واشنطن تايمز الملحدون بالعالم العربي صامتون لكن في ازدياد

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

بعنوان "الملحدون في العالم الإسلامي والعربي.. صامتون وغاضبون لكنهم يتزايدون في العدد" قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إن الملحدين في العالم الإسلامي والعربي يخشون الإفصاح عن اعتقاداتهم، ومثال على ذلك "فتاة عراقية -التقتها الصحيفة- تبلغ من العمر 21 عاما والتي تخفي ما أسمته بسر خطير عن أقرانها وزملائها بجامعة بابل، والذي يتلخص في أنها ملحدة".
ونقلت عن الفتاة قولها "أشعر أن الديانات غير عادلة، وتمثل انتهاكا لحقوق الانسان وتقلل من  مكانة المرأة، لكنني لا أتجرأ على مشاركة معتقداتي تلك مع الغرباء".

كما نقلت عن فتاة أخرى بإحدى المدارس  -على بعد حوالي 115 ميلا جنوب بغداد- قولها "أرتدي غطاء الرأس على الرغم من كوني ملحدة؛ من الصعب السير عارية الرأس  في جنوب العراق، هناك سيدات قليلات جدا يخاطرن بعدم تغطية شعورهن، ويواجهن المضايقات بكل مكان ".

وأضافت أن مخاوف المحلدين تأتي بسبب تصريحات السياسيين العراقيين ضدهم؛ ومن بينهم  عمار الحكيم -رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق- وهو حزب سياسي شيعي كبير، والذي أعلن في مايو الماضي أن "البعض يشعر بالاستياء من تمسك المجتمع العراقي بثوابته الدينية وعلاقته بالله عز وجل"، محذرا من "موجة الإلحاد المتصاعدة تهدد العالم العربي، ولابد من مكافحة هذه الأفكار الأجنبية". 

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "الإحصاءات المتعلقة بالإلحاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتسم بالضبابية، لكن المحللين يقولون إن مثال الفتاة العراقية، يمثل اتجاها متزايدا على أساس التطورات الأخيرة".

ونقلت عن الباحث العراقي عبد الكريم مجيد قوله "بالنسبة للشباب، الذين هم في غالبيتهم من الملحدين الجدد، تسببت وحشية الخلافة الإسلامية التي أقامتها داعش في سوريا والعراق عام 2014 في رد فعل احتجاجي ضد الدين"

واستكملت "في عام 2014، استشهد مركز حكومي مصري  بدراسة دولية مشكوك فيها، تؤكد  أن هناك  866 ملحدا فقط يعيشون في البلاد التي تضم أكثر من 90 مليون نسمة، لكن وبالرغم من هذه الدراسة الدولية كشفت الاحصاءات الصادرة مؤخرا عن المحاكم أن آلاف النساء المصريات، طلبن الطلاق في عام 2015 بسبب إلحاد أزواجهم وقد تكون الأرقام أعلى بكثير من ذلك".

وقالت "في عام 2011، نشرت وكالة أنباء (أنيوز) الكردية  دراسة استقصائية تؤكد أن 67 %  من العراقيين يؤمنون بالله و 21 % قالوا إن الله ربما كان موجودا، بينما رأى 7 % أنهم لا يؤمنون بالإله و 4 %  قالوا إن الله ربما لا يكون موجودا"، مضيفة "اليوم، أدت ثورة المعلومات التي تغذيها شبكة الإنترنت، والحريات التي أطلقها الربيع العربي، وتزايد قوة الأحزاب الدينية الطائفية المتطرفة وصعود داعش إلى إضعاف الشعور الديني والإيمان بالرب".

وأضافت "في العام الماضي، أغلق موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أكثر من 50 صفحة للملحدين باللغة العربية بعد أن قامت الجماعات الإسلامية المتطرفة بحملة لإزالتها، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق العديد من صفحات الفيسبوك من هذا النوع، وفي  مارس 2015، أطلق ملحدون عراقيون وعرب آخرون من الولايات المتحدة، موقعا تلفزيونيا وأصدروا مجلات باللغة العربية والإنجليزية، تعزز وتبث وتنشر وجهات النظر الإلحادية وسجلت أكثر من مليون مشترك".

وقالت "هذا ما دفع العلماء في جامعة الأزهر المصرية، أبرز مركز تعليمي سني، إلى دعوة الملحدين للتوبة أو مواجهة الإعدام بقطع الرأس، وأعلن الرئيس السيسي أن من يهين الدين يجب أن يفقد جنسيته المصرية، ومع ذلك، فإن البرامج الإلحادية على الإنترنت متاحة بسهولة باللغة العربية الآن".

وأضافت "الإلحاد ليس من الأمور غير القانونية سواء في مصر أو العراق، لكن المسؤولين يهاجمون  الملحدين في تلك البلدان، ونظراؤهم يواجهون عقوبة الإعدام فى السعودية وايران والامارات وقطر واليمن والصومال والسودان وموريتانيا"، لافتة إلى ان "الكثير من الملحدين بالمنطقة يقولون إن خوفهم الأكبر ليس معاقبتهم على معتقداتهم  بقوانين بلادهم، ولكن أن يصبحوا أهدافا للمجموعات الطائفية العنيفة التي تسعى للحصول على الدعم السياسي". 

ونقلت عن فيصل المطر - الناشط العراقي في مجال حقوق الإنسان- قوله  "الإسلاميون لم يتمكنوا من إنجاز أي شيء على مدار السنوات الماضية؛  لذلك فهم يريدون خلق عدو ما من أجل إبقاء الدوائر الانتخابية في حوزتهم وتجنب محاسبتهم عن أخطائهم".

كما نقلت عن أحمد عبد العزيز ، طالب بكلية الطب قوله "من السهل الاعلان عن افكارك في القاهرة؛ فلا أحد سيهتم لأمرك، لكن في المدن الريفية المصرية الصغيرة، الجميع يشاهد الآخر"، لافتة إلى أن عبد العزيز  يخفي معتقداته عن عائلته، مضيفا
 "عائلتي ستشعر بالغضب، أنا مجبر على حضور صلاة الجمعة وصوم شهر رمضان. أشعر بعدم الارتياح لممارسة الأشياء التي لا أؤمن بها". 

شارك الخبر على