عربي٢١ "ناتو" شرق أوسطي حلم لن يتحقق

ما يقرب من سنتين فى تيار

استبعد مستشرق إسرائيلي إمكانية التوصل إلى تشكيل "ناتو شرق أوسطي"، أو ما يسمى بـ"الناتو العربي"، لأن مثل هذا الجسم من الممكن أن "يستفز الإيرانيين".
وذكر الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يأتي "بشحنة قليلة من الاهتمام بمنطقتنا، وهو صديق حقيقي لإسرائيل، وملتزم بأمنها وبعلاقة قوية ما بين الطرفين".
وأضاف: "بيد أن أرجله في تل أبيب وعقله بعيد عن هنا، هو مشغول بحرب روسيا وأوكرانيا وفي المواجهة مع الصين وفي انتخابات منتصف الولاية للكونغرس، والتي من شأنها أن تسبب الألم للحزب الديمقراطي".
وأوضح أن "رجال الرئيس عملوا في الشهور الأخيرة بصورة شاقة لصد النقد الداخلي على مجرد الحملة وبالأساس على قرار بايدن الالتقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ الشخص الأشد كرها لدى حماة حقوق الإنسان في واشنطن، وهؤلاء طرحوا ثلاثة مطالب أساسية".
الأول؛ مطالبة السعوديين بتخفيف ارتفاع أسعار النفط الشديد عن طريق زيادة الإنتاج، والثاني؛ انضمام السعودية إلى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال، والثالث؛ تشكيل نوع من "الحلف الدفاعي للدول العربية وإسرائيل، بهدف تشكيل رد إقليمي على التهديد الإيراني، وبالتالي المساعدة في تقليل التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط".
ورأى الكاتب، أن "النضال من أجل تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، يحول زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية واللقاء المتوقع له مع زعماء 9 دول عربية في جدة إلى درة التاج للرحلة، في حين أن الزيارة لإسرائيل ورام الله، هي الأقل أهمية، فهي كنوع من المحطة الانتقالية، وفي تل أبيب سوف يكرر التزام واشنطن بأمن إسرائيل، وفي بيت لحم بالضفة الغربية، سيشرح لرئيس السلطة محمود عباس، أنه ليس بالإمكان أن نتوقع من حكومة انتقالية في إسرائيل أن تبدأ مفاوضات حول حل الدولتين، ويجب الاكتفاء بمضاعفة المساعدة الأمريكية للسلطة".
ولفت إلى أن إيران تتابع بشدة ما ستتمخض عنه قمة جدة، وكذلك في تل أبيب موضحا أن "إدراك أن الولايات المتحدة تحاول أن تستنسخ في المنطقة نوعا من "ناتو شرق أوسطي" والذي سيضع حاجزا أمام النوايا العدوانية لخامنئي، شبيها بما يحدث في أوروبا، أدى هذا الأسبوع وللمرة الأولى إلى إصدار تحذير إيراني شديد للدول المجتمعة في جدة بصيغة؛ "إذا تحققت خطوة كهذه، فهذا سيؤدي لهزة خطيرة للاستقرار في المنطقة".
وتساءل غرانوت: "هل يوجد لإيران سبب لكي تقلق؟"، مضيفا: "علمت أنه قبيل زيارة بايدن للمنطقة، أرسل الأمريكان للسعودية ولدول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى للاطلاع على مسودة اتفاق للتعاون الإقليمي، ليس فقط بتأسيس "مظلة جوية" وبتنسيق أجهزة رادار ومنظومات رقابة من أجل الدفاع أمام هجوم صاروخي، بل أيضا في مجالات أخرى؛ اقتصادية، وسياسية وغيرها".
ونوه أن "الموضوع سيناقش وربما حتى سيحسم في قمة جدة، ولكن حتى تلك الدول العربية التي أيدت في قمة شرم الشيخ التي عقدت في الشهر الماضي بمشاركة رئيس الأركان أفيف كوخافي، إقامة آلية تنسيق أمني مع إسرائيل، تفضل القيام بذلك بصورة سرية دون أن تقوم باستفزاز الإيرانيين".
وذكر أن "كلا من قطر وعمان لن يدخلوا تحت هذه المظلة، ولا حتى بالسر، وكلا من الدوحة ومسقط عملا كوسيط بين إيران والولايات المتحدة من أجل استئناف المحادثات النووية، ولا تريدان فقدان هذه المكانة، ففي قطر يستعدون لاستضافة جولة أخرى من المحادثات، بعد أن تنتهي زيارة بايدن، وفي قمة جدة سيقال لبايدن بأنه حتى لو كانت وجهة واشنطن نحو الاتفاق، فليس هنالك سبب لإغضاب الإيرانيين عن طريق إعلان علني بتشكيل حلف إقليمي".

شارك الخبر على