البطل خالد ورحلة التحدي بمواجهة "التوحد"

حوالي سنتان فى البلاد

خالد جمال عاشير (22 سنة) قصة أخرى من قصص التحدي الجميلة، أبطالها ذوو الهمم، والتي تتحدث عن الإرادة ودور الأسرة بمساعدة ذوي التوحد ليندمجوا بالمجتمع، ويكونوا جزءا أساسيا فيه.

وبهذا الشأن، تقول أم خالد في حديثها لـ "البلاد" بأنه "كان خالد طفلاً طبيعياً، وفجأة ومن دون سابق إنذار تبدلت حالته وهو بعمر السنة والنصف، من نشاط زائد، ونوم متقطع، وكان أمرا صعبا علي في البداية، مع جهلي للحالة، وعدم معرفة العديد من الأطباء لما يحدث".

وأردفت "إلى أن بلغ من العمر الرابعة، حيث تم تشخيص حالته بأحد المستشفيات الأردنية بأنه مصاب بالتوحد، وحين رجعنا للبحرين، اهتممت بأن اقرأ وأطلع عن هذا المرض؛ لكي اقدم لابني العلاج والمساعدة التي يحتاجها".

وتزيد أم خالد "تصنف حالة خالد بأنها من المتوسط إلى الشديد، وتبلغ نوبات الصرع اليومية ما بين ستين الى سبعين مرة، ومعها أعراض مرضية أخرى، ولكن وبفضل رب العالمين، وتقبلي كأم بأن هذا هو ولدي، وبأنه هديه من الله عز وجل، فلقد وكلت لأن أساعده وأرعاه".

وتقول "استطعت بعد جهود كبيرة بأن أدمجه بالمجتمع، وبمساعدة كريمة من أهلي والذين يقدمون الكثير، ولقد كبر خالد، وكبرت معه التحديات والإنجازات أيضاً".

وتزيد أم خالد "أصبحت لديه الكثير من المواهب الإبداعية، كالرسم، والمشاركة في (السوشال ميديا) ولقد اقترح علي عدد من المشاريع، والتي كانت تنجح ولله الحمد فور أن أقوم بها".

وتضيف "مرة قال لي (ثياب) ولم أفهمه بالبداية، لكنني استوعبت الأمر بأنه لماذا لا أقوم بمعرض ملابس؟ وفعلا ذهبت للإمارات واحضرت ملابس متنوعة، وبعتها هنا بمعرض اسميه باسم (البطل خالد) ولقد حقق نجاحاً فاجئني".

وتكمل "في مرة أخرى قال لي (حلاوة) وتكررت ذات التجربة بنجاح، مع أن عمليه إعداد الحلويات يحتاج لصبر و(طولة بال)، ولقد شاركت بمعارض الحلويات المنزلية لمدة عام كامل".

وعن الصعوبات التي واجهتها، قالت أم خالد "أهمها التعليم والذي هو حق للجميع، ولقد نظرت لهذه الصعوبة وغيرها باهتمام، لكي أساعده لأن يكون شخصا أفضل".

وتبين "لم أر التحديات كحاجز بل حافز لتحقيق النجاح، ونقله لحال آخر جديد يكون به اجتماعياً، مندمجاً مع محيطه، ومن الأهمية أن تعرف الناس طبيعته، والصعوبات التي يواجهها".

وتزيد أم خالد "أصبح خالد الآن شخص آخر، اجتماعي، يحب الناس، والاحتفالات، وفي الأردن مثل بفعاليات عده أطفال التوحد، وسط محبة كبيرة كان يلقاها من الناس".

وتقول "كان يُطلب في حياة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حيث كان يمثل أطفال التوحد بالفعاليات التي كانت تنظم حينها، ولقد كنت اصطحبه وهو على الكرسي المتحرك بسبب نوبات الصراع التي تنتابه بشكل متكرر".

وتتابع أم خالد "الزرع لما تسقيه وتهتم فيه، الثمر يطلع".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على