إنتخابات ٢٠٢٢ الديار تقييم اميركي للانتخابات النيابية خسارة حلفاء سوريا... شينكر يكشف عن مزيد من تدخل بلاده في لبنان

ما يقرب من سنتين فى تيار

الديار: كمال ذبيان-
احدثت نتائج الانتخابات النيابية مفاجآت، بعضها لم يكن متوقعاً في سقوط رموز سياسية، وافول احزاب عن مجلس النواب دخلته منذ العام 1992، وحصول فوز بحوالى 15 مقعداً لمن سموا انفسهم «تغييريين»، وبقيت كتل نيابية اساسية وقوية في مجلس النواب، كحركة «امل» و»حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي و»التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» والكتائب، وتشتت المقاعد السنية على جهات عدة مع عزوف «تيار المستقبل» عن الترشح، ودعوته محازبيه ومناصريه الى مقاطعة الانتخابات، فلم تظهر كتلة نيابية سنية وازنة، كما كانت «كتلة المستقبل» التي لم يتمكن من استقال منها، او خرج عليها من ان يؤمن كتلة، او ينجح كما في لائحة «مواجهة بيروت» التي ترأسها الوزير السابق خالد قباني ودعمها الرئيس فؤاد السنيورة، فلم يفز منها سوى النائب فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي، فتوزعت المقاعد السنية على مجموعات سياسية لا تتعدى مقعدين في كل دائرة، حيث من الصعب ايجاد مرجعية سنية سياسية واحدة، كما كان «تيار المستقبل» الذي كان يحصد غالبية المقاعد السنية.
وفي قراءة المشهد الانتخابي المباشر، مع صدور النتائج، يتبين بان حلفاء سوريا برئاسة بشار الاسد، هم ابرز الخاسرين، وينتمون الى محور المقاومة، الذي في اساسه سوريا التي تدعم المقاومة، وهي معبر لسلاحها، وممرها الى ايران.
 
وفي متابعة ما افرزته نتائج الانتخابات، فان الحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه خرج من الانتخابات بخسارة كل مرشحيه، وفي دوائر تعتبر من معاقله الاساسية، كالكورة والمتن الشمالي، اضافة الى عدم فوز اسعد حردان عن المقعد الذي يشغله منذ 30 عاماً في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا عن الطائفة الارثوذكسية.
 
ومن حلفاء سوريا الذين لم يفوزوا في الانتخابات رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان، مع مرشحيه وحلفائه، فلم يتمكن رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب من الوصول الى المقعد الدرزي الثاني في الشوف، كما كان يأمل والذي خسره في الدورة السابقة، حيث جاءت خسارة ارسلان وهاب دون البحث في الاسباب في سياق عدم فوز حلفاء سوريا، التي زارها ارسلان على رأس وفد درزي موسع والتقى الرئيس الاسد، حيث بدأ التصويب من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي، على سوريا وتدخلها في الانتخابات، وبأنها تعمل لفوز حلفائها فيها، حيث ذكّرت مصادر سياسية مطلعة بان النائب وائل ابو فاعور، تحدث في اكثر من موقف له عن تدخل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في الانتخابات، وهذا ما نفته السفارة السورية في بيان، والتي اكدت مصادرها، بان لسوريا حلفاء واصدقاء في لبنان تعتز بهم، وتفرح ان فازوا بالانتخابات.
ومن غير الفائزين في الانتخابات نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ومعه طارق الداوود، المرشح عن المقعد الدرزي في البقاع الغربي ـ راشيا في اللائحة التي كانت تضمه مع الفرزلي، ووُضعت خسارتهما بانها تقع في خانة حلفاء سوريا، وتحديداً الداوود الذي نُقل عنه، بانه حصل على دعم من القيادة السورية له، فتم استغلال كلامه، ليشن خصومه لا سيما منافسه ابو فاعور حملة عليه بان النفوذ السوري سيعود الى البقاع الغربي ـ راشيا وسيواجهونه.
 
ومن الخاسرين من حلفاء سوريا في الانتخابات «تيار المردة» برئاسة سليمان فرنجية الذي فاز نجله طوني بالمقعد النيابي في زغرتا، ولم يتمكن من الحفاظ على مقاعد نيابية في زغرتا والكورة، ولم يفز مرشحوه في البترون وطرابلس، سوى وليم طوق في بشري، وهي عرين «القوات اللبنانية».
 
وكشف الديبلوماسي الاميركي السابق ديفيد شينكر والذي يعرف الملف اللبناني وعمل فيه في تقييمه للانتخابات، فلفت في تصريح له، بان «كل المرشحين المؤيدين لسوريا والموالين للاسد مثل ارسلان ووهاب وفيصل كرامي والفرزلي واسعد حردان لم يتم التصويت لهم»، حيث يكشف عن ان «نتائج الانتخابات ايجابية، ولكن مرة اخرى لديكم ميليشيا منظمة ارهابية تدعمها دولة اجنبية غير خاضعة للمساءلة امام السلطات اللبنانية.
 
وبموقفه هذا يوضح شينكر العنوان السياسي للانتخابات، والتي لم تغب واشنطن عنها، كما في دورات سابقة، وان الدور الاميركي في لبنان، منذ خمسينات القرن الماضي، له هدف اساسي، هو اخضاع لبنان للنفوذ الاميركي، والذي تسبب بازمات سياسية وصراعات عسكرية، منذ العام 1958، الى العام 1982، عندما حضرت القوات البحرية الاميركية الى لبنان (المارينيز) وتدخلت عسكرياً فيه.
 
ان المرشحين الذين خسروا من حلفاء سوريا، يعني اميركياً اخراج نفوذها السياسي المستمر في لبنان.

شارك الخبر على