فرص ومتطلبات نجاح العملية السياسية والحوار المباشر تبدأ في السودان غدا بقيادة الالية الثلاثية (الاممية الافريقية)

حوالي سنتان فى كونا

من محمد عبدالعزيز (تقرير)
الخرطوم - 7 - 6 (كونا) -- وسط حالة من الانقسام السياسي حددت الالية الثلاثية (الأممية الأفريقية) يوم غد الأربعاء موعدا لبدء الحوار المباشر لمناقشة قضايا مفصلية بينها الية اختيار رئيس الوزراء والترتيبات الانتقالية وبرنامج الحكومة الانتقالية علاوة على التحضير للانتخابات.ورحبت الالية برفع حالة الطوارئ وشجعت السلطات على اتخاذ مزيد من الخطوات التي تضمن حماية الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير مؤكدة ان ذلك من شأنه ان يعزز البيئة المواتية للعملية السياسية.وتقود بعثة الأمم المتحدة بالسودان والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) جهودا لدفع الاطراف السودانية للحوار وتجسير هوة الخلاف المتزايدة بين العسكريين والمدنيين منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر عام 2021.وتتباين مواقف القوى السياسية من العملية السياسية لثلاثة مواقف الاول يقبلها ويعلن انخراطه فيها والثاني يرحب بها باشتراطات اما الموقف الثالث فقد اعلن مقاطعته لها فيما اعتبرت الالية الثلاثية ان رفض البعض للعملية السياسية لن يعطل الشروع فيها.وفي هذا السياق قال مقرر الجبهة الثورية محمد زكريا وهو ايضا قيادي بارز في (حركة العدل والمساواة) لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء "ان الحوار هو المدخل المناسب للخروج من مربع الاحتقان السياسي الى حل يؤسس لاكمال المرحلة الانتقالية عبر تقديم التنازلات لمصلحة التوافق السياسي".واشار الى "ان نجاح العملية السياسية يستلزم النظر لاسباب قرارات 25 اكتوبر التي ادت لفض الشراكة المدنية العسكرية بسبب الوثيقة الدستورية المعطوبة واخطاء اطراف المرحلة الانتقالية بعد تبنيهم لمشاريع اقصائية وتمكين حزبي".ورأى زكريا "ان الحل للازمة الحالية يكمن في الانخراط في العملية السياسية دون اي شروط بمشاركة كل الاطراف باستثناء المؤتمر الوطني المحلول –الحزب الحاكم سابقا في عهد البشير- من اجل التوصل لتدابير دستورية وهياكل تنفيذية وسيادية وتحديد مهامها واختصاصاتها لاكمال ادارة الفترة الانتقالية بجانب مناقشة جدوى تشكيل مجلس تشريعي في ظل الفترة القصيرة المتبقية من عمر الفترة الانتقالية".وتضم الجبهة الثورية حركات مسلحة وتنظيمات سياسية وقعت مع الحكومة الانتقالية على (اتفاق جوبا للسلام) في اكتوبر 2020 ودعمت بعض فصائلها قرارات الجيش في 25 اكتوبر.وأبدت قوى سياسية مؤثرة اعتراضها على المشاركة في مائدة حوار مباشر مع العسكريين الحاكمين قبل التجاوب مع حزمة مطالب دفعوا بها للالية الثلاثية بينها وقف العنف ضد المتظاهرين والإفراج عن بقية المعتقلين وتعليق القرارات الارتدادية الخاصة بعودة مفصولي النظام السابق للخدمة المدنية.وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم (تحالف قوى الحرية والتغيير) -المجلس المركزي -عزت الشريف في تصريح ل(كونا) "ان انقلاب 25 اكتوبر سعى للسيطرة على ديناميكية العملية الانتقالية والتحكم في مسارها الا انه قوبل برفض شعبي واسع وحصار وعزلة خارجية مما يجعل اي حل لا يحظى بتأييد شعبي واسع ودعم دولي لا يعول عليه".وأضاف الشريف "ان منهجية الالية الثلاثية في مخاطبة كل مشاكل الانتقال كحزمة واحدة غير مبشر ويحتاج لمراجعة" داعيا "لتقسيم العملية السياسية لثلاث مراحل الاولى تحضيرية تتصل بإنهاء الوضع الانقلابي والثانية تخاطب قضايا ادارة الفترة الانتقالية والثالثة تركز على تعزيز عملية التحول الديمقراطي".وأوضح ان كل مرحلة لديها اطراف محددة وقضايا واجراءات معينة بجانب ضمانات كافية مضيفا "لا يمكن القفز على المراحل او تجاهل الشروط الاجرائية لكل مرحلة اذ ان مناقشة كل القضايا كحزمة واحدة تزيد التناقضات وتصعب الوصول لحل".يذكر ان ائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير (مجموعة المجلس المركزي) قاد في دبسمبر 2018 احتجاجات شعبية اطاحت بالرئيس عمر البشير وتحولت المجموعة الى الائتلاف الحاكم للحكومة المعزولة بقيادة المدنيين (2019 – 2021).وترفض لجان المقاومة التي تنظم الاحتجاجات من حيث المبدأ الجلوس للتفاوض مع العسكر وتتمسك برحيلهم عن السلطة وتسليمها لحكومة مدنية وهو ذات الموقف الذي يتمترس فيه الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين.وأشار (تجمع المهنيين) الى ان أي محاولات لتجاوز تطلعات الشارع السوداني محكوم عليها بالفشل أسوة بما جرى لرئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك.وعاد حمدوك الى منصبه رئيسا للوزراء بعد إبرام اتفاق مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في نوفمبر 2021 قبل ان يتقدم باستقالته بعد فشله في تشكيل حكومة.من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي ماهر ابوالجوخ ل (كونا) ان نجاح العملية السياسية مرهون بالتوصل لاتفاق يحقق مطالب الرافضين للانقلاب وعلي رأسها اخراج العسكريين من المشهد السياسي التنفيذي والتشريعي وتكوين مؤسسات حكم مدني تتولي ادارة المرحلة الانتقالية وتحقق اهداف الثورة وصولا لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.وحذر ابوالجوخ من فشل العملية السياسية بالقول ان " فشل الحوار السياسي واستمرار الانقلاب ستكون له سيناريوهات كارثية ستقود اما لتفكك الدولة بسبب فشلها وعجزها عن توفير الخدمات الاساسية او انزلاق البلاد في اتون حرب اهلية بسبب تنامي دائرة العنف وتنازع الاطراف المسلحة وتضارب مصالحها بشكل يقودها لحسم صراعاتها بالسلاح".ورأى ابوالجوخ "ان المخرج من هذه السيناريوهات هو الوصول لتوافق سياسي اذ لابد من توفر ارادة سياسية تدرك حجم المخاطر المحدقة بالبلاد وتبتعد عن المناورات التكتيكية".ويشهد السودان منذ 7 اشهر احتجاجات متواصلة رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ابرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الا ان البرهان رد على الاتهامات الموجهة اليه بتنفيذ انقلاب عسكري بالقول إنه "اتخذ هذه الاجراءات لتصحيح مسار المرحلة الانتقالية" متعهدا بتسليم السلطة اما عبر انتخابات او توافق وطني. (النهاية)

م ع م / خ ن ع

شارك الخبر على