المعارك تستعر شرق أوكرانيا وروسيا ترفض خطة سلام

ما يقرب من سنتين فى البلاد

أعلنت أوكرانيا أمس أن شدّة المعارك في منطقة دونباس في الشرق بلغت "حدّها الأقصى"، فيما تطالب كييف بمزيد من الأسلحة الثقيلة؛ لمواجهة كثافة نيران موسكو التي اعتبرت أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن اوكرانيا ليست "جدّية".
وكتب قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني عبر تليغرام "الوضع صعب، لكننا صامدون. نحارب من أجل كلّ سنتيميتر من الجبهة؛ من أجل كل قرية. تساعدنا الأسلحة الغربية في طرد العدو إلى خارج أرضنا".
وتقترب القوات الروسية يوما بعد يوم من مدينة سيفيرودونيتسك التي كانت تضمّ نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب والتي يعتبر سقوطها حيويا للسيطرة الكاملة على دونباس. ويحتل انفصاليون موالون لموسكو أجزاء من هذه المنطقة منذ العام 2014.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أمس في مؤتمر صحافي "بلغت شدة المعارك حدّها الأقصى".
وأضافت "تقتحم قوات العدو مواقع قواتنا في عدة اتجاهات وفي الوقت نفسه. تنتظرنا مرحلة طويلة وبالغة الصعوبة من القتال".
خطة السلام الإيطالية
من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بُثّت أمس أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن اوكرانيا ليست "جدّية".
وأكّد لافروف أنه لم يعلم بمضمون الخطة إلا عبر الإعلام، إذ إن نصّ الاقتراح لم يُرسل إلى موسكو. وكان نائبه أندريه رودينكو قد قال الإثنين إن روسيا تلقت خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا وتدرسها.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء في دافوس "الدول التي تماطل في تزويد أوكرانيا أسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أن كل يوم يمضونه في اتخاذ القرار وفي درس الحجج والمبررات، هو يوم يقتل فيه مزيد من الأشخاص".
وإزاء المخاوف من عجز أوكرانيا عن تصدير الحبوب؛ بسبب فرض الروس حصارا على موانئها، أشار إلى محادثات في كييف مع الأمم المتحدة حول إمكان إقامة ممر آمن اعتبارا من مرفأ أوديسا.
إلى ذلك، اتّهم الكرملين أمس الدول الغربية بمنع السفن التي تحمل الحبوب من مغادرة الموانئ في أوكرانيا وسط مخاوف من أزمة غذاء عالمية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو "تنفي" اتهامات بأن روسيا هي المسؤولة عن منع وصول شحنات الحبوب إلى وجهاتها.
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن موسكو مستعدّة لتقديم "مساهمة كبيرة"؛ لتفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق شرط أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا.
وقال الكرملين في بيان إثر الاتصال "شدد فلاديمير بوتين على أن روسيا الاتحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية".
بوتين: لا يمكن لأحد عزلنا عن العالم
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد ألا أحد يمكنه عزل موسكو ومحاصرتها. كما اعتبر في كلمة في المنتدى الاقتصادي الأوراسي، أمس، أن تداعيات العقوبات الغربية التي فرضت على بلاده، تضر بالاقتصاد العالمي وليس فقط بالروسي.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن الغرب يجب أن يضمن هزيمة الرئيس الروسي في أوكرانيا وأن يواصل دعم كييف من دون أي تراجع.
وحذّرت تراس أمام صحافيين في ساراييفو بعد لقاء مع نظيرتها البوسنية بيسيرا توركوفيتش، من "تقديم حلّ وسط أو استرضاء لبوتين".
وأضافت "يتعلّق الأمر بأن نحفر عميقا في مواردنا الخاصة وليس أن نتراجع (...) مع مواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها للانتصار واستعادة وحدة أراضيها وسيادتها". وتابعت "علينا ضمان أن يخسر بوتين في أوكرانيا وأن تنتصر أوكرانيا (...) وألّا يُسمح بعد الآن بأن يهدد العدوان الروسي السلام في أوروبا".

شارك الخبر على