أنور قرقاش علاقاتنا مع فرنسا شراكة استراتيجية ورؤى متقاربة

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

على العمودي( أبوظبي)
 
أكد معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فرنسا في أول زيارة خارجية لسموه منذ توليه رئاسة الدولة تعبر عن المستوى الرفيع والمتقدم من علاقات الشراكة الاستراتيجية والتاريخية التي تربط البلدين الصديقين في مختلف المجالات والميادين ورؤاهما المتقاربة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.وقال معاليه في إحاطة إعلامية عن بعد بمناسبة الزيارة ان زيارة الدولة التي يقوم بها سموه لفرنسا تختلف عن الزيارات التقليدية المتعارف عليها كالزيارات الرسمية او زيارة العمل، وتتميز بمراسم مختلفة تعبر عن الاعتزاز بالضيف والتقدير الكبير له، وهي تعبر عن المستوى الذي بلغته العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع الإمارات وفرنسا والآفاق المستقبلية لها، خاصة وأنها اليوم تشمل قطاعات عديدة ومتنوعة تركز على التعاون في مجالات جديدة وحيوية مثل الطاقة المتجددة والنظيفة والتكنولوجيا والتعاون العلمي والثقافي بعد أن كانت بدايات هذه العلاقات منتصف السبعينيات تركز على الشق الأمني والعسكري ليصبح هذا الجانب ضمن مجالات عدة للتعاون المتواصل والمتطور للعلاقات الثنائية.وقال معاليه شهدنا مؤخرا اختتام واحدة من اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي كان حافلا بملفات وتفاصيل كثيرة بما ينم عن التنوع في مجالات التعاون والتي تعززت مؤخرا في مجال الطاقة المستدامة والعمل المناخي استنادا لتجربة اماراتية على مدى 15 عاما ماضية وهناك أيضاً الاستثمار في الطاقة الشمسية، خاصة وان الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر«كوب28» العام المقبل بعد دورته في الشقيقة مصر. مضيف بأن لفرنسا دورا مهما في هذا الجانب باعتباره البلد الذي شهد مولد اتفاقية باريس للمناخ.وقال معالي الدكتور انور قرقاش في مجال الطاقة المتجددة والعمل المناخي هناك الكثير من الفرص للتعاون سواء من خلال الصناديق السيادية أو من خلال شركتي «ادنوك» و«توتال» ويعد ذلك من الرهانات المهمة للمستقبل«. خاصة وان الإمارات تعتز بتجربتها كأول دولة في المنطقة تقرر تصفير الكربون بحلول العام 2025. وفيما يتعلق بالتعاون التكنولوجي قال معاليه شهدت العلاقات في هذا الجانب نموا وتوسعا وبالأخص في مجال شركات التكنولوجيا الناشئة، والتكنولوجيا من الجوانب التي أشار لها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله في كلمته مؤخرا لشعب الإمارات والمقيمين على ارضها.روابط ثقافيةتطرق معالي الدكتور انور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة خلال الإحاطة للروابط الثقافية المتطورة بين الإمارات وفرنسا مشيرا إلى وجود60 الف طالب في الإمارات يدرسون اللغة الفرنسية إلى جانب 7 مدارس بمنهاج فرنسي تضم نحو عشرة آلاف طالب، منوها بوجود كلية انسياد للاعمال ناهيك عن وجود جامعة السوربون أبوظبي ومتحف اللوفر الذي استطاع ان تكون له بصمته الخاصة في المشهد الثافي في الإمارات بصورة دفعت بالذين كانوا مترددين من فكرته في الجانب الفرنسي للتراجع عن ترددهم. وقال معاليه أن هناك قرابة35 الف فرنسي يعيشون في الإمارات مضيفا بأن مدينة دبي تعد اليوم أكبر مدينة فرانكفونية عربية في المنطقة على الرغم من عدم وجود صلات تقليدية لها بالرابطة الفرانكفونية.وأكد معالي الدكتور انور قرقاش أن الانفتاح على الثقافة هو انفتاح على قيم التسامح الذي كان خيار للامارات وهي تحتضن على ارضها رعايا أكثر من 200 جنسية، وهي امتداد لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وحرصه على تطوير وتعزيز هذا الجانب لبناء جيل متعلم يتعامل مع المستقبل ومنفتح على التكنولوجيا وادواته من تكنولوجيا متقدمة. وتجربة الإمارات في نشر وتعزيز قيم التسامح وتحقيق الانصهار لمكونات المجتمع اتاحت تجاوز اشكاليات مختلفة.التبادل التجاريتطرق معالي الدكتور انور قرقاش في إحاطته لحجم التبادل التجاري بين الإمارات وفرنسا كان في الماضي اقل من 7مليارات يورو، وارتفع بالاتفاقيات لنحو 15مليار يورو ومنها 1.4 مليار خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي للامارات، مشيرا إلى وجود 600 فرنسية تعمل في الدولة. ورغم ذلك يقول معاليه إن مستوى التبادل لم يصل إلى مستوى التوقعات المأمولة.في المجال السياسيقال معالي الدكنور انور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة خلال الاحاطة ان دولة الإمارات تحيي الموقف الفرنسي لدى تعرض الإمارات لهجمات ارهابية اذ إلى جانب ادانتها لتلك الهجمات الإرهابية بادرت بتفعيل اتقاقيات الدفاع الموقعه وهو موقف يستجق كل الشكر.وقال معاليه هناك تعاون وتنسيق وحرص على التشاور بين البلدين الصديقين في العديد من القضايا والتوجهات المستقبلية، مضيفا بأن الجانب الفرنسي حرص على الاطلاع على رأينا في قضايا كاليمن وليبيا ولفرنسا مبادرتها الإيجابية في مؤتمر دول الجوار العراقي كان باكورة للتواصل وللبناء عليه، وهناك تعاون كبير في مجلس الأمن الدولي وفي العديد من المحافل والقضايا.وأضاف معاليه هناك رؤى مشتركة لقضايا السلام في المنطقة وهناك تقدير فرنسي لرؤية الإمارات لتخفيف التصعيد في المنطقة وحول التفاق النووي وحالة الجمود المتعلقة به منذ 10 اعوام، وهناك قناعة كبرى لأن تكون العشر سنوات المقبلة نحو المزيد من التعاون وتخفيف التصعيد لحل هذه المسائل. وقال معاليه نحن بحاجة لنفس للتعامل مع قضايا المنطقة والمكون الشبابي فيها، وهناك تناغم كبير مع الفرنسيين، ونشيد بالدور المستقل للرئيس ماكرون نحو العديد من الملفات سواء نحو ايران او لبنان او العراق او اوكرانيا وليبيا. وهناك إدراك بأهمية حل الخلافات في المنطقة بإيجاد مخارج سلمية ودبلوماسية وتعزيز التعاون الإقليمي.وحول إذا ما كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى فرنسا ستشهد توقيع اتفايات جديدة، قال معاليه إن الإمارات وفرنسا وقعتا اتفاقيات كبيرة خلال زيارة الرئيس الفرنسي للإمارات في ديسمبر الماضي ومنها اتفاقية شراء الإمارات 80 طائرة من طراز رافال، مضيفا بأنه ستكون هناك اتفاقات محدودة وحيث سيبحث الجانبان مجالات التعاون للعلاقات المتحركة والمتطورة.وفيما يتعلق بموقف الإمارات من الحرب في أوكرانيا أكد معاليه وضوح موقف الدولة الداعي لاحترام القوانين الدولية ورفض التدخل الروسي والعمل على حل المسألة سلميا خاصة وأن هذه الحرب لها تداعياتها على الطاقة والغذاء، وقال معاليه «للأسف المؤشرات لا تبشر بخير».عودة سورياحول ما يتردد عن عودة سوريا للجامعة العربية خلال القمة العربية المقبلة في الجزائر قال معالي الدكتور انور قرقاش الإمارات ليست مع اي طرف في سوريا واليوم وبعد 10 سنوات من الحرب لا بد من مخرج ولا بد من تعزيز الدور العربي والاصطفاف مع سوريا، وللأسف لا يوجد إجماع حتى الآن حول الأمر، ولا بد أن ننتظر، وهناك خطوات مطلوبة لعودة المواطنين السوريين وضمان أمنهم وتحقيق تقدم على المسار الدستوري المتلكئ، فلا يمكن مواصلة إدارة الحرب ونبدد فرص السلام.وفيما يتعلق بإيران قال معاليه إيران دولة جارة ولكن لدينا قلق دائم من السياسات الإقليمية الإيرانية التي تضر حتى بايران نفسها، والسبيل ليس بالمواجهة وإنما بتبني السلام والدبلوماسية.

شارك الخبر على