احتفاء بزيارة رئيس الدولة.. أعلام الإمارات تزين باريس
حوالي ٣ سنوات فى الإتحاد
تزينت العاصمة الفرنسية باريس بأعلام دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية احتفاء بالزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لفرنسا الاثنين، تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يبحث سموه، خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي، علاقات الصداقة وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا. ويناقش الجانبان مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات متميزة مع فرنسا في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والطاقة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. فعلى الصعيد الاقتصادي، سجلت الصادرات الفرنسية إلى دولة الإمارات 3.1 مليار يورو في عام 2020 فيما بلغت الواردات الفرنسية من الإمارات 750 مليون يورو في العام نفسه. وتعد الإمارات ثالث أكبر دولة على صعيد التبادل التجاري مع فرنسا بقيمة 2.4 مليار يورو بعد المملكة المتحدة وسنغافورة. وتستضيف الإمارات معظم الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط وعددها "600 شركة توظف 30 ألف شخص" يزداد عددها سنويا بواقع 10 في المائة. تعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة. وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020 في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الـ35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا. وتستضيف أكبر جالية فرنسية في منطقة الخليج تقدر بـ25000 مواطن فرنسي. في مجال الطاقة، اتفقت فرنسا والإمارات مؤخرا على تنظيم أيام الطاقة الإماراتية - الفرنسية يومي 7 و8 نوفمبر 2022 وأكدتا التزامهما بإسهامات الطاقة النووية كوسيلة لإزالة الكربون من خلال التعاون في مجالات التدريب والبحث والتطوير بين البلدين. كما وقعت اللجنة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة الذرية /CEA/ والهيئة الاتحادية للرقابة النووية في دولة الإمارات /FANR/ اتفاقية ICERR في سبتمبر 2018 بهدف تطوير الكفاءات في الدول الساعية إلى توظيف الطاقة النووية في هذا المجال. تعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة الأولى في المنطقة التي تستخدم تقنية لالتقاط الكربون على نطاق صناعي وأول دولة عربية تستخدم الطاقة النووية من دون انبعاثات. ويظهر التعاون الاستراتيجي بين "مصدر" و"إنجي" لدعم اقتصاد الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات ممثلا في مشروع بقيمة 5 مليارات درهم (حوالي 1.36 مليار يورو) الجهود المبذولة من البلدين في هذا الشأن. وكشفت شركة "الاتحاد للطيران" في 31 مارس 2022 عن طائرتها الجديدة من طراز إيرباص A350-1000 في رحلة تجارية افتتاحية خاصة من أبوظبي إلى باريس. وتعبر الطائرة، التي تحمل اسم /Sustainability50/، عن الالتزام بانبعاثات الكربون الصافية الصفرية بحلول عام 2050. وستنضم إلى حملة "طيران الاتحاد" للاستدامة الرائدة في الصناعة كجزء من برنامج يهدف إلى إزالة الكربون من الطيران. ويشهد قطاع التكنولوجيا تعاونا بين الجانبين حيث تتطلع الشركات الناشئة والموجودة في "Hub71" وبعض الشركات الفرنسية الناشئة إلى الانتقال لدولة الإمارات العربية المتحدة مستفيدة من شراكة جديدة بين بنك الاستثمار الفرنسي وBpifrance وHub71. ويوجد في الدولة حاليا حوالي عشرين حاضنة تقع في المناطق الحرة التي تمثل مجموعة شركات. وفي عام 2017، أطلق مركز دبي المالي العالمي /DIFC/ حاضنة HIVEN المخصصة للتكنولوجيا المالية. ويزدهر مجتمع الشركات الفرنسية الناشئة في الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من ثلاثين كيانا محددا متحدا حول "French Tech Hub Dubai UAE" والذي تم تسميته في أكتوبر 2016. كما تشارك العديد من الشركات الفرنسية، التي تم تأسيسها في الإمارات العربية المتحدة، في التحول الرقمي وترتبط بمبادرات "French Tech Hub Dubai UAE"، لا سيما في مجال التقنياتالنظيفة /EDF، Engie/. وفي مجال التعليم، تشكل المدارس الثانوية الفرنسية السبع المعتمدة في الإمارات العربية المتحدة سادس أكبر شبكة مدارس فرنسية في العالم من حيث الالتحاق، وتضم أكثر من 10000 طالب. وستنضم EM Normandie وESCP إلى جامعة السوربون أبوظبي وإنسياد، وباريس 2، وإيكول 42 أبوظبي كمؤسسات فرنسية لها فروع في الإمارات العربية المتحدة. وانضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية كعضو مراقب ما عزز التعاون بين البلدين في الثقافة والتعليم والتنمية الاقتصادية. وتعتبر الدولة موطنا لأكبر جالية فرنسية وفرانكفونية في منطقة الخليج. وتم تنفيذ برنامج المرحلة التجريبية لإدخال اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية في الإمارات العربية المتحدة في عام 2018. والآن، يتعلم أكثر من 60 ألف تلميذ اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية والخاصة في الإمارات العربية المتحدة. وأكدت فرنسا والإمارات مؤخرا على الأولوية المشتركة لتطوير اللغة العربية من خلال اتفاقية ثنائية مع معهد العالم العربي تروج "للشهادة الدولية للكفاءة في اللغة العربية" عبر مركز أبوظبي للغة العربية لتقييم الكفاءة في اللغة العربية الفصحى الحديثة في الإمارات العربية المتحدة. ويشهد المجال الثقافي تعاونا بين الإمارات وفرنسا حيث تستضيف الإمارات متحف اللوفر أبوظبي وهو متحف عالمي يربط بين الشرق والغرب وهو فريد من نوعه في العالم العربي وسرعان ما اكتسب سمعة كبيرة كملتقى للتبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية والحوار بين الثقافات. واستضاف متحف اللوفر أبوظبي في أكتوبر 2021 بالتعاون مع متحف "جيميه" معرض "التنين والعنقاء" والذي سلط الضوء على الحوار الثقافي بين الصين والعالم الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر. وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة تمويلا لترميم مسرح نابليون الثالث في "شاتو دي فونتينبلو" أحد أكبر القلاع في فرنسا. وتمت إعادة تسميته ليحمل اسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وفي إطار التبادل الثقافي، أخرج المخرج الفرنسي بيير موريل الفيلم الإماراتي "الكمين" أكبر إنتاج عربي على الإطلاق. وفي 3 ديسمبر 2021، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إكسبو 2020 دبي وأشاد بالتنظيم الناجح للحدث العالمي الضخم على الرغم من التحديات التي مر بها العالم بسبب كوفيد -19. واحتلت فرنسا موقعا مركزيا في معرض إكسبو 2020 دبي وينظر إلى الثقافة واللغة الفرنسيتين على أنهما نموذج للتعاون في رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.