأحباب.وتشاركها الرأي أمينة السعيدية حيث قالت: جميلة هي هذه العادات خلال هذا الشهر الفضيل لما فيه من كسب أجر صلة الأرحام وتواصل النفوس ولكن أن تكون هذه العزائم بحدود لأنها تعد مصدر إرهاق من الناحية الجسدية والمادية.أما تقية العبرية فقالت: العزائم أمر مهم في رمضان فهي تمثل تآلفا ومحبة بين الناس وتقربهم من بعضهم البعض كما تزيد أواصر التواصل حيث تلتقي مع العوائل التي لم تسمح الظروف لزيارتهم منذ مدة.رمضان شهر الخيراتويقول باحث فتوى أول الشيخ إبراهيم السليمي: إن المجتمع الإسلامي مجتمع متماسك متلاحم، يجمعهم شعور واحد في أحزانهم وأفراحهم، يتألم بعضهم لمصائب بعض، ويفرحون لفرحهم، قد أحسن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصفهم حين قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، وهذه اللحمة بينهم تزداد وتتقوى في شهر رمضان المبارك شهر الخيرات حيث الجد والاجتهاد والتسابق في الأعمال الصالحة من صلوات وصدقات وتعليم وتلاوة للقرآن، وحيث يصل الناس أرحامهم ويحسنون إلى جيرانهم ويكرمون ضيوفهم ويعطفون على الفقراء ويتصدقون على المساكين والمحرومين، فإذا كانت هذه العزائم إنما أقيمت لمثل هذه الأهداف السامية والقيم النبيلة التي يدعو الإسلام إليها ويأمر بها، فلا شك في أهميتها وضرورة تشجيعها، فهي تزيد من تماسك المجتمع وتقوي من أواصره وروابطه وتنشر الألفة والمودة بين أفراده، وتقطع أسباب الشقاق والخلاف بين الناس، وتعين على الخير والفلاح، ولعل الأهم أن ينتبه الناس إلى بعض الأخطاء التي تصدر من بعض الناس حين إقامتهم لهذه الولائم فينحرفون بها عن مقصدها، وتصبح سببا للإسراف والتبذير، فتعد أصناف من الطعام والشراب تفوق حاجة المجتمعين ليرمى ما تبقى في المزابل دون أن يستفاد منها في سد جوع فقير، ووسيلة لحرمان الفقراء حيث يدعى الأغنياء ويترك الفقراء مما يورث الشحناء ويضعف الشعور بالضعفاء، فيفقد الناس إنسانيتهم، وتذبل كوامن الرحمة والعطف في قلوبهم، وتنضب روافد الإحسان والبر في جوارحهم، ويزداد الأمر سوءا حين تكون هذه الاجتماعات سبباً للتخلف عن الصلوات وسبيلا للاجتماع على المنكرات من السهرات وطريقا لاختلاط الجنسين بعيدا عن حدود الحياء والحشمة والستر، ومجلسا للخوض في الغيبة والنميمة والحديث عن عيوب الناس، يخلو من النصيحة الهادفة والمعلومة المفيدة والتوجيه البنّاء.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على