الباحث عبدالكريم إسماعيل لـ “البلاد” مستثمرون بحرينيون أصدروا أول صحيفة خليجية ناطقة بالإنجليزية
حوالي ٣ سنوات فى البلاد
حمد ابن المستشار بلغريف من بين المستثمرين بالصحيفة
إدارة الصحيفة ابتعثت عبدالكريم للتدريب في بريطانيا
توزيع 15 ألف نسخة أسبوعيا من الصحيفة ولديها فروع بالخليج وعواصم القرار
نفاد 15 ألف نسخة من عدد خاص عن اغتيال أنديرا غاندي وأرباحه 15 ألف دينار
الصحيفة احتكرت السوق الإعلانية لفترة وألف دينار كلفة الإعلان بمساحة صفحة
عبدالكريم أسس شركة للتسويق والإعلان بعد إغلاق الصحيفة في 1987
تعتبر البحرين رائدة خليجياً في نشاطها الصحافي منذ عقود طويلة، ولا يقتصر ذلك على إصدار الصحف العربية وإنما يشمل الصحف الإنجليزية، حيث يسجل التاريخ أن أول صحيفة إنجليزية صدرت في الخليج العربي كانت من البحرين.
وصدر العدد الأول من جريدة “جلف ويكلي ميرور” في يوم الأحد الموافق 3 يناير عام 1971، وهي أول صحيفة خليجية ناطقة باللغة الإنجليزية في البحرين، وأصدرتها شركة الخليج للنشر وهي شركة مساهمة بحرينية تأسست من قبل نخبة من كبار رجال الأعمال وهم: فاروق المؤيد، فوزي كانو، علي حسين يتيم، جلال محمد جلال، فيصل أحمد الزياني، المرحوم محمود المردي، المرحوم علي سيار، المرحوم عبدالرحمن حسن تقي، المرحوم إبراهيم الشيخ مصطفى، المرحوم عبدالرحمن الوزان وحمد جيمس بلغريف.
15 ألف نسخة
ومن بين العاملين بصحيفة “مرآة الخليج” الأسبوعية الناطقة باللغة الإنجليزية، الباحث عبدالكريم إسماعيل والذي شهد انطلاقة الصحيفة.
وقال لصحيفة “البلاد”: التحقت صحافياً متدرباً، حيث كان المقر الرئيس للصحيفة في المنامة، ولديها فروع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلى جانب مكاتب تمثيل ومراسلين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والفلبين وألمانيا وهونج كونج وسنغافورة والهند.
وأضاف: هذه الصحيفة الإنجليزية الوحيدة التي كان يعتمد عليها الناس لمواكبة الأحداث في منطقة الخليج، حيث كانت تحتوي على معلومات كثيرة منها السياسية والاجتماعية والتجارية وبرامج الإذاعات وبعد ذلك برامج التلفزيون أيضاً.
وواصل: “كانت الصحيفة توزع 15 ألف نسخة في جميع أنحاء الخليج بدون ذكر الاشتراكات، والصحيفة الإنجليزية الوحيدة المتوافرة على متن رحلات طيران الخليج في تلك الأيام. وكل عدد يتألف من ما بين 36 - 52 صفحة وأكثر أحياناً في بعض المناسبات إلى جانب سلسلة ملاحق شهرية ضمن الجريدة عن التسويق والسفر والفنادق والسيارات والملاحق المنفصلة في مناسبات خاصة”.
وأشار إلى أن فريق التحرير بالصحيفة كان يصدر مجلة شهرية اسمها (تايم أوت إن ذا جلف)، وتعتبر الصحيفة من أغنى وأكبر الصحف الأسبوعية في المنطقة، واحتكرت السوق الإعلاني، وبلغت كلفة الصفحة الإعلانية الكاملة ألف دينار”.
ولفت إلى أن إدارة الصحيفة حرصت على إصدار أعداد خاصة ترتبط بمناسبات البلدان التي تصل إليها من خلال تصاميم مميزة لأغلفتها وارتباطها بالدولة التي تصل إليها الصحيفة، وأن يكون محتواها مرتبطاً بأحوال البلد الذي توزع فيه.
وتابع: كان علينا أن نبقى مرتبطين بالأحداث عن طريق اللاسلكي أو عبر الهاتف من خلال مكاتب التمثيل أو المراسلين على المستوى الأوسع لتقديم الأخبار المحلية إلى القراء.
الترقيات
وبين أنه استطاع أن يحظى بثقة إدارة الصحيفة وجرت ترقيته بمراكز تنفيذية في هرم الصحيفة بدءاً من مدير التوزيع إلى مدير الإعلانات والمدير التجاري والإداري وأخيراً محرر بالوكالة لجريدة “جلف ويكلي ميرور”.
وبيّن أن توليه المسؤوليات التنفيذية بالصحيفة يعود لطلاقة حديثه باللغة الإنجليزية والتي طوّرها من خلال مشاركته مع رائد الإذاعة أحمد سليمان، والذي أتاح له تقديم فقرات تجارية في تلفزيون البحرين الذي كانت تديره شركة أميركية مقرها في كاليفورنيا كانت تسمى “آر.تي.في” وهي التي جلبت التلفزيون الملون إلى الخليج.
وأضاف “قررت أن أواظب على قراءة الصحف الإنجليزية لتحسين مهاراتي اللغوية وطموحي”.
وتذكّر أنه في بداية مسيرته المهنية كان يوفد إلى المستشفيات والمحاكم والمناسبات الرياضية والندوات الحكومية وغيرها لجمع ونقل الأحداث فيما كانت الحكايات الرئيسية يكتبها ويحررها المحررون الأجانب في الجريدة.
وقال “بعد أن وثقوا في إمكاناتي وقدراتي، قرروا ابتعاثي إلى المملكة المتحدة للمزيد من التدريب. وإنني لأشعر بامتنان كبير لمجلس إدارة هذه الصحيفة على الفرصة الذهبية التي أتاحوها لي، حيث كانوا في تلك الأيام يشجعون البحرينيين على التميز، وقد حظيت بشرف الدعم والمساندة طوال فترة عملي مع الجريدة ووقفتهم المشرفة وأخص بالذكر فاروق المؤيد.
الملحق المميز
وتذكّر عبدالكريم الحادثة المؤسفة التي وقعت في العام 1984 عندما اغتيلت رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي، حيث فكر في اصدار عدد خاص عن الحادثة، وبعد مفاوضات عسيرة مع رئيس التحرير، فقد وقع تعهدا بأنه سيتحمل المسئولية الكاملة في حالة تعرض الصحيفة لمشاكل، وحصل على موافقة السلطات لإصدار عدد خاص عن هذه الحادثة، وفي ذلك الوقت كان القرار بيد وزير الإعلام السابق المرحوم طارق المؤيد.
وأردف “جرى إصدار ملحق يتألف من 16 صفحة غطت حياة إنديرا غاندي وحادثة الاغتيال التي تعرضت لها. والملحق الخاص جاهز للتوزيع ومتكامل مع وجود الإعلانات فيه على الرغم من الطباعة اليدوية المعقدة نسبياً في ذلك الوقت. والمفاجأة أن نسخ الصحيفة تم بيعها مثل كعكة ساخنة في ذلك المساء في منطقة باب البحرين”.
وأضاف عبدالكريم “سعر الصحيفة 300 فلس لكنها بيعت بسعر 500 فلس وبلغت قيمة مبيعات الغلاف الخلفي 3 آلاف دينار بحريني، ومع بلوغ الساعة 8:30 مساء تمكنت الصحيفة من بيع 15 ألف نسخة وبلغ إجمالي المبيعات والإعلانات أكثر من 15 ألف دينار بحريني في غضون 6 ساعات فقط”.
توقف الصحيفة
ومثل كل الأشياء الجميلة التي تصل إلى نهايتها في وقت ما، توقفت “جلف ويكلي ميرور” عن الصدور في العام 1987.
وحينها قرر عبدالكريم تأسيس “أبراس” كشركة خاصة له متخصصة في مجال التسويق والعلاقات العامة والإعلان وإدارة وتنظيم المعارض.
وقال “أعشق الأصالة والأفكار الجديدة، وبدأت في تصميم وطباعة النشرات الإخبارية للمؤسسات الحكومية والخاصة، وهذه الفكرة تعتبر فكرة أجنبية في ذلك الحين في البحرين. وأدخلتُ اللوحات الإعلانية إلى البلاد في وقت لم تتوافر فيه الطباعة الرقمية، ولجأتُ إلى الاستعانة بفنانين وخطاطين من الهند لهذا العمل”.