هل يتحمل اتحاد الكرة العزوف الجماهيري عن دورينا؟
over 3 years in البلاد
العزوف الجماهيري عن منافسات كرة القدم المحلية اللعبة الشعبية الأولى هي حكاية كل موسم .. أين جماهيرنا وكيف السبيل لجذبها إلى ملاعبنا ولماذا غيابها يتصدر المشهد الكروي وهل يتحمل اتحاد الكرة السبب بصفته المسؤول الأول عن اللعبة؟
الجماهير هي فاكهة كرة القدم وملح الدوري وحضورها بات يقتصر على النهائيات فقط ومن أندية محددة وفي باقي المباريات تبدو المدرجات خالية، بينما تمتلئ ألعاب الصالات (كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد) بالجماهير في معظم المواجهات القوية والنهائية، الأمر الذي فرض على “البلاد سبورت” إجراء هذا التحقيق الصحفي مع كافة الأطراف ذات العلاقة للوصول إلى الحقيقة الكاملة حول واحدة من أهم الظواهر السلبية في دورينا المحلي.
مسؤولية الأندية
الإعلامي والكاتب الصحفي محمد لوري دافع عن اتحاد كرة القدم وقال إن الأخير مسؤوليته تكمن في برمجة المسابقات من حيث التوقيت والملاعب فقط وربما يتحمل جزءا بسيطا في حال تضارب مواعيد مبارياته مع باقي الألعاب؛ الأمر الذي ربما يؤثر على الحضور الجماهيري، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على جماهير الأندية ذاتها التي يجب أن تؤازر فرقها بدافع الحب والانتماء.
وأضاف لوري “في أوروبا الجماهير تلاحق أنديتها في كل مكان وتشتري تذاكر الملعب والطيران وتكلفة الإقامة بالفنادق؛ لأنها تعشق ناديها، وهنا ينبغي للأندية وروابطها أن تعمل على جذب جماهيرها لمساندة فرقها”.
واستذكر لوري تجربة شركة شووت قبل أكثر من عشرين عاما في ظل الشراكة مع اتحاد الكرة حينذاك والتي استقطبت الجماهير عبر سلسلة من الحوافز والجوائز مثل كوبونات “امسح واربح”، موضحا بأنه لا بأس من دراسة تكرار ذات التجربة، ولكنه شدد على أهمية إحياء دور روابط الأندية في تشجيع فرقهم.
التسويق والترفيه
خبير التسويق والإدارة محمد القوتي قال إن العزوف الجماهير ظاهرة مرتبطة بالكثير من الأمور وليست مسؤولية الاتحاد لوحده، فهي تتطلب منظومة رياضية متكاملة تشمل وسائل الإعلام والاتحاد والأندية كما أننا بحاجة لمديري تسويق في الاتحاد والأندية؛ لوضع الخطط والبرامج الكفيلة بجذب الجماهير.
وأضاف “يجب على الإعلام كذلك أن يعرض قصص النجاح وينقل الأخبار الشارة والمشوقة والمثيرة بدلا من نقل القصص السلبية وهنا لا أقصد تغييب الحقائق وإنما العمل وفق سياسة إعلامية متكاملة يتفق عليها الاتحاد والإعلام معا”.
وأشار إلى أن حضور المباراة للجمهور يجب أن يكون من أجل الترفيه والمتعة؛ الأمر الذي يتطلب وجود خدمات في الملاعب ومرافق ذات جودة، كما ينبغي على اللاعبين استثمار حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق لأنفسهم وللدوري معا.
وأوضح القوتي أن التسويق لا يعني استقطاب الشركات الراعية فقط ووضع الإعلانات في الملعب، فالتسويق يشمل الجماهير كذلك باعتبارها ملح البطولات وشدد على أهمية الترفيه في الملاعب واستعراض قصص النجاح؛ لأنها عامل رئيس لاستقطاب المشجعين إلى الملاعب.
نمط الحياة
رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد البحريني لكرة القدم مهند الأنصاري أرجع أسباب العزوف الجماهيري إلى تغير الحياة وأنماط السلوك الاجتماعي لدى الناس، مشيرا إلى أن رتم الحياة تغير كثيرا.
وتابع “اتحاد الكرة عمل جاهدا على استقطاب الجمهور من خلال الجوائز والترويج لمسابقاته عبر وسائل الإعلام، ولكن إيقاع الحياة السريع وارتباط الناس بالوظيفة حتى وقت متأخر والازدحامات الخانقة في معظم المناطق للانتقال من المحرق إلى الرفاع أو العكس على سبيل المثال علاوة على ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية التي جعلت الكثير من الناس يكتفون بالمشاهدة والمتابعة عبر تلك الأدوات بدلا من تكبد عناء الحضور”.
كما أوضح بأن جودة اللاعبين تعتبر أحد الأسباب الرئيسة، فجيل السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات كان يزخر بالأسماء الرنانة سواء من اللاعبين المحليين أو المحترفين وفي الوقت الحالي لدينا ندرة بالمواهب.
وأشار إلى أن كثرة التوقفات للدوري خارجة عن الإرادة، فهي إما بسبب أيام الفيفا أو استعدادات المنتخب للمشاركات الخارجية، وفي الموسم القادم سيكون الاتحاد في مأزق أكبر بسبب كأس آسيا وكأس الخليج والعديد من الاستحقاقات الأخرى.
جودة اللاعبين
حسن سعيد نائب رئيس نادي الشباب السابق برأ ساحة اتحاد الكرة من العزوف الجماهيري مضيفا “ليس لدينا ملاعب كافية والنقل التلفزيوني ليس بتلك الجودة الكبيرة... ونعاني من تضارب مواعيد مباريات الكرة مع باقي ألعاب الصالات ثم إن الجماهير أصبحت تشاهد أرقى الدوريات الأوروبية، بينما مستوى دورينا متواضع”.
وأوضح سعيد بأن اتحاد الكرة تقع على عاتقه برمجة المسابقات فقط، وأن العزوف الجماهيري مسؤولية الدولة ككل تبدأ من مضاعفة ميزانية الأندية لاستقطاب أفضل المحترفين، فجودة اللاعبين أمر مهم جدا في تحفيز الجمهور على الحضور ولنا في منافسات الدوري الإماراتي خير مثال، حيث تمتلأ مقاعد ملاعبهم بسبب وجود نجوم قادرين على جذب المشجعين.
وأوضح بأن تطبيق تقنية الفار أيضا في التحكيم أصبحت تشكل أهمية كبيرة في تعزيز الإثارة والحماسة، مشيرا إلى أن مسؤولية الجذب الجماهيري كذلك يشترك فيها الإعلام والاتحاد والأندية وروابط الجماهير، ولكن المنظومة برمتها بحاجة إلى تهيئة من جميع النواحي الأمر الذي يتطلب إرادة قوية من أعلى المستويات وحينها سيعود الجماهير تدريجيا إلى الملاعب.
الاتحاد غائب
رئيس رابطة جماهير النادي الأهلي حسن السماهيجي بأن اتحاد الكرة يتحمل الجزء الأكبر لأسباب الغياب الجماهيري والأندية تتحمل جزءا أقل.
وأضاف “الاتحاد هو من يضع روزنامة المباريات ويوزعها على الملاعب، وهو المسؤول عن التحفيز والتسويق.. وينبغي على الاتحاد أن يشكل لجنة خاصة للتحفيز الجماهيري ويقوم بعقد اجتماع مع رؤساء روابط الأندية في بداية كل موسم ويبحث متطلباتها واحتياجاتها”.
وذكر السماهيجي بأن أكثر ما يجذب الجمهور هو المستوى الفني والنتائج والنجوم والمحترفين المتميزين، وعلى الأندية أن تفكر في الكيف وليس الكم بالنسبة للأجانب، فعندما يكون لديك لاعبان أو ثلاثة بارزين أفضل من 5 مستواهم متواضع.
وأوضح أن التسويق والتحفيز والتعاون مع رؤساء روابط الأندية يشكل أمرا مهما، وعلى الجماهير أن تساند فريقها في حال الفوز والخسارة ولا تفارقه في حال تراجع النتائج وهو بأمس الحاجة إليها عند الخسارة أكثر من الفوز، متمنيا من اتحاد الكرة المبادرة ببحث موضوع الغياب الجماهيري للتوصل إلى أفضل الحلول بالتشاور مع رؤساء الروابط.