عجبـي..

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفتُصر بعض الدول العربية على التشدد في الاعتراف بالشهادات التي تأتي من الخارج. وترفض الاعتراف بجامعات تفوق «جامعاتهم» عراقة وخبرة. وهو أمر مدهشٌ في الحقيقة لكنه يشبه تصرفاتنا التي يعوزها المنطق وتغيب عنها الكياسة. لاسيما إن عرفت أن الدول العربية -قاطبة- فشلت في أن تجد لها موطئ قدم بين أهم 200 جامعة في العالم. وعندما أخذت مجلة «التايمز» العريقة على عاتقها مهمة تصنيف الجامعات البارزة على مستوى العالم بالتعاون مع مجموعة من المختصين والأكاديميين فشلت كل الجامعات العربية -مجدداً- في أن تكون ضمن أهم 400 جامعة على مستوى العالم!بعض الدول الفقيرة نسبيا، وبعض الدول الممتحنة بأزمات سياسية تمكنت من اختراق القائمة أما الدول العربية، ومنها من هي منعمة بالثروة والاستقرار، لم تستطع تحقيق ذلك! وعندما تم رفع عدد الجامعات المصنفة لـ800 جامعة. لم تظهر الجامعات العربية ضمن الـ300 أو 400 الأوائل بل ظهرت جامعة قطر في المرتبة رقم 501 مشاطرةً جامعتي الملك فيصل، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا الإماراتية المرتبة ذاتها. فيما جاء التعليم الجامعي المصري، رغم ريادته وعراقته، ممثلا في الجامعة الأمريكية في القاهرة في المرتبة رقم 601!أمر مخز ومؤلم أليس كذلك؟هناك 13 معيارا تقريبا تستخدمها تلك الجهات في تقييم الجامعات يعنينا منها بشكل خاص ذاك المتعلق بفتح آفاق لإبداع الطلبة خارج الفصول وضيق المناهج. وهو أمر بعيد عنا بُعد المشرقين. فنحن أرباب تعليم يعتمد على التلقين والحفظ. وكلما كان الطالب «ببغاء» وتكرر ما في الكتب والملازم بلا فهم أو تمحيص زادت فرصة في تحصيل الدرجات! نحن نشجع الطلبة على حفظ العبارات والنقاط والهوامش لا على تكييف ما فيها على حياتنا وتحدياتها. وسأضرب لكم مثالا من تجربتي الشخصية:عندما طُلب مني إجراء امتحان أونلاين لأول مرة، دون إِشراف أو مراقبة من أحد، قلت لنفسي أني لن أحتاج للاستعداد للامتحان. فالمادة بما فيها بين يدي وأستطيع نسخ ونقل ما أريد فلم أكلف نفسي عناء الاستعداد له بطبيعة الحال، لكنني فوجئت أن الأسئلة -قاطبةً- تعتمد على تطبيقك لما قرأت لا عليه نفسه. ولوجود وقت محدد لكل سؤال وجدت نفسي في مأزق لأني كنت مضطرة لقراءة المادة ثم التطبيق عليها، لذلك أخفقت في إحراز النتيجة التي أريد!المُراد من القول أن مقاربتهم للتعليم تُدرك أن الطالب لن يتذكر بعد سنوات نصوص ما درسه بين دفتي المناهج لذا لا يعنيهم -كثيرا- أن تخزن المعلومات في ملفات ذاكرتك المؤقتة بقدر ما يعنيهم أن يؤهلوك على المهارات التي ستحتاجها في حياتك العملية، وهو ما تفتقده 350 جامعة عربية كثير منها جامعات حكومية.نصيحتي للطلبة الذين يبحثون عن جامعات: أطلقوا أجنحتكم وابحثوا عن جامعات تطوركم ولا تقيدوا أنفسكم بأغلال تصنيفات ضيقة لا تُبنى على أسس حقيقية. ونصيحتي للقائمين عربيا على الاعتراف بالجامعات: لطفا.. لطفا.. ولا داعي لأن ترموا الناس بالحجر.. وبيوتكم من زجاج.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على