المسرح يتوقف في رمضان وأفضل هدية كانت من محمد عواد

حوالي سنتان فى البلاد

عندما تجلس وتتحدث مع القامة المسرحية الفنان الكبير خليفة العريفي، لابد لك أن تجري بأقصى سرعة لتلتقط وتسجل ما تستطيع تسجيله من ذكريات بصوته الصداح. فالجلوس معه أشبه بالطواف حول الأرض ومغامرة مدفون في درجها أقلام وورق تشرح صولاته وجولاته ومجموع خطواته في شارع الحياة والنجاح.

التقيت العريفي في مسرح أوال قبل أيام وطلبت منه التفرغ لي بهدوء ليحدثني عن ذكريات الطفولة في رمضان، وما صادفه من مواقف مازالت مطبوعة في ذهنه ناطقة نابضة بالحياة. امتلأ صدره حماسة وتصميما ليرفع الستار ويريني ما كان يدور في كواليس حياته.

 

ذكريات الطفولة في رمضان؟

سأعود إلى الوراء وتحديدا قبل 60 عاما حينما كنا نسكن في " فريج ستيشن". كان عمري آنذاك 8 سنوات وكأي فرد من أبناء جيلي كنا نستمتع بليالي شهر رمضان، ونلعب مختلف الألعاب الشعبية بما فيها " التيلة"، كما كان لمناسبة القرقاعون قدسية خاصة، فتقام له احتفالية كبرى وتتعطل الحركة في الأزقة والأحياء من شدة الازدحام والمشاركين تجدهم من كل الأعمار وليس الأطفال فحسب.

 

الذكريات المسرحية في رمضان؟

في ذلك الوقت كانت أنشطتنا المسرحية تتوقف خلال شهر رمضان، لعدة أسباب أهمها عدم وجود مكان للعرض وعمل البروفات كما هو حاصل اليوم، والجهة الوحيدة التي كانت تساعدنا آنذاك هي النادي الأهلي والذي شهد بين أروقته انطلاقة مسرح أوال وكذلك احتضن النادي أول مسرحية عرضها أوال، وأنا شخصيا مثلت لأول مرة على خشبة النادي الأهلي.

ماذا عن الأنشطة التي تقيمها الأندية الثقافية في رمضان؟

حسب علمي كان نادي الخليج ينظم العديد من الندوات الفكرية والدينية ومختلف الأنشطة المرتبطة بروحانية الشهر الفضيل، وأذكر أن مقر هذا النادي تحول فيما بعد إلى مقر لمسرح أوال لفترة من الزمن.

من الممثل الذي كنت تحب تقليده في صغرك؟

كنت معجبا جدا بالفنان عماد حمدي، رغم أننا لم نكن نذهب للسينما كثيرا؛ لأنها لم تكن تستهوينا كالمسرح. كان والدي رحمة الله يأخذني إلى سينما الزياني لمشاهدة الأفلام الشهيرة التي تم إنتاجها في ذلك الزمن وحققت شهرة واسعة كفيلم "عنتر وعبلة" لسراج منير.

 

ما الذي كان يغضب والديك منك في شبابك؟

لم يغضبا مني بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن الوالد رحمه الله كان يريد مني الالتحاق في سلك التعليم لمساعدته في مصاريف البيت، وبالفعل أصبحت مدرسا للمرحلة الابتدائية في العام 1966، ومن ثم نصحني الفنان محمد عواد لدراسة التمثيل في الكويت العام 1970 عند الفنان الكبير زكي طليمات.

 

أفضل هدية تلقيتها في حياتك؟

أفضل هدية تلك التي أعطاني إياها محمد عواد رحمه الله وسأحكي لكم قصتها...لم يكن في بالي أبدا أن أصبح ممثلا، وحينما كان الفنان محمد عواد يشتغل على مسرحية " كرسي عتيق" وهي من تأليفه وإخراجه وعرضت بتاريخ 13 يناير عام 1974 على مسرح النادي الأهلي، اعتذر اثنان من الممثلين عن المشاركة في المسرحية لتأدية أحد الأدوار، وبحكم تواجدي اليومي في البروفات حفظت الحوارات وما كان من محمد عواد إلا أنه قال لي ذات يوم...ستكون معنا في المسرحية لتقمص هذه الشخصية..." ها..شلون...ليش..أنا ما لي في التمثيل وما عندي خبرة "..ولكنه أصر رحمه الله وقبلت الدور ومثلته ونجحت في التحدي، وبعد المسرحية قال لي الاخوة والأصدقاء ..لقد اكتشفنا للتو ممثلا بارعا

أهم تكريم أسعد خليفة العريفي؟

"..سؤال جميل"...بعد تخرجي من المسرح لم تكن هناك وظيفة شاغرة لي، وحينها كان الفنان والمخرج صقر الرشود رحمه الله يستعد للذهاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تأسيس المسرح في العام 1987، وطلب مني مرافقته والعمل سويا، وبالفعل ذهبت معه ولم اختار العمل المكتبي، بل اخترت فرقة مسرحية في إحدى الإمارات وعملت بكل جهدي وطاقتي لبناء الفرقة على أسس منهجية.

مكثت هناك ست سنوات وكانت كفيلة بتوسيع مداركي واكتسابي خبرة كبيرة في الإخراج المسرحي وما فعله لي الراحل صقر الرشود اعتبره أفضل تكريم في حياتي.

 

ما أكثر بلد تحب السفر إليه؟

مدينة بوكت بتايلند..إذ إنني كتبت ثلاث روايات وديوان شعر هناك، فجمال الطبيعة والهدوء تشجع على الكتابة وكذلك الاسترخاء.

شارك الخبر على