عمر الشامي.. بطل من ذهب

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عندما يكون سلاح الإنسان يتمثل في الإرادة والعزيمة، يلين الحديد وتُفتح الأبواب ويتحقق التميز، وتصبح العقبات مجرد حافز للعطاء، هذا حال الشاب عمر شريف الشامي من أصحاب الهمم ولاعب في الأولمبياد الخاص الإماراتي منذ 2017، وسباح ضمن منتخب الإمارات، والحاصل على العديد من الميداليات الذهبية، حيث فاز بميداليتين ذهبيتين في ألعاب مالطا 2022 للأولمبياد الخاص في سباق 50 متر سباحة حرة و50 متر سباحة صدر، مثّل الأولمبياد الخاص الإماراتي في مختلف الفعاليات، كما وصل لعدد من الأدوار القيادية داخل مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي كرئيس لمجلس الشباب الموحد، ويعتبر عمر، أحد أنجح اللاعبين وأكثرهم إنجازاً بحصد العديد من الميداليات الذهبية والفضية، وهو المتحدث الرسمي للأولمبياد الخاص الإماراتي، وهو يواصل تعليمه في كليات التقنية العليا في أبوظبي، ليكمل مسيرته في التميز والريادة بمختلف المجالات الاجتماعية والإنسانية. 
حاصد الذهبالشامي من أصحاب الهمم فئة متلازمة داون، يبلغ من العمر 21 عاماً، يتمتع بشخصية قوية وعزيمة فولاذية، إلى جانب ما حققه في الرياضة من إنجازات، بدعم ومساعدة والديه، فإنه لا يتوقف عن التعلّم، حيث أصبح متحدثاً باسم أصحاب الهمم، ورئيساً لمجلس الشباب الموحد في دورته السابقة 2020 – 2022، وكان قد تخصص في السباحة، ومارسها في عمر 5 أعوام، كما تم اختياره كسفير للصحة، ولاعباً قائداً، أيضاً حصل على جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في برنامج التميز والذكاء المجتمعي عام 2019، كما فاز بـ37 ميدالية ذهبية و7 فضيات و7 برونزيات، في مسابقة سباحة الفراشة في أبوظبي 2018، وفي سباحة الصدر في الألعاب العالمية أبوظبي 2019، وميداليتين ذهبيتين في ألعاب مالطا 2022 للأولمبياد الخاص، وقد التحق بورش في الحاسب الآلي والزراعة، ويهوى القراءة والتمثيل، ومسابقات «الفورمولا-1».
سفير للصحةقال الشامي إنه استمتع كثيراً في تدريبات برنامج سفراء الصحة، وهو البرنامج الذي انطلق عام 2020، والقائم على فكرة تدريب مجموعة من لاعبي الأولمبياد الخاص الإماراتي المميزين ليصبحوا دعاة لنمط الحياة الصحي، حيث يخضع اللاعبون الذين تم ترشيحهم لتدريب مكثف ليتطوروا من خلاله ويصبحون قادة ملهمين، في كل ما يخص نمط الحياة الصحي، ونماذج يُحتذى بها سواء في إطار الأولمبياد الخاص أو في المجتمع، كما اختار أن يتعلم فن الخطابة والإلقاء، فهو يحب التحدث بطلاقة والتحاور مع الآخرين، وهي الأمور التي تعلي تقديره لذاته وتزيد ثقته في نفسه، وأضاف «كوني سفيراً للصحة ومناصراً لأصحاب الهمم، سأعمل على نشر التوعية من حيث الحفاظ على الصحة بشكل دائم،حيث إن العقل السليم في الجسم السليم، إضافة إلى ذلك، أعمل على إبراز أهمية الدمج في المجتمع في جميع المجالات، أكاديمياً وعملياً واجتماعياً ورياضياً».
الأولمبياد الخاصالأولمبياد الخاص الإماراتي مؤسسة ذات نفع عام ومعترف بها من الأولمبياد الخاص العالمي، تم إشهارها في أكتوبر 2017، وتم تأسيسيها كبرنامج يطبق قواعد الأولمبياد الخاص الدولي ويمارس دوره في تنمية القدرات الرياضية لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية على مدار العام، بدأت قصة الأولمبياد الخاص عالمياً مع حلم إنساني راود السيدة يونيس كينيدي شرايفر، شقيقة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي عام 1968، والذي بدأته بشقيقتها الصغرى نانسي التي ولدت بإعاقة ذهنية جعلت شقيقتها الكبرى والتي كانت بمثابة الأم لها تفكر في أن تجعل هذه الصغيرة تمارس أي نشاط إنساني، حتى اكتشفت عالم الرياضة، تلك البوابة السحرية التي خرجت منها الصغيرة نانسي، لتصبح عضواً نافعاً وتحقق القسم الذي أطلقته يونيس «دعني أفوز.. فإن لم أستطع... دعني أكون شجاعاً في المحاولة..»، حتى تحول الحلم إلى حقيقة، وبدلاً من نانسي اللاعبة الواحدة يشارك في برنامج الأولمبياد الخاص الدولي 2.25 مليون لاعب ولاعبة يمثلون أكثر من 200 برنامج، يمثلون 150 دولة من مختلف دول العالم، ويسعى البرنامج لإحداث تغيير مستدام في حياة أصحاب الهمم من خلال تطوير قدراتهم على الخطابة والتحدث للجمهور، مع استخدام منصات التواصل الاجتماعي وزيادة تمثيلهم فيها، ومن ثم تغيير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة الذهنية والنمائية الخاصة بإمكاناتهم وقدراتهم.

شارك الخبر على