إرث إكسبو ٢٠٢٠.. استدامة وإنسانية

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

الإمارات ماضية في الاستدامة، كاستراتيجية حضارية لتعزيز تقدم الأمم. فمن أبوظبي حيث مدينة الإنسانية، يوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في «مدينة إكسبو دبي»، تأكيداً على التزام الإمارات بالتنمية المستدامة واستمرارية إرث «إكسبو».
لقد اعتبر سموه «مدينة إكسبو» إرثاً للدولة وليس مدينة في إمارة، هذا الترقي له دلالة واضحة على رؤية رئيس الدولة وتقديره لهذا الصرح الذي احتضنته إمارة دبي. خلال 170 عاماً أقام العالم عشرات النسخ من «إكسبو»، كلها مجرد معارض أصبحت أثراً بعد عين ولا تكاد «تسمع لهم ركزاً» ولكن «إكسبو2020 دبي»، تحول إلى إرث حضاري لا تتخطاه عيون العالم بالانبهار.
لندرك حقيقة هذه الرؤية الثاقبة تجاه المستقبل باللامستحيل، يتعين علينا أن نمعن الفكر في تغريدة على «تويتر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال فيها: (الإخوة والأخوات.. بعد النجاح التاريخي لمعرض إكسبو دبي 2020.. الذي زاره أكثر من 24 مليون زائر.. والذي شكّل بصمة في تاريخ معارض إكسبو عبر 170 عاماً.. نعلن اليوم عن تحويل موقع المعرض إلى «مدينة إكسبو دبي».. مدينة تمثل أجمل طموحات دبي. مدينة إكسبو دبي ستكون مدينة صديقة للبيئة.. صديقة للعائلات.. صديقة للتقنية.. صديقة للاقتصاد.. المدينة المرتبطة بميناء ومطارين والمرتبطة بأجمل الذكريات لملايين البشر.. سيبقى سحر إكسبو مستمراً.. ستبقى قبة الوصل.. وستبقى شلالات إكسبو.. وسيبقى جناح الإمارات وجناح ألف وجناح تيرا. مدينة إكسبو دبي ستضم متحفاً جديداً.. ومركزاً عالمياً للمعارض.. ومقرات شركات اقتصادية ضخمة.. وأجنحة السعودية والمغرب ومصر وغيرها.. وستكون مدينة مليئة بالنشاط الاقتصادي.. ومليئة بالبهجة لأطفالنا وأسرنا بإذن الله.. ستكون مدينة تمثل حلم كل مدينة.).
لا يعرف مذاق هذا العمل إلا من تذوق رائحة الإسمنت التي كانت تفوح من بعيد أثناء أول زيارة لي إلى مكتب إكسبو 2020، في أوائل العام 2019، مصطحباً معي أحد الذين رغبوا في التقدم للتطوع في هذا الجمع الذي قارب 30 ألف متطوع آنذاك من مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة. وهذا وحده يعتبر مؤشراً إنسانياً على المشاركة الإيجابية لإنجاح هذا المشروع بلا مقابل مادي، فالمعنويات كانت أثقل وزناً وأجود فعلاً.
الذي مر بذلك الموقع لا يمكن أن يتصور وأن يتخيل بأن تلك الأكوام من الرمال والأحجار والمعادن، صُيِّرت اليوم مدينة الأحلام الواقعية. المكان في ذاك الوقت عبارة عن مجموعة صغيرة من غرف الإدارة المشرفة على العمل الدؤوب، فيها قسم لاستقبال المتطوعين المتدفقين كالأمواج العالية والطامحة للوصول إلى هذا الإنجاز في الوقت المحدد. أما عن نفسي، فكم سررت بوجود «كوفي شوب» صغير يلبي احتياجات الزوار الذين غالباً ما ينتظرون إجراء مقابلات التطوع عن طيب خاطر وقناعة راسخة بأن في هذا المكان تاريخاً مميزاً يُصنع على عين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
* كاتب إماراتي 

شارك الخبر على