الديار بري رئيساً للمجلس في الدورة الأولى.. واتصالات مفتوحة لحسم نائب الرئيس مُشاورات تمهيديّة تسبق استشارات بعبدا... فهل تبادر فرنسا لتسهيل التكليف والتأليف ؟ إنخفاض كبير بسعر المحروقات بعد هبوط الدولار بفعل تدخل المصرف المركزي

ما يقرب من سنتين فى ن ن أ

وطنية – كتبت صحيفة الديار تقول: تتجه الانظار بعد غد الثلاثاء الى ساحة النجمة، حيث تلتئم الهيئة العامة للمجلس الجديد من اجل انتخاب رئيسه ونائبه واعضاء هيئة المكتب في ظل المعطيات التي تؤكد اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري في الدورة الاولى من دون الحاجة الى دوره ثانية او ثالثة.

اما بالنسبة لنائب الرئيس وباقي اعضاء هيئة مكتب المجلس، فان المشهد ضبابي نسبيا، وان كانت الساعات الماضية حملت مؤشرات تميل لصالح النائب الياس بو صعب الذي زار بري في عين التينة امس، بعد ان كان التيار الوطني الحر قد حسم امره بترشيحه لهذا المركز دون ان يبت بشكل رسمي وحاسم في شأن موقفه من انتخاب رئيس المجلس.

ولم يدل بوصعب بعد زيارة بري باي تصريح، لكن مصادر مطلعة قالت لـ «الديار» ان الكرة في ملعب التيار لجهة حسم موقف كتلته النيابية، والاتجاه الذي ستأخذه في انتخاب رئيس المجلس الذي يسبق انتخاب نائبه، واشارت المصادر الى ان حزب الله لعب دورا قوياً في ابقاء قنوات التواصل بين الطرفين اللذين تسود العلاقة بينهما حالة من الجفاء وعدم الودّ.

وكما بات معلوما، فان بري حرص على الالتزام بمهلة الـ 15 يوما، ودعا الى عقد الجلسة العامة قبل ظهر بعد غد الثلاثاء، رغم انها بتفسير خبراء دستوريين هي مهلة حثّ وليست مهلة قاطعة.

وقالت المصادر ان الرئيس بري لا يأخذ في حساباته المبادلة بين انتخابه وانتخاب نائب رئيس المجلس، مع العلم ايضا انه يستحوذ في ضوء المشاورات والاحصاءات على اكثر من 65 صوتا، من دون احتساب اصوات نواب التيار الوطني الحر، وطبعا «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»، وبعض النواب الذين يرفعون شعار السيادة وآخرين من النواب «التغييريين».

وبذلك يكون بري قد ضمن في كل الاحوال الفوز برئاسة المجلس من الدورة الاولى بحصوله على اكثر من الاغلبية المطلقة للمجلس، مع العلم ان المادة 44 من الدستور تنص على «الاقتراع السرّي وبالغالبية المطلقة من اصوات المقترعين»، وليس من عدد اعضاء المجلس.بمعنى انه اذا شارك في الاقتراع مئة نائب على سبيل المثال، فان الاغلبية المطلقة تكون 51 نائبا في مثل هذه الحال.

والجدير بالذكر، ان بري يضمن اصوات ثنائي «امل» وحزب الله (31 نائبا) ونواب كتلة «اللقاء الديموقراطي» (9 نواب) ونواب «المردة» (2) ونواب «جمعية المشاريع» (2) ونواب سنّة ومسيحيين في عكار وطرابلس والمنية، بالاضافة الى نواب آخرين ابلغوا انهم سيصوتون لصالحه.

ووفقا للمعلومات، فان الاتصالات ستكثف خصوصا تلك التي يقودها حزب الله لرأب الصدع بين «امل» والتيار في شأن الاستحقاق المجلسي، في اليوم وغدا، ولا يستبعد ان ينجح الحزب في التوصل الى نتيجة ايجابية نسبيا، وتكرار ما جرى سابقا بان يصوّت قسم من كتلة التيار لبري، مع العلم ان هذا الاتجاه غير محسوم، وهو رهن ما سيستجد على هذا الصعيد في الثماني والاربعين ساعة المقبلة.

اما في خصوص المرشحين المنافسين للنائب الياس بو صعب، فان الاجواء لم تنقشع كليا، وان كان مرشح «القوات اللبنانية» بشكل مبدئي هو النائب غسان حاصباني، مع العلم ان «القوات» حرصت على القول على لسان بعض نوابها انها لم تتخذ موقفا نهائيا بعد.

وفي هذا السياق ايضا، لا زال الحديث يدور حول امكانية بروز مرشح قد يكون حلا وسط، وينتمي الى «القوى التغييرية»، والمقصود هنا النائب ملحم خلف الذي تربطه ببري علاقة طيبة، مع العلم ان خلف لم يعلن عن ترشحه لهذا المنصب حتى الآن. كما ان «القوى التغييرية» لم تتفق في ما بينها على مرشح لها، ولم تتوافق ايضا مع «القوات» على اسم حاصباني، واذا ما جرى ترشيحه رسميا، فان «اللقاء الديمقراطي» يرجح ان يصوت لصالحه مع عدد من نواب يدورون في فلك «القوات» تحت عنوان السيادة، غير ان هذا الامر لا ينطبق على كتلة حزب «الكتائب» التي يرجح ان تبقى بعيدة عن هذا التوجه.

بالاضافة الى ذلك، ما زال يتردد ايضا اسم كل من النائب سجيع عطية الذي يحظى بدعم نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، والنائب غسان سكاف الذي فاز من لائحة القرعاوي وابو فاعور في البقاع الغربي.

ويقول مصدر نيابي، ان خلط الاوراق مستمر عشية جلسة الثلاثاء، وان معركة نائب الرئيس غير محسومة حتى الآن، وهناك اتصالات ومشاورات مفتوحة بين الكتل والنواب واذا ما تركت اللعبة الديموقراطية لثلاثة مرشحين او اكثر، فان فرصة فوز بوصعب تبدو ممكنة اكثر من الآخرين.

الحكومة: صعوبة التكليف والتأليف

على صعيد الحكومة، لا يزال المشهد المتعلق بالتكليف والتأليف غامضا. وعلمت «الديار» من مصدر موثوق، ان الرئيس ميشال عون ينتظر جلسة الثلاثاء في ساحة النجمة قبل ان يحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة الجديدة.

واضاف المصدر ان عملية تأليف هذه الحكومة بعد الانتخابات النيابية وما اسفرت عنه من نتائج ستكون دقيقة وصعبة، وان اختيار الرئيس المكلف هو من اصعب المهمات، نسبة للمرات السابقة لسببين اساسيين: تشتت الكتل داخل المجلس الجديد وعدم وجود اكثرية مرجحة، وغياب المرجعية السياسية السنّية الفاعلة والمؤثرة بعد تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي وتداعيات هذا الموقف على الصعيد النيابي والسياسي في آن معا.

واوضح المصدر انه الى جانب البعد المحلي، هناك بعد اقليمي ودولي يلعب دوره في هذا الشأن، خصوصا بعد عودة السعودية الى الساحة اللبنانية والدور الذي لعبه سفيرها في الانتخابات النيابية، حيث تعتبر ان نتائج هذه الانتخابات اسفرت عن نسبة من النجاح، خصوصا على صعيد فقدان الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر للاغلبية داخل المجلس. عدا عن الدور الاميركي الصريح في دعم بعض المجموعات من المجتمع المدني التي حققت خروقات ملحوظة.

وعلمت «الديار» في هذا المجال، ان الرئيس عون يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات، وقد يحتاج لفترة ايام قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية من اجل تقويم الموقف وجوجلة الاجواء واعطاء فرصة للقوى السياسية والكتل النيابية لكي لا يتحول التكليف الى مشكلة، بدلا من ان يكون بداية الحل لتأليف الحكومة الجديدة.

ووفقا للاجواء السائدة حتى الآن، فان المشهد بعد الانتخابات يبعث على الاعتقاد، كما عبرت مراجع سياسية، بان هناك صعوبة في تشكيل الحكومة العتيدة بالسرعة المطلوبة، خصوصا في ظل الاختلافات والانقسامات التي سجلت وتسجل بين الكتل النيابية حول التكليف والتأليف.

وتقول المعلومات ان الرئيس ميقاتي، الذي سيكون له اطلالة تلفزيونية اليوم، ما زال مرشحا قويا لتشكيل الحكومة الجديدة برصيد داخلي وخارجي، لا سيما من فرنسا التي لم يصدر عنها اي موقف مستجد يتعارض مع الدعم الذي وفرته له في تأليف حكومته.

غير ان هناك حسابات مستجدة بعد الانتخابات تجعله في تنافس مع مرشحين آخرين، ابرزهم كما يجري التداول في الكواليس السياسية، النائب عبد الرحمن البزري الذي دخل كاسم جديد الى نادي الترشيحات لرئاسة الحكومة، وقد اعلن في حديث له امس انه لا مانع لديه بتولي هذه المسؤولية «اذا كانت التوازنات السياسية تسمح بان يكون له دور حكومي بارز وفعّال لاحداث خرق داخل آلية العمل الديمقراطي البرلماني»، لافتا الى «ان المطلوب اليوم تشكيل حكومة على قاعدة اكثرية واقلية بما يحاكي تطلعات وارادة الناس بالتغيير وتحظى بثقة عربية ودولية من اجل النهوض بالبلد بعيدا عن حكومات الوفاق الوطني التي تضيع دور المجلس والرقابة الحقيقية».

وهناك ايضا اسم يطرح دائما في السنوات الاخيرة هو السفير نواف سلام، الذي يبدي بعض من النواب «التغييريين» تأييدهم لترشيحه، بينما تفضل «القوات» التي تقدم «المعارضة السيادية» التريث لحسم موقفها ، بانتظار قراءة اجواء جلسة الثلاثاء، مع العلم انها تميل ضمنا لتأييد سلام، خصوصا اذا ما وجدت انه يحظى بنسبة جيدة من الاصوات.

اما الثنائي الشيعي، فانه لم يكشف بعد النقاب عن موقفه في هذا الشأن، مركزا على انجاز الاستحقاق المجلسي اولا بعد غد الثلاثاء ولكل حادث حديث في ما بعد، كما عبر مصدر نيابي بارز في الثنائي المذكور لـ «الديار» امس، لافتا الى ان هذا الموضوع سيكون موضع تشاور وتنسيق بين «امل» وحزب الله والحلفاء كتلاً وافراداً.

ومن جهته، يبدو ان التيار الوطني الحر يسعى الى تحسين شروطه قبل حسم موقفه من الاسم الذي سيختاره، مع العلم ان رئيسه جبران باسيل كان قد رفع سقف شروطه في وجه ميقاتي في خطابه الاخير.

وقالت مصادر مطلعة، ان مثل هذا الموقف امر طبيعي قبل الذهاب الى الاستشارات النيابية وفي التعاطي مع استحقاق بهذا الحجم وفي هذا الظرف، خصوصا ان الحكومة العتيدة سيكون دورها، رغم قصر عمرها الدستوري بفعل الاستحقاق الرئاسي في نهاية تشرين الاول، استثنائيا على صعيد القرارات المتعلقة بوقف الانهيار وتسلم زمام السلطة، اذا ما حصل فراغ دستوري.

اضافت المصادر ان الايام المقبلة ستكون حافلة بالتطورات التي ستبلور اكثر المسار الحكومي، ويتوقع ان نشهد تجاذبات ربما ساخنة، اكان على صعيد اختيار الرئيس المكلف ام على صعيد تشكيل الحكومة.ولفتت الى ان اعادة تجربة حكومة الرئيس حسان دياب غير واردة في ضوء المتغيرات التي انتجتها الانتخابات النيابية، كما ان حكومة اكثرية واقلية غير واردة ايضا، نتيجة التباينات داخل المجلس النيابي من جهة وصعوبة الاحتكام لهذه القاعدة، الامر الذي يستحضر مرة اخرى تدخلات خارجية، لا سيما من باريس لفك عقد التكليف والتأليف.

انخفاض كبير للدولار والمحروقات

على صعيد آخر، سجل امس بعد انخفاض سعر الدولار الكبير بقيمة قاربت العشرة آلاف ليرة اثر بياني حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، انخفاض كبير من سعر المحروقات وتحديدا مادتي المازوت والغاز، حيث انخفض سعر صفيحة المازوت امس 122 الف ليرة واصبح 640 الف ليرة، كما انخفض سعر قارورة الغاز 73 الف ليرة واصبح السعر 389 الف ليرة، فيما بقي سعر البنزين مستقرا على سعر 597 الف ليرة 95 اوكتان، و604 آلاف 98 اوكتان.

كذلك، اعلن نقيب اصحاب الافران عن التوجه لتخفيض سعر الخبز اعتبارا من يوم غد الاثنين، وذكرت المعلومات ان اصحاب المحلات التجارية و»السوبرماركات» بصدد تخفيض الاسعار ايضا يوم غد على ضوء انخفاض سعر الدولار.واضافت ان اتفاقا في هذا الصدد قد حصل بين وزارة الاقتصاد وشركات المواد الغذائية و»السوبرماركات»، وان دوريات لحماية المستهلك ستجول على السوبرماركت والمحلات التجارية لقمع المخالفات اعتبارا من الغد.

وتراوح سعر الدولار امس، بين 27 ألفا صباحا و27800 مساء، ولم تستبعد مصادر اقتصادية ان ينخفض اكثر يوم الاثنين بفعل عرض الدولار في المصارف، وفق تعميم حاكم مصرف لبنان.

فضل الله: لبنان لا يحكم من طرف واحد

وعلى صعيد المواقف السياسية، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله «ان من يظن انه سيغيّر بمقعد نيابي المعادلات يعيش في سراب ووهم»، ولفت في خطاب له باحتفال لحزب الله في حارة صيدا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير الى انه «في قناعتنا لا توجد اكثرية لاي فريق، وان الصورة التي نشأ عليها المجلس الجديد ربما تفتح افقا في المستقبل للحلول وللمعالجات، خصوصا انه لا يوجد فريق يحكم وحده».

واضاف: «لبنان لا يحكم من طرف واحد حتى عندما كنا تحت مسمّى اكثرية ذهبنا للشراكة مع من كانوا خصوصا في انتخابات العام 2018».

 

====

شارك الخبر على