رحيل زعيم اليسار.. ناطح الرؤساء وآمن بالسيسي وكره الإخوان لهذا السبب

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

رغم كبر سنه، فإن المقربين حوله وصفوا رحيله بالمفاجئ، لأنه لم يعان من أمراض، وظل يدلي بدلوه في الأحداث المتلاحقة بالمشهد السياسي المصري، حتى وافته المنية اليوم الخميس. إنه الدكتور رفعت السعيد، الرئيس السابق لحزب التجمع، ورئيس المجلس الاستشاري للحزب، والذي ترك عالمنا عن عمر ناهز 85 عامًا. 

"السعيد" ولد في 11 أكتوبر 1932، ويعد أحد أبرز القادة السياسيين في مصر، ومن قيادات اليسار، فلقد ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، مؤسس الحزب، وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وكان نائبا سابقا في مجلس الشورى المصري.

هو من أبرز الأسماء في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينيات القرن الماضي، واعتقل مرات عديدة، إحداها سنة 1978، بعد كتابته لمقال موجه إلى جيهان السادات زوجة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بعنوان "يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن"، وعرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للرئيس السادات كانت الأكثر جذرية، على حد وصفه.

ويعتبر السعيد من أشد المعارضين لجماعة الإخوان، وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل "حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. لماذا؟" و"ضد التأسلم"، مبيَّنًا أن الجماعة كانت سببًا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما يعتبره قيامها بخلط الدين بالسياسية.

تعرض الراحل للانتقاد أثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، من بينهم عبد الغفار شكر، لما وصفوه من تحول مسار الحزب على يده من أكبر حزب معارض في مصر أيام الرئيس أنور السادات، إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس حسني مبارك، ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع عدد من المعترضين على الانشقاق وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بعيد ثورة 25 يناير.

واليوم رحل فجأة رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، والرئيس السابق للحزب عن عمر يناهز 85 عامًا، تاركًا تاريخًا سياسيًا طويلًا، يمتد لأثر من نصف قرن.

رفعت السعيد: عبد الناصر كذاب

كان السعيد من أشد المعارضين للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وانتقد سياساته وأفكاره بشدة رغم انتماء كل منهما إلى اليسار.

واتهم السعيد عبد الناصر بالديكتاتورية واعتقال الشباب والنساء، وغلق الساحة السياسية أمام الجميع.

رفعت السعيد : أدنت اغتيال السادات رغم اختلافي معه

رغم المعارضة الشديدة من جانب رفعت السعيد، لـ"السادات"، والتي وصلت إلى اعتباره الرئيس الأسوأ، بسبب سياسات الانفتاح الاقتصادي وتجويع الفقراء، حسب ما قاله السعيد، فإنه كان من المعترضين على اغتياله من جانب الجماعات الإسلامية، التي وصلت معارضة السعيد لها ولأفكارها لأضعاف ما كانت عليه معارضته للسادات.

رسائله لـ"مرسي والسيسي ومبارك"

انتقد الراحل حكم الجماعة، مؤكدًا أنهم أكبر خطر على الهوية الوطنية، وعارض بشدة سياسات مكتب الإرشاد و"مندوبهم" في القصر الرئاسي المعزول محمد مرسي، حسب وصفه.

وعلى النقيض من مواقفه السابقة مع الرؤساء، أيَّد السعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشدة، وكان من المرحبين بتوليه فترة رئاسية ثانية، من أجل استكمال مشروعاته وأفكاره.

واعتبر السعيد أن السيسي بطل قومي بسبب تصديه لـ"الإخوان"، عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وأكد في الكثير من تصريحاته أن السيسي جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة، بمثابة خط الدفاع الأخير للأمن المصري.

شارك الخبر على