انطلاق المشاورات اليمنية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية

حوالي سنتان فى كونا

الرياض - 30 - 3 (كونا) -- انطلقت المشاورات اليمنية - اليمنية اليوم الأربعاء والتي تستمر حتى 7 أبريل المقبل برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقره في (الرياض) بمشاركة يمنية واسعة.وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف في كلمته بالجلسة الافتتاحية لهذه المشاورات ان المشاورات اليمنية - اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة وأوضاع سياسية و عسكرية واقتصادية صعبة.وقال الحجرف ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية يؤكد على جملة من الثوابت في وسط عالم من المتغيرات وهي ان الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم الامن والاستقرار في اليمن والعمل على ايجاد حل للازمة اليمنية ينهي الصراع وينقل اليمن من حالة الحرب و تداعياته الى حالة السلم و تحدياته وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الامن 2216.واضاف ان (اتفاق الرياض) يشكل خريطة طريق واستحقاقا وطنيا يمنيا ويشكل استكمال بنوده متطلبا يمنيا يمنيا وأن دعم جهود المجتمع الدولي وجهود المبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي ولايجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين كافة المكونات اليمنية وكذلك دعم مؤسسات الدولة الدستورية والحرص على فاعليتها وضمان قيامها بمهامها ومسؤولياتها مشيرا الى ان من الثوابت ان لا حل إلا الحل السلمي وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد بكل ما تحمله الكلمة من معنى الشدة لا يمكن ان تحقق الامن و الاستقرار المنشود ولعل مشاوراتكم تؤسس لعام فيه يغاث الناس.وبين ان المشاورات اليمنية - اليمنية بمحاورها الست السياسي والاقتصادي والتنموي والمحور الاغاثي والانساني والمحور الاجتماعي والمحور الاعلامي تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته واستقراء المستقبل والاستعداد لتحدياته وبلورة خطوات عملية تنقل اليمن من حالة الحرب وأهوالها الى حالة السلم و آمالها.وشدد الحجرف على أن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية ليست خيارا بل واجب يتطلب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية ونبذ كل اسباب الفرقة والتباينات الداخلية والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح لبلورة خريطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه.وقال ان الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الاجواء المناسبة لانطلاق هذه المشاورات والعمل على نجاحها هي محل تقدير وتأتي الاستجابة السريعة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لنداء وقف اطلاق النار الذي اطلقناه بالأمس والذي دخل حيز النفاذ الساعة السادسة من صباح اليوم وبالتزامن مع انطلاق المشاورات استجابة مقدرة ومشكورة وداعمة لتلك الجهود.من ناحيته اكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون العربية والأمن القومي بالجامعة السفير خليل الذوادي ان الأزمة اليمنية تمثل جرحا غائرا في قلب العالم العربي فتبعاتها الأمنية والإنسانية لا تخفى سواء على الشعب اليمني أو جيرانه أو على أمن البحر الأحمر وتدفقات الطاقة المرتبطة باستقرار الاقتصاد العالمي.واضاف الذوادي ان ما يتعرض اليه اليمنيين من أزمة انسانية غير مسبوقة وممتدة منذ سنوات هو أمر لا يقبله اي عربي ولا يتمنى استمراره كما لا نقبل أن يكون اليمن منصة لتهديد جيرانه او بؤرة لزعزعة استقرار المنطقة.واكد ان الجامعة العربية تبنت منذ بداية الأزمة الحل السياسي الشامل كسبيل وحيد لإنهاء الحرب واحلال السلام وتتطلع اليه كافة شعوب المنطقة ودولها معربا عن التطلع بأن يكون الاجتماع خطوة مهمة على طريق الحل الشامل في اليمن وأن تنبثق عن المشاورات خارطة طريق واضحة المعالم.بدوره اكد الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي حسين طه في كلمته ان المنظمة التزمت بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ودعت إلى رفع المعاناة الإنسانية عن شعبه وإلى حل سياسي للنزاع.وأوضح طه أن المشاورات اليمنية اليمنية تمثل فرصة تاريخية لليمنيين معبرا عن الأمل في أن تسهم في رأب الصدع بينهم.ودعا جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط فيها بكل عزم لحقن الدم اليمني والتوصل إلى حل سياسي شامل يحمي مصالح الشعب اليمني العليا ويضمن حقوق الجميع.من جهتها قالت رئيس الجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الاصلاح اليمنية افراح الزوبة ان اكثر من 30 مليون يمني يعيشون وضعا حرجا وكارثيا للغاية والوضع يزداد سوءا كل يوم بفعل الأزمات المتراكمة وتغلغل الصراع جغرافيا وسياسيا وتمدد اثاره وتبعاته الى كافة مناحي الحياة وعلى رأسها الوضع المعيشي والانساني.وبينت انه مع انشغال العالم عن اليمن لمواجهة أزمات أخرى لما لها من تأثيرات على اقتصاد اليمن وأمنه الغذائي بما ينذر فعليا بوصوله الى المجاعة داعية داعمي اليمن الى الانتقال من العمل الاغاثي الى دعم الاقتصاد التنموي بشكل يخلق لليمنيين فرص عمل ويؤهلهم للاعتماد على أنفسهم وخيرات بلادهم.من جهته اكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ ان الامم المتحدة تشعر بالامتنان لمجلس التعاون الخليجي لجهوده خلال السنوات الماضية لانهاء المعاناة في اليمن مرحبا بجميع المبادرات الدبلوماسية التي تدعم جهود الامم المتحدة لاستئناف المشاورات والعملية السياسية السلمية في اليمن.واعرب عن الايمان بأن تعاون الامم المتحدة مع المنظمات الاقليمية سيسهم في احلال السلام والامن وان هذا التعاون فيما يتعلق باليمن مع المنظمات الاقليمية مثل مجلس التعاون لعب لفترة طويلة دورا هاما ونحتاج كل دعم ممكن للوصول الى حل سياسي شامل تحت رعاية الامم المتحدة.وأشار غروندبرغ الى ان اكثر المتضررين من الحرب هم النساء والاطفال مبينا انه كل ما استمر هذا النزاع كلما ازداد التأثير على المدنيين مشيرا الى ان الشعب اليمني يحتاج ان يرى طريقا واضحا للخروج من هذا النزاع مؤكدا ان اليمنيين يريدون نهاية لهذه الحرب ويريدون سلاما عادلا ودائما.من ناحيته بين مبعوث الولايات المتحدة الخاص الى اليمن تيم ليندركينغ ان هذا اللقاء من اجل حوار شامل بين اليمنيين يعد أمرا هاما للغاية وذو قيمة كبيرة حيث لم تعقد لمدة سبع سنوات منذ بداية الحرب.واشار الى ان هذه المشاورات تعد فرصة تمنح لجميع اليمنيين لكي يتحدوا وأن يكون هناك نقاشا لوجهات النظر المختلفة لتحديد حلول شاملة تحسن من حياة المواطن اليمني ما يعتبر تحديا كبيرا ولكنه ايضا ضرورة قصوى من خلال مثل هذه الاجتماعات الكبيرة والمنصات المختلفة التي من خلالها يستطيع اليمنيون ان يقيموا حوارا بناءا.وقال ان الامم المتحدة تؤيد قيادة الامم المتحدة لتطوير حل سلمي شامل للجميع من خلال المشاورات مبينا انه لدى الولايات المتحدة الطاقة الكبيرة لدعم المشروعات اليمنية.واكد ليندركينغ انه يجب ان تسمع كل الاصوات اليمنية وكافة الاراء التي تؤدي في نهاية المطاف الى حلول لهذه الأزمة مبديا دعم الولايات المتحدة لاقتراح الامم المتحدة لاتفاقية هدنة يمكن ان تكون خطوة اولى في انشاء وقف اطلاق النار الشامل.من جانبه اعرب المبعوث السويدي الخاص الى اليمن بيتر سيمنبي في كلمته عن الامل بأن هذا الاجتماع سيقدم فرصة كبيرة لليمنيين لمناقشة كافة الحلول للأزمة التي استمرت لسبع سنوات لتحقيق الأمن والحوكمة والاصلاح الاقتصادي التي يجب ان نركز عليه.واضاف ان هذه العملية يجب ان تكون شاملة للمرأة وكل الاجيال والشرائح المختلفة من المجتمع اليمني والاطراف اليمنية والقبائل جنبا الى جنب مع كافة الاطراف اليمنية السياسية لكي نصل الى حلول سلمية للمدى البعيد مشيرا الى ان اجتماع اليوم له اهمية كبيرة من حيث الحجم والتمثيل الكبير يجب ان نستمع اليها ونحدد اهدافنا.واكد سيمنبي ان "المأساة" الاوكرانية التي تحدث حاليا لن تنسينا الأزمة اليمنية وسنستمر في تقديم المساعدات الانسانية لليمن.وبعد ذلك دخل المشاركون في المشاورات في جلسة مغلقة.وعلى هامش المشاورات أقيم معرض للمؤسسات والجمعيات التنموية والخيرية الخليجية شارك فيه الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية وجمعية الهلال الاحمر الكويتي مستعرضين ما قدمته دولة الكويت من مساعدات واغاثات تنموية وغذائية وانسانية لليمن. (النهاية)

م د م / س ع د

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على