المتحدث باسم «سيوة»  السياحة بالواحة تراجعت بعد ثورة يناير.. وهذا الخطر يهددها (حوار)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

حوار: صابر العربي - تصوير: سامح أبو الحسن

منازل الواحة "دورين".. وطلاء الوجهات بـ"الكرشيف".. والمخالف يحرم من المرافق

"سيوة" قطعة من الجنة تنعم بكل خير الأرض، فبها مميزات لا تتوفر لباقي ربوع المحروسة، فتحوي أكثر من 220 عين طبيعية، ترتوي منها أجود أنواع التمور والزيتون، ولم تقتصر على هذا فحسب، بل هي وجهة للسياحة بكافة أنواعها، بما تملكه من مقومات طبيعية، وتراث مميز، بات يتجه إلى الانقراض شيئًا فشيئ.

"التحرير" أجرت حوارًا مع محمد عمران الجيري، مدير العلاقات العامة والإعلام بمجلس مدينة سيوة، والمتحدث الإعلامي، للتعمق في الحديث عن الواحة الخلابة، وحال أهلها، وما تعانيه من أزمات.. وإلى نص الحوار:-

 

بداية.. حدثنا عن "سيوة" وتعداد سكانها.

"سيوة" واحدة من 5 واحات في مصر، وتتبع إداريًا محافظة مطروح، وتقع جنوب غرب مركز المحافظة بمدينة مرسى مطروح، وتبعد بالتحديد عنها 305 كيلو متر، والواحة تنقسم لمدينة سيوة و5 قرى، وهي"أغورمي وأبو شوف في الشرق، والمراقي وبهي الدين في الغرب، وقرية الجارة أوأم الصغير في الشمال الشرقي للمدينة".

تعداد السكان بواحة سيوة يقدر بـ 35 ألف نسمة، وينقسمون إلى 11 قبيلة، وكل قبيلة لها شيخ مسؤول عن إدارة شؤونها، باستثناء قبيلة واحدة لها شيخان، وهي قبيلة الظنانين؛ تكريماً من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عند زيارته لسيوة، واستمر الوضع لهذه القبيلة على هذا المنوال.

كيف هي الحياة في سيوة؟

سيوة يحكمها العرف والنظام القبلي، من خلال شيوخ القبائل، بتنسيق كامل مع القوات المسلحة والشرطة

ماذا عن الوضع الاقتصادي لأهالي الواحة؟

تعتمد سيوة في المقام الأول على الزراعة، وأشهر الزراعات بها "التمور والزيتون"، والتي تعد موردًا أساسيًا للمجمتع السيوي، بجانب الزراعات الأخرى مثل النعناع والملوخية وبعض النباتات الطبية والعطرية.

لماذا تمتاز سيوة بالتمور والزيتون؟

أولًا، سيوة معلنة رسميًا كأول مدينة مصرية ذات آرث إنساني زراعي عالمي من منظمة الفاو، باعتبار أن أصناف التمور بها "نادرة" وذات قيمة غذائية عالية وموجودة منذ قدم التاريخ، وستعلن "سيوة" قريبًا كمنطقة زراعة عضوية (أورجانيك)، وللحفاظ على هذا الوضع، يوجد قرار من المحافظ بمنع استزراع أي أصناف للنخيل من خارج سيوة، وما يتم ضبطه من الخارج "يعدم".

ما عدد أشجار النخيل بسيوة؟

سيوة بها 750 ألف شجرة نخيل، وتنتج ما بين 15 لـ 20 ألف طن من التمور سنويًا، بجانب أصناف تدخل في صناعات مثل دبس العسل، والواحة بها 8 مصانع لتصنيع وتجفيف التمور، وجميع الاستثمارات لأبناء سيوة، ويوجد مصنع تابع للمحافظة وبه 6 خطوط إنتاج، وهو الأكبر من نوعه على مستوى مصر في مجال التمور، ويوجد توجه عام من الدولة لزراعة أنسجة لبعض الأصناف المعرضة للانقراض.

وماذا عن الزيتون؟

في الواحة أكثر من 1.6 مليون شجرة زيتون، وبأصناف مختلفة، مقسمة ما بين أصناف للتخليل وأصناف لزيت الزيتون، ويوجد 13 معصرة زيتون، منها يتبع وزارة التضامن الاجتماعي، والبعض الآخر ملك القطاع الخاص.

متى موعد حصاد التمور والزيتون؟

حصاد التمور يبدأ من شهر أكتوبر، والزيتون من مطلع شهر سبتمبر، ويستمر الجمع حتى نهاية شهر ديسمبر، ويوجد مهرجان دولي سيعقد خلال العام الحالي، الفترة من 8 لـ 10 نوفمبر المقبل، يشمل كل القطاعات التي تعمل في مجال التمور، ويحضره عدد من الوزراء، وينظم بالتعاون ما بين جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر بدولة الإمارات ووزارتي الصناعة والزراعة ومحافظة مطروح.

ما نصيب سيوة من الإنتاج السنوي لمصر من التمور؟

للأسف ضئيل، ومصر إنتاجها عالميًا وعلى مستوى الوطن العربي متقدم، لكن في التصدير "لسه الوضع ما أخدش حقه".

 

كيف يتم ري الأراضي بالواحة؟

الري يعتمد على مخزون المياه الجوفية، التي تتدفق ذاتي بدون مضخات، فيكفي القول إن سيوة بها أكثر من 220 عين مياه طبيعية، وكما يقول "هيرودوت": (إذا كانت مصر هبة النيل فأن واحة سيوة هبة عيون الماء)، والري يتم بنظام الغمر؛ لأن طبيعة الأرض بسيوة بها نسبة ملوحة مرتفعة، فلابد من "غسل" الأرض، فيتم الري بالغمر، والواحة لا يوجد بها مشكلة من ناحية الزراعة، لكنها لديها فائض يجب حسن استغلاله عن الوضع الحالي.

وكيف سيتم استغلال الفائض؟

الري بالغمر مع وجود زراعات غير مستهلكة للمياه، كونت 4 بحيرات صرف زراعي، وهذا التهديد يمثل خطورة على سيوة، لوجود كميات مهولة من المياه غير المستغلة.

هل يدفع المزارع مياه مقابل ري الأرض؟

لا.. الري بدون مقابل، بينما مياه الشرب يدفع لها، والكهرباء موجودة في سيوة على مدار 24 ساعة، تحصل عليها من محطة كهرباء ديزل، ومحطة طاقة شمسية بالواحة بطاقة 10.4 ميجاوات، منحة من الإمارات، تغطي سيوة باستثناء قرية الجارة، التي تبعد عن سيوة 260 كيلو متر، حيث الإضاءة هناك من خلال مولدات، لكن ليست على مدار 24 ساعة.

ماذا عن مشروع الصرف الصحي للواحة؟

كان مستهدف أن ينتهي عام 2007، لكنه توقف لمدة طويلة بسبب تعثر المقاول، ثم بدأ مجددًا مع طرح وزارة الإسكان للمشروع منذ عام، ومستهدف الانتهاء منه خلال 3 سنوات، ليشمل مدينتي سيوة وقرية أغورمي، التي تبعد 3 كيلو عن سيوة، آما باقي القرى فالأمر سيحتاج إلى مدة أطول.

وماذا عن طبيعة البناء في سيوة؟

يمنع أن ترتفع المنازل أكثر من 11 مترًا، بحيث تتكون البنايات من "دورين" في الغالب؛ لوجود مناطق أثرية كثيرة بالواحة.

لماذا يتجاهل بناء المنازل بالكرشيف ويستخدم الطوب الأحمر والأبيض ما يسيء إلى التراث السيوي؟

يوجد قرار من المحافظ بأن يكون هناك توحيد للطابع المعماري لواحة سيوة، أي استخدام "الطفلة والطينة" بأشكال مختلفة،
وفيما يخص مادة الكرشيف، وهي عبارة عن خليط من الملح مع الطين، فهي تذوب حال تعرضها لمياه بشكل كبير، كما أنها ليست متوفرة حاليًا، لذا تم إتاحة البناء بأي مادة، لكن الواجهات يتم طلائها بالكرشيف.

ما عقوبة غير الملتزم بطلاء الوجهات بالكرشيف؟

يمنع دخول المرافق للمنزال إلا بعد دهان الواجهة بالكرشيف، لكن للأسف يتم التحايل على الأمر من المواطنين، باستخدام مادة "الأوكسيد" ورشها بشكل معين لإعطاء شكل الكرشيف، وسيوة بها توسع بشكل كبير، وتعاني من قلة عدد العاملين بالإدارة الهندسية المعنية بكيفية تشييد المنازل، ومجلس المدينة يحاول بقدر المستطاع تشجيع وتحفيز الأهالي على الالتزام، حيث نظم مسابقة العام الماضي، لأفضل منطقة بسيوة، لدهان المنازل بالكرشيف، وأبدعت الأهالي بإدخال عددًا من الخامات الجديدة.

هل هناك مبادرات حكومية للحفاظ على التراث السيوي؟

 تم عمل بروتوكول تعاون في عام 2010، بين وزارة الثقافة ومحافظة مطروح، للتخطيط لمدينة سيوة، وتحديدًا "شالي" الأثرية (سيوة القديمة)، لكن لم يكتمل، ولا أعلم لماذا لا يستكمل المشروع؟

هل مسموح بتملك الأجانب للمنازل بسيوة؟

فيما يخص الأجانب، القانون المصري يمنع تملك الأجانب للأراضي، وتقنين الأرض من خلال مجلس المدينة، وفي حالة كان هناك مشروع استثماري، يقدم لإدارة الاستثمار بديوان عام محافظة مطروح.

لكننا رصدنا أكثر من منزل يخص أوربيين وفقًا للأهالي.. فكيف تملكوها؟

يوجد عدد من الأجانب "العاشقين" لـ"سيوة"، لاسيما في فصل الشتاء، لأن الجو" جميل" في هذا التوقيت، فيستأجر الأجنبي من أحد أهالي سيوة فترة الشتاء.

ماذا عن السياحة بسيوة؟

سيوة بها كل أنواع السياحة، الأثرية ممثلة في قلعة شالي وجبل الموتى ومعبد أمون، وقاعة تتويج الإسكندر، وفيما يخص سياحة السفاري فبها بحر الرمال العظيم، بخلاف عمل رالي "فرعون مصر" به، ومشاهدة الغروب، كما يمكن الاستمتاع بأعين المياه الساخنة والباردة، بخلاف الاحتفالات الدينية، وسياحة المهرجانات الخاصة بالتمور والذي يعقد سنويًا.

كم عدد السياح قبل الثورة وحاليًا؟

قبل ثورة 25 يناير، كان يتم إشغال 50 ألف ليلة سياحية بها، بينما العام الماضي تراوح العدد ما بين 30 لـ 35 ألف، وأغلبها سياحة داخلية، والتي لم تعرفها سيوة إلا بعد زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك لها عام 1997، فبدأ تسليط الضوء عليها، وقبل ذلك كان كل الوافدين من السياح الأجانب، وموسم السياحة يبدأ من أكتوبر حتى نهاية إبريل.

شارك الخبر على