«إزاى تروح لحبيبك مرتين في اليوم!».. قصة أغنية صنعت نجومية «ملك المواويل»

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

عبقرية تلقائية في الأداء، وقدرة غير عادية على "السلطنة"، جعلت الصحافة تمنحه لقب "ملك المواويل" في ستينيات القرن الماضي، وهو الوقت الذي لم تكن تُوزع فيه الألقاب بالمجان كما يحدث في الألفية الثانية، لذا يعتبر الراحل الجيل الذي لحقه أوفر حظًا منهم لأنهم وجدوا دعمًا من وسائل الإعلام، بينما جيله ظل يعمل لأكثر من عشرين عامًا حتى ذكرته الصحافة، وفق ما صرحت به ابنته "سامية" في حوار صحفي سابق.

"عبد المطلب أفندي الأحمر"، أو كما عرفه الجمهور بـ"عبد المطلب"، وأحيانا بـ"طلب"، استطاع أن يغزو بأغنيته شوارع وحواري مصر، ويدنو من آذان المستمعين قدر استطاعته، فتلمس كلماته وجدانهم، مُغلفة بجرعة من "السلطنة"، يهيم بيها العاشقون طربا، خاصة إن كانت الأغنية تتعلق بالطبقة الشعبية، التي يختلف مفهوم وطريقة الحب بها عن أسلوب الحب في الطبقة الراقية".

"ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين.. وعشان أنول كل الرضا يوماتي أروح له مرتين.. من السيدة لسيدنا الحسين"، مطلع أغنية شدا بها "ملك المواويل"، في عام 1960، وكانت هي الأشهر في تاريخه الفني الطويل، بل وأكثر أغانيه جماهيرية.

حرص الشاعر "زين العابدين بن فتح الله" على وضع نصها الشعري في إطار عاطفي يصور من خلاله معاناة الحبيب الذي يقطن في حي السيدة، بينما تسكن حبيبته في حي سيدنا الحسين، وبالرغم من ذلك يذهب لها مرتين، ذاكرا بعض العادات الشعبية في حي السيدة، ولعل ذلك كان أحد أسباب نجاحها وجماهيريتها في ذلك الوقت.

لحّن هذه الأغنية المطرب والملحن محمد فوزي عام 1960، وقد اهتم بالثراء النغمي لها، حيث تعرض خلالها لأربعة مقامات هي على الترتيب: "الكرد" "الراست"، "الصبا"، "البياتي"، وهي مقامات تخصص "ملك المواويل" في أدائها بكل سلاسة.

وفي إحدى الحفلات التي جمعت الفنان عبد الحليم حافظ بالفنان محمد عبد المطلب، قدم الأول مجموعة من أغانيه، وكذلك الثاني، ومن بين تلك الأغنيات كانت "ساكن في حي السيدة"، ولأن الصداقة المتينة جمعت بين الفنانين الراحلين، قال العندليب الأسمر لصاحبه مازحا: "إزاى تروح لحبيبك مرتين فى اليوم وأنت ساكن فى حى السيدة وحبيبك فى الحسين.. مشوار كبير عليك يا طلب.. هى كفاية مرة واحدة.. وهنا انفجر المطربان فى الضحك"، وتم التقاط صورة لهما في ذلك الموقف.

شارك الخبر على