روبرت فيسك يتهم «دونكيرك» بالعنصرية تجاه المسلمين

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

هاجم الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، فيلم "دونكيرك" الذي تم طرحه مؤخرًا بدور العرض في أغلب دول العالم، إذ اتهمه بالعنصرية بسبب تجاهله دور الجنود المسلمين وأصحاب البشرة السمراء في أكبر عملية إجلاء في تاريخ البشرية.

"الفيلم" الذي حقق أعلى الإيرادات خلال الأسبوع الأول من عرضه، يتناول جانبا من الحرب العالمية الثانية عام 1940، وهى عملية الإجلاء الإعجازى لجنود الحلفاء من بلجيكا، وبريطانيا، وفرنسا، بعدما تمت محاصرتهم بواسطة الجيش الألمانى فى شواطئ "دونكيرك" الفرنسية.

وتعد عملية "دونكيرك" أكبر عمليات الإخلاء والإنقاذ التي شهدها تاريخ البشرية في وقت الحروب، وقد وقعت إبان الحرب العالمية الثانية سنة 1940 بين دول الحلفاء وألمانيا النازية، واستمرت لمدة أسبوع من 26 مايو إلى 4 يونيو، وبلغ العدد الإجمالى لهؤلاء الجنود الذين تم إجلاؤهم نحو 192 ألف جندى بريطانى و144 ألف جندى من فرنسا، وبلجيكا، وكندا، وبولندا وهولندا، ويعتبر فشل القوات النازية الألمانية فى أسر هذه القوات نقطة تحول مهمة فى مسار الحرب العالمية الثانية.

الكاتب المخضرم، وهو متخصص في شؤون الشرق الأوسط، قال في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إنه "عندما تشاهد الفيلم، تذكر أنه نسخة بيضاء تتجاهل شجاعة الجنود السود والمسلمين".

وأشار إلى أنه حتى في هذه المرحلة المبكرة من الحرب العالمية الثانية بمواجهة النازيين، أظهر المواطنون البريطانيون من الأقليات العرقية شجاعة هائلة، موضحًا أن أحد أشجع رجال الجيش خلال المعركة كان من أصحاب البشرة السمراء، وعلى الرغم من ذلك لم نر أي فيلم عنه.

وتابع "فيسك" بالقول: إن "المخرج كريستوفر نولان، لم يعترف بوجود قوات مسلمة في (دونكيرك)، على الرغم من مشاركة جنود "الكومنولث" الهنود المسلمين، علاوة على أفواج من الجزائريين والمغاربة في الجيش الفرنسي".

وتحدث الكاتب عن الفيلم الفرنسي الذي صدر بالمملكة المتحدة باسم "أيام المجد"، وكان يشيد بشجاعة الجنود الجزائريين الذي قاتلوا ضد النازية بعد هبوط الحلفاء في جنوب فرنسا، وتضمن عرض عنصرية رفاقهم الفرنسيين البيض.

وقال: إن "أحد المشاهد كان يتضمن جنديا من أبناء شمال إفريقيا يسقط جريحًا، ويبدأ الصلوات بالقرآن ثم يأتي جندي ألماني ويعدمه".

الكاتب البريطاني، الذي قضى نحو 40 عاما في الشرق الأوسط، أفاد بأن التاريخ لا يكتبه المنتصرون فقط، بل يكتبه أيضًا المخرجون، مشيرًا إلى أن الجزائريين قد ذُبحوا من قبل النازيين لأسباب عنصرية، وهو عمل يدعم بقوة اشتباه بعض المفكرين العرب اليوم بأن هتلر، بعد تدميره ليهود أوروبا والشرق الأوسط، كان سيحول بعد ذلك غضبه ضد الإبادة العربية.

شارك الخبر على