أغنيات العيد.. بصمة أصيلة وعلامة فارقة في التراث الموسيقي الكويتي

ما يقرب من سنتين فى كونا

(تحقيق صحفي)

الكويت - 30 - 4 (كونا) -- (اليوم يوم العيد.. وللعيد نغني نشيد) و(العيد هل هلاله) و(يا مرحبا بالعيد).. كلمات من أغنيات كويتية خالدة تركت بصمة تراثية أصيلة تناقلتها الأجيال على مدى عقود مع حلول عيد الفطر السعيد وكأن أيامه لا تحلو من دون مشاهدتها على التلفاز أو سماعها عبر أثير الإذاعة.
وجرت العادة أن يبث تلفزيون دولة الكويت منذ عقود خلت مجموعة من الأغنيات الخاصة إيذانا بليلة العيد ولا تزال تلك الأغنيات التي سجلت إبان فترة الستينيات والسبعينيات تسكن الذاكرة وتمد المواطنين بإحساس من البهجة. وفي هذا السياق يصف الفنان الكويتي القدير مصطفى أحمد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت أغنيات العيد بأنها "علامة فارقة في التراث الموسيقي الكويتي كونها تتجدد في كل الأعياد فارتبطت ارتباطا وثيقا بمخيلة الأجيال منذ تسجيلها للإذاعة والتلفزيون في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي".
وأضاف الفنان مصطفى أحمد أن أغنيات العيد التي سجلت في تلك الفترة لا تزال تسكن ذاكرة المواطنين وتمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور وبفرح العيد ومنها أغنية (العيد هل هلاله) للمطرب الراحل محمود الكويتي وأغنية المطرب الراحل غريد الشاطئ (يا مرحبا بالعيد يا محلا أيامه) وأغنية الفنان الراحل عوض دوخي (اليوم يوم العيد).
وأكد أن هذه الأغنيات تعكس قيمة الفن الكويتي الأصيل الذي لا يزال صيته ذائعا ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستويين الخليجي والعربي خصوصا مع انتشار مواقع ومنصات عرض الأغنيات عبر شبكة الإنترنت ما سهل سماعها وإعادتها لا سيما عند الأجيال اللاحقة.
وعن سر استمرارية أغنيات العيد ذكر الفنان مصطفى أحمد أسبابا عديدة أهمها "صدق الكلمات وبساطتها وجمالها والإحساس المرهف لدى مؤلفيها وعذوبة الألحان التي قدمها ملحنون كبار في ذلك الوقت إضافة إلى أداء مطربين كانوا بحق رواد الأغنية الكويتية مثل عوض دوخي ومحمود الكويتي وغريد الشاطيء وغيرهم".
وأضاف أن الأغنية الكويتية بشكل عام حققت خلال العقود الماضية شهرة واسعة بفضل الرواد الأوائل من شعراء وملحنين ومطربين قدموا أعذب الكلمات وأفضل الألحان وأجمل الأصوات ما أثرى الساحة الغنائية المحلية والخليجية والعربية ومثلت مرآة تعكس تقدم الشعب وتطوره في كافة المجالات بعد فترة الاستقلال عام 1961.
وأوضح أحمد أن الأغنية الكويتية فرضت وجودها على الساحة العربية منذ ستينيات القرن الماض حتى أن بعض كبار المطربين العرب غنوا لشعراء وألحان كويتية ولا تزال هذه الأغنيات الكويتية خالدة وتتردد عبر الأجيال.
واستعرض إحدى أغنيات العيد التي لا تزال تعرض وتسمع عبر الإذاعة والتلفزيون وخصوصا ليلة العيد وهي أغنية الراحل محمود الكويتي (العيد هل هلاله) بالقول إن كلماتها وعذوبة ألحانها وأداء المغني جعلها تفرض نفسها في كل مناسبة فرح وعيد وكلماتها هي (العيد هل هلاله.. كل الطرب يحلاله يا ربنا زيد النعم.. وحسن جميع الحالة عيد الوطن يا محلاه.. هل السعد وياه هذا اللي نتمناه نتمنى من الله يعيد الخير.. يكثر ويزيد الأمل أصبح بالإيد يا لله يا رب البيت.. تحفظ حكام الكويت والشعب وهم حييت".
وأضاف أنه كما هو معروف فإن أغنية محمود الكويتي كانت بالأصل أغنية وطنية لكنها تحولت إلى أغنية خاصة بعيد الفطر السعيد وهي من كلمات الشاعر إبراهيم السديراوي وقد اعتاد تلفزيون وإذاعة دولة الكويت بثها في ليلة عيد الفطر السعيد.
وقال إن أكثر ما يميز هذه الأغنية وغيرها من الأغنيات القديمة هو ما تحركه في نفوس المستمعين إذ تعود بذاكرتهم إلى الزمن القديم والحنين إلى الماضي خصوصا لمن عاش تلك الفترة التي لا تزال تعيش في وجدانهم فتزيد من فرحهم واحساسهم ببهجة العيد السعيد.
من جانبه قال رئيس قسم التربية الموسيقية في كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور فهد الفرس في تصريح مماثل ل(كونا) إن التراث الغنائي لأي شعب يعد من أهم عناصر ثقافته إذ يسهم إلى حد كبير في تشكيل الوجدان الجماعي لأفراده لما له من تأثير في النفوس وبالتالي فإن الأغنية من إبداع الشعب صاغها أفراده للتعبير عن أحاسيسهم وأذواقهم وأصبحت ملكا عاما للشعب".
وأشار الفرس إلى وجود أغنيات شعبية خاصة لكافة المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية وتشمل كافة فئات الشعب مثل أناشيد (القرقيعان) في منتصف شهر رمضان وتشمل أهازيج وأغنيات خاصة بالبنات والأولاد ومنها أيضا أغنيات البحر على ظهر السفن أو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مايسمى ب(فن المالد) وهي خاصة بالرجال وأغنيات النساء مثل (دق حبوب الهريس) في استقبال شهر رمضان وكذلك الأعراس واستقبال المولود التي تقدم كلها بكلمات وألحان شعبية وإيقاعات تتوافق مع كل مناسبة.
وتطرق إلى أغنيات العيد بالقول إن سبب نجاحها يعود إلى النص الشعري البسيط الذي يتقبله الجميع وتركيبة الألحان التي تتميز بالبساطة والسهولة كما هو الحال بالنسبة لأغنية (العيد هل هلاله) للفنان محمود الكويتي وأيضا تميزها بإيقاع (السامري) المحبب ما جعلها تستمر لأجيال عدة كما تميزت بالمزج ما بين فرحة العيد والفرحة الوطنية.
وذكر أغنية (باركوا يا أحباب الفرح لذ وطاب.. اليوم يوم العيد وللعيد نغني نشيد) قائلا إنها أغنية صريحة وخاصة بالعيد وهي من كلمات الشاعر ماجد المهنا وأداء الفنان عوض دوخي وقد استخدم فيها لحنا حديثا في صناعة الجملة اللحنية والتي واكبت التطور الذي شهدته الكويت في مطلع الستينيات من القرن الماضي.
وأشار الفرس إلى أغنية (يا مرحبا بالعيد يا محلا أيامه) من غناء غريد الشاطيء في بداية ستينيات القرن الماضي وهي من كلمات وألحان (ابن الصحراء) مضيفا أن هذه الأغنيات لا تزال تردد عبر وسائل الإعلام لما لها من دور في إسعاد الناس وإدخال البهجة والسرور والفرح في نفوسهم كما أن لها ذكريات جميلة يتذكرها أبناء الأجيال السابقة وتبعهم في سماعها الأجيال اللاحقة وهنا يكمن سر استمراريتها. (النهاية) م ف / م ص ع

شارك الخبر على