بوادر انفراجة في العلاقات المصرية الإيطالية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

القاهرة- خالد البحيريتلقت مصر طلب تعيين سفير جديد لإيطاليا بالقاهرة بترحيب شديد، وأبدى خبراء في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقطاع السياحي تفاؤلا لهذه الخطوة من جانب روما، بعد أكثر من عام على تأزم العلاقات إثر مقتل الباحث جوليو ريجيني في القاهرة وسحب السفير الإيطالي.وكان وزير الخارجية الإيطالي «أنجيلينو ألفانو» قد هاتف نظيره المصري سامح شكري مساء أمس الأول الإثنين وأبلغه بقرار حكومة بلاده للتقدم لدي القاهرة بطلب الموافقة على تعيين سفير إيطاليا الجديد لدي مصر «جيامباولو كانتيني».وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب السفير محمد العرابي قال في اتصال هاتفي مع «الشبيبة» إن عودة العلاقات بين البلدين أمر جيد ويصب في مصلحة الطرفين، ويبرهن على صحة موقف مصر وسلامة إجراءاتها وتحقيقاتها في قضية الباحث جوليو ريجيني، وجاء قرار الحكومة الإيطالية بعد مهاتفة النائب العام المصري المستشار نبيل صادق نظيره الإيطالي وإطلاعه على نتائج التحقيقات.وأضاف: «غياب الممثل الدبلوماسي لروما عن القاهرة في ظل هذه الظروف كان خطأ، خاصة أن مصر تمسك بالعديد من الملفات الإقليمية ذات البعد الاستراتيجي بالنسبة لإيطاليا ومنها الملف الليبي وقضية الهجرة غير الشرعية، والتي تتم الآن فيها وساطة فرنسية برعاية مصرية، وغياب إيطاليا عن هذا الملف ليس في مصلحتها، وقد تفهمت إيطاليا هذا مؤخرًا، واستقر في يقينها أن القاهرة هي محور القرار العربي وأنه لا يجوز مجافاتها سياسيا حتى وإن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر أو التعاطي مع الملفات الإقليمية».واختتم بالقول: «العلاقات المصرية الإيطالية ممتدة وراسخة وبينهما تعاون اقتصادي قوي ويكفي أن نذكر أن شركة «ايني» الإيطالية العاملة في مجال النفط رفعت استثماراتها في مصر خلال العام المقبل 2018 إلى نحو 3.5 بليون دولار، فضلا عن السياحة المتبادلة بين البلدين». من جانبه قال العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د. حسن نافعة: «إن إيطاليا فقد الكثي من دورها الجيوسياسي في المنطقة خلال العام الفائت ولم يكن لها أي دور في المصالحة اليبيبة- الليبية لأن أي تدخل في هذا الملف يمر عبر بوابة القاهرة». وأضاف: «أن هناك تقديراً لدور مصر في حلحلة الأزمة الليبية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وبالتالي أحد أهم العوامل التي دفعت الجانب الإيطالي إلى عودة المياه لمجاريها هو الملف الليبي المهم للغاية بالنسبة لهم في روما».وأردف: «لا يمكن إغفال حقيقة أن إيطاليا هي ثاني أكبر شريك تجاري لمصر بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فخلال الربع الأول من العام الجاري ارتفع التبادل التجاري بين البلدين إلى 1.3 بليون يورو مقارنة بـ بليون يورو في نفس الفترة من العام الفائت».وشدد نافعة على أنه ومنذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر هناك تقارب كبير في التوجهات بين القاهرة وروما في القضايا المتصلة بأمن البحر المتوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز التشاور على المستويين السياسي والأمني حيال مجمل الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، وخاصة بملفي سوريا وليبيا، فضلاً عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا، وانعكاساتها على أمن البحر المتوسط.الخبير السياسي شريف قاسم من جانبه شدد على أهمية استغلال هذا القرار لصالح مصر والترويج له في إيطاليا وباقي الدول الأوروبية من أجل عودة السياحة الأوروبية إلى مصر بعد انقطاع لفترة ليست بالقصيرة رغم أهميتها بالنسبة للمصريين، فالسياحة الأوروبية والتي تتفرع منها إيطاليا ستعود على السوق المصري بفوائد أكبر، وذلك لأن السوق الأوروبي سوق محوري.مختتما بالقول: «السياحة في مصر أصبحت أفضل ومن المتوقع أن تقترب مؤشرات العام 2018 مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير».

شارك الخبر على