تفاصيل خلاف ١٣ عامًا بين «أم كلثوم » والشيخ زكريا.. «قدم لها آخر أغنية في حياته»

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

​"كنت أسأل نفسى متى يعمل الشيخ زكريا، ويتم ألحانه وهو يداوم على سهراته اليومية، واكتشفت أن لديه قدرة على التلحين فى أى وقت، وأذكر أنه لحن أغنية "حبيبى يسعد أوقاته" لـ"أم كلثوم"، وهو يجلس معنا، وفى مرات عديدة كان يضع لحنين مختلفين لأغنية واحدة ويعرضها علينا لنختار الأفضل".

"لم يكن الشيخ زكريا يحب القراءة، وربما كانت روايتى (زقاق المدق) هى روايتى الوحيدة التى قرأها، وأعجب بها للدرجة التى جعلته يعيد صياغتها ويحكيها أمامنا كأنه المؤلف"، بتلك الكلمات وصف الراحل نجيب محفوظ عبقرية صديقة الشيخ زكريا أحمد الذي لم يدّع مجالًا موسيقيًا إلا وطرقه، بداية من الطقطوقة، مرورًا بألحان لمطربين ومطربات، انتهاءً بالأوبريتات.

تعامل الشيخ زكريا أحمد مع العديد من المطربين والمطربات، إلا أن علاقته بأم كلثوم كانت ذات طابع خاص ومميز، حيث لحن لها تسع أغانٍ كان أبرزها أغانى أفلامها مثل "الورد جميل"، "غني لي شوي شوي"، "ساجعات الطيور"، "قولي لطيفك"، كما لحن لها في الأربعينيات عدداً من الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي صارت علامات فارقة في تاريخها مثل "الآهات"، "أنا في انتظارك"، "الأمل"، "حبييى يسعد أوقاته"، "أهل الهوى"، "الحلم".

لم تستمر تلك العلاقة كما كان متوقعا لها، ونشبت الخلافات في علاقة زكريا أحمد و"أم كلثوم"، بدأت بمطالبة الشيخ زكريا بمستحقاته من الإذاعة المصرية من طبع ألحانه على أسطوانات أم كلثوم، الأمر الذي رفضته سومة، بذريعة امتلاكها تنازلًا خطيًا منه عن تلك الحقوق، الأمر الذي دفعه لرفع قضية ضدها.

 

بعد خلاف دام 13 عاما، وصلت القضية إلى يدي قاضٍ يعشق صوت أم كلثوم ومقطوعات زكريا أحمد، فأزاح القاضي أوراق القضية جانبًا، وقام يذكرهما والحاضرين بأمجادهما السابقة معًا، وأنه لا داعي لهذا الخصام، وهنا قال الشيخ زكريا "لا الفلوس بتدوم ولا الشتيمة بتلزق وأنا لا أقدر على مواصلة التقاضي مع أعز فنانة إلى نفسي" ثم بكى، فبكت أم كلثوم، وقام الحاضرون تصفيقًا، وانتهى بذلك خلاف دام لـ 13 عامًا.

توج الشيخ زكريا الصلح مع أم كلثوم بأغنية "هو صحيح الهوا غلّاب"، من كلمات بيرم التونسي، ليتوج بعدها هو الآخر إلى ربه عام 1961، مخلّفا وراءه ميراثًا هائلًا من الألحان.

 

 

شارك الخبر على