رغم انخفاض شعبيتها.. هل ترغب أمريكا بفوز «كلينتون»؟

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

شهران يفصلان نتيجة الانتخابات الأمريكية، إذ يعد هذا السباق الرئاسي بشكل أساسي استفتاء بشأن وضع البلاد، لكن المرشحين، ومستطلعي الآراء، وحتى الناخبين أنفسهم يبدون مرتبكين بشأن الوضع الذي نتواجد فيه، لكن يبقى أمر واحد أكيد، وهو أننا سنشهد على شهرين مثيرين للاهتمام حتى نوفمبر.وتشتد المنافسة بين المرشحون المتواجدون على الساحة، حيث تراجعت شعبية المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون هذا الأسبوع إلى مستويات شبيهة بمستويات المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

انخفاض تصنيف "كلينتون" الإيجابي

قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية الناطقة بالعربية: إن "معدل استطلاعات الرأي من ريل كلير بوليتيكس، لم تظهر تغيرًا كبيرًا عن الأسبوع الماضي، ولا تزال كلينتون متقدمة بفارق على ترامب بنسبة 46.1% مقابل 42%، لكن أحد الأمور التي تبدلت بشكل جذري على مر الأسابيع الثلاثة الماضية، هي تصنيفات كلينتون السلبية، التي تبلغ الآن 59% بحسب استطلاع رأي أجرته مؤخرًا قناة "إيه بي سي" وصحيفة واشنطن بوست – أي ما يعادل نسبة ترامب البالغة 60%.

وأظهر أيضًا استطلاع الرأي أن تصنيف كلينتون الإيجابي انخفض إلى 39%، وارتفع تصنيف ترامب الإيجابي قليلاً، لكنه لا يزال منخفضًا للغاية مع 37%، ومع مواصلة الكشف عن مزيد من الرسائل الإلكترونية، تتراجع مكانة كلينتون لدى الرأي العام أكثر فأكثر.

رسائل "كلينتون" الإلكترونية

يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي الآن: إنه "وجد 30 بريدًا إلكترونيًا يُحتَمَل ارتباطها بهجوم 11 سبتمبر 2012 على بعثة الولايات المتحدة في بنغازي، كجزء من آلاف الرسائل الإلكترونية المحذوفة التي جرت استعادتها من خادم كلينتون، وبغض النظر عما تحتويه فعلاً تلك الرسائل، أفادت كلينتون وفريقها مرارًا بأن جميع الرسائل المتعلقة بالعمل جرى تسليمها للحكومة، وأن أي رسائل محذوفة جرى التخلص منها فقط لأنها شخصية، وجرى تحديد 13 سبتمبر كمهلة نهائية لتبدأ وزارة الخارجية بتسليم بعض هذه الرسائل التي كُشِف عنها حديثًا.

فيما تبيّن أيضًا أن كلينتون ربما أرسلت عبر البريد الإلكتروني معلومات سرية بعد مغادرتها وزارة الخارجية، بحسب ما ظهر من خلال الرسائل الإلكترونية التي حصلت عليها اللجنة الوطنية الجمهورية، والتي تعالج مسألة "اتفاقية 123" بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة حول إنتاج الطاقة النووية.

ويزعم معسكر كلينتون أن رسائل بنغازي هي نسخ مكررة حتى فيما يتحضر لمزيد من الفضائح من ويكيليكس؛ وقد قال مؤسس المنظمة جوليان أسانج: إن "الصحافة الأمريكية تدعم "شيطانًا" في هيلاري كلينتون".

"ترامب" رئاسيًا بشكل إيجابي

وفي غضون ذلك، لم يقرر ترامب بعد أي نوع من الحملات يريد أن يدير، فمؤتمره الصحفي إلى جانب الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، يوم الأربعاء، جعله يبدو رئاسيًا بشكل إيجابي، لكن بحلول اليوم التالي، عاد المرشح المتهور إلى شخصيته القديمة، واعدًا بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وإجبار المكسيك على الدفع مقابل جدار حدودي.

ما الذي يجعل "كلينتون" مطمئنة

وعلى الرغم من تواصل التغطية الصحفية السيئة التي تحصل عليها كلينتون بسبب مصيبتها الإلكترونية، ربما أمر واحد فقط قد يجعلها تشعر بالطمأنينة والراحة هذا الأسبوع: فتقريبًا جميع مرشحي المؤسسة فازوا في انتخاباتهم التمهيدية، ما يُكذب فكرة أن الناخبين مستعدون "لتخييب آمال حزبهم" بغض النظر عمن يأتي لاحقًا.

فقد فاز السيناتور جون ماكين، جمهوري عن ولاية أريزونا، بنسبة 55% من الأصوات مقابل 35% حصلت عليها سيناتور الولاية السابقة المحافظة كيلي وارد، وكذلك السيناتور ماركو روبيو، جمهوري عن ولاية فلوريدا، هزم بسهولة رجل الأعمال ومؤيد ترامب كارلوس بيروف، مع أنه وعد بشكل متكرر بعدم الترشح مجددًا بعد خسارته الانتخابات التمهيدية الرئاسية لصالح ترامب، وفي نوفمبر، سيواجه روبيو النائب الديمقراطي باتريك مورفي الذي فاز بنسبة 59% من الأصوات على عضو الكونجرس السابق آلان جرايسون، وهو ليبرالي مشاغب.

وفي سياق متصل، فازت النائبة عن ولاية فلوريدا ديبي واسرمان شولتز، في الانتخابات التمهيدية مع 57% من الأصوات على الرغم من اضطرارها للتخلي عن منصبها كرئيسة للجنة الوطنية الديمقراطية وسط مزاعم بأنها زورت الانتخابات التمهيدية بشكل فاضح ضد اليساري بيرني ساندرز، أما خصمها، تيم كانوفا المدعوم من ساندرز، فنال 43% من الأصوات.

لذا لا نجد إلا استثناءً واحدًا: فبعد 24 عامًا في الكونجرس، خسرت النائبة كورين براون، ديمقراطية عن ولاية فلوريدا، في الانتخابات التمهيدية أمام آل لاوسن، وهو سيناتور سابق للولاية من تالاهاسي، وكانت النتيجة النهائية 39% مقابل 48%، إذ وجهت إلى براون في شهر يوليو تهم بالاحتيال الفيدرالي، وهو ما كلفها على أغلب الظن الانتخابات.

وأيضًا من ضمن الأخبار الطيبة لكلينتون هناك استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا منظمة جالوب، وجد أنه في العام 2016، 55.4% من الأمريكيين قالوا: إن "وضعهم يتحسن، مقارنة بـ48.9% قالوا الأمر عينه في العام 2008، إذا قد يركز الديمقراطيون على هذه النقطة باعتبارها مؤشرًا على أن الأمور تسير بشكل رائع في عهد باراك أوباما.

 

شارك الخبر على