مشروع "البحر الأحمر" .. وثبة حضارية .. ورحلة تنزه في حدائق الشُعب المرجانية

ما يقرب من ٧ سنوات فى اليوم

يعد البحر الأحمر شريانًا حيويًا مهمًا في العالم، بوصفه حلقة الوصل ما بين المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وطريق التجارة ما بين قارات الشرق والغرب، وبوابة الحرمين الشريفين عبر موانئ المملكة التي تزخر بتراث حضاري وإنساني سجله التاريخ على امتداد سواحلها المطلة على البحر الأحمر بطول 1830 كيلومترًا تقريبًا، تبدأ من محافظة "حقل" شمالًا إلى منطقة "جازان" جنوبًا، ويتوسطها من الجهة الشمالية الغربية مشروع وطني أطلق عليه "مشروع البحر الأحمر". ويشغل النطاق الساحلي للقارات 60% من سكان العالم، ومعظم المدن التي يتخطى عدد سكانها مليون نسمة يعيشون على سواحل البحار والمحيطات إذ تعد مكانًا اقتصاديًا مميزًا يمكن استثماره لكسب لقمة العيش، وتحقيق التجارة؛ في حين أكد الاقتصاديون أن 90% من حجم البضائع في العالم تُنقل عبر المدن الساحلية، والمملكة العربية السعودية تتمتع بامتداد ساحلي قدره 2480 كيلومترًا في الخليج العربي، والبحر الأحمر. وتنفرد المملكة - بفضل الله تعالى - بثروات بيئية متنوعة ضمن نطاق مساحتها الشاسعة في شبه الجزيرة العربية، ومن خلالها تمكنّ الإنسان الذي عاش على أرضها منذ قديم الأزل من تحويلها إلى مكتسبات ملموسة أسهمت في تكيف حياته مع محيطه الحيوي الطبيعي ليصنع حضارات إنسانية تعاقبت أجيالها، وبقيت علاماتها شاهدة عليها حتى الآن، ناهيك عن تميزها بثروة التنوع الأحيائي البديع الذي حرصت القيادة الرشيدة على المحافظة عليه. ومن هذه الثروات "البحر الأحمر" الذي يتكون من تنوع أحيائي ومناخي فريد من نوعه في العالم، واهتمت به المملكة على مر عهود قياداتها - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – الذي أطلق "رؤية المملكة 2030" المركزة على المحافظة على هذا التنوع البديع، وتحقيق التنمية المستدامة والرفاه، بجانب التنظيمات التي أقرت سابقًا ومنها : الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع الأحيائي في المملكة، ليثمر عن ذلك مشروع البحر الأحمر. ويمكن القول إن إطلاق نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة) مشروع (البحر الأحمر) السياحي الممتد لـ 200 كيلومتر على سواحل البحر الأحمر من الجهة الشمالية الغربية للمملكة ما بين مدينتي أملج والوجه، يأتي امتدادًا لحرص الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على حفظ هذه الثروات الطبيعية، وتعزيز علاقة المواطن بها من خلال رؤية نهضوية للسياحة البيئية تتيح له فرصة الاستفادة من مكتسباتها، ويقف خلف تنفيذ هذا المشروع الوطني بشكل كبير صندوق الاستثمارات العامة. وللبحر الأحمر مكانة كبيرة لدى الجغرافيين، فقد قال مدير عام مركز تاريخ البحر الأحمر وغربي المملكة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور هاني بن زامل العبدلي، إن الكثير من الباحثين اهتموا بدراسته عبر التاريخ نظرًا لتميز موقعه الجغرافي الذي يربط بين قارات آسيا، وأفريقيا، وصولاً إلى أوروبا، وما طرأ عليه من تطورات مع اكتشاف النفط جعلته يمتلك مساحة جيوسياسية أكبر من مساحته الجغرافية

شارك الخبر على